فيصل عبدالقيوم يكتب : *الجزيرة تعود لحضن المزارع.. عودة الروح للأرض والعطاء للوطن *
فيصل عبدالقيوم يكتب :
*الجزيرة تعود لحضن المزارع.. عودة الروح للأرض والعطاء للوطن *

اليوم، يقف التاريخ شاهدًا على لحظة فارقة في مسيرة الوطن، لحظةٍ طال انتظارها وعاشها أبناء الجزيرة بكل ما فيهم من صبر وإيمان.
مشروع الجزيرة — هذا الصرح الزراعي العريق الذي كان وما زال قلب السودان النابض بالإنتاج والعطاء — يعود اليوم إلى أحضان المزارع، إلى من سقى الأرض بعرقه، وورث حبها أبًا عن جد.
هذه العودة ليست حدثًا عاديًا، بل هي انتصار للإرادة الشعبية ونتيجةٌ حقيقية لوعي ووحدة لجنة المزارعين التي أثبتت أن صوت المزارع لا يُكسر، وأن الأرض لا تخون أبناءها. لقد واجهوا التحديات بشجاعة، وتحمّلوا المشاق بإيمان، وتمسكوا بحقهم المشروع حتى تحقق النصر الذي نحتفي به اليوم.
كل كلمات الشكر والتقدير لا تفي حق لجنة المزارعين على جهدهم الكبير ومواقفهم المشرفة، فهم أثبتوا أن بالوعي والتنظيم والإصرار يمكن أن تتحقق الأحلام، ويمكن أن تُستعاد الحقوق مهما طال الزمن.
ولا يفوتنا أن نوجّه أسمى عبارات الشكر والعرفان للدكتور كامل إدريس، الرجل الوطني الغيور، الذي وقف مع المزارعين في كل المنابر، ورفع صوته عاليًا دفاعًا عن مشروع الجزيرة باعتباره مشروع الأمة بأسرها، لا مشروع ولاية أو فئة بعينها. لقد كان صوته صوت الحق، وموقفه موقف المبدأ، فله منا كل التقدير والاحترام.
كما نخصّ بالشكر والعرفان الرجال الصادقين الأوفياء الذين ظلوا ثابتين على المبدأ، مؤمنين بعدالة القضية، رافضين كل محاولات التهميش أو الإقصاء. أولئك الذين لم تضعف عزيمتهم، ولم تهن قلوبهم، فكانوا بحق رجال الموقف والوفاء.
اليوم، ومع عودة المشروع إلى حضن المزارع، نفتح صفحة جديدة من الأمل والعمل، صفحة عنوانها الإنتاج والتعمير، وهدفها نهضة الجزيرة والسودان.
فليكن هذا الإنجاز بداية لمسيرة تنمية حقيقية تعيد للمزارع مكانته، وللأرض قيمتها، وللوطن مجده.
الجزيرة ترجع لحضن المزارع، والنجاح ثمرة عزيمة الرجال الصادقين
