توفيق جعفر عثمان يكتب : *الحركة الإسلامية والمراجعات الفكرية*
توفيق جعفر عثمان يكتب :
*الحركة الإسلامية والمراجعات الفكرية*

إتسمت الحركة الإسلامية الحديثة، بصفوية خطابھا، رغم الجھد الفكري والدعوي الذي بذلتھ، ويمكنك مراقبة حراك الوعي، وتطور البنية التنظيمية لزاما مع ذلك، عقب أكتوبر ١٩٦٤م، فقد أنجز د.الترابي ذلك ..
وواحدة من مشكلات خطاب الدعوة إنذاك تركزھ في الجامعات، وإستقطابھ لسكان المدن، وعدم قدرتھ علي التغلغل في الأرياف البعيدة ..
وحورت الحركة نفسھا للإندياح في إواسط الشعب، بتأسيس جبھة الميثاق الإسلامي، وكان من ارقي واوعي الأشكال التنظيمية، فقد تم بھ تنظيم أكبر تحالف بين مكونات التيار الإسلامي العريض بلغة اليوم، فقد جمعت الجبھة بين تيار الصوفية، والجماعات السلفية ..!
لكن تقلبات مناخ السودان السياسية، جاءت بإنقلاب أحمر في ١٩٦٩ قطع الطريق ، علي النظام الديمقراطي، وعلي أكبر مشروع وعي حركي انتاب البلاد آنذاك، ويجب إعادة قراءتھ في ظل حراك التجديد والذي ينتاب جموع الإسلاميين الشباب ھذي الأيام ..!
كما تقتضي المراجعات الداخلية، تمكين جيل الشباب، من قيادة حراك الدعوة، بل وإعادة كتابة خطاب الحركة العقائدي علي ھدي جديد ..!
والإجابة على عدة تساؤلات مركزية تحدد مسار الحركة في مستقبلھا، كما تخلق فضاءھا الطبيعي، وإلي من توجھ خطابي، كما تعالج إزمتھا الداخلية في ضرورة إعادة العضوية الي (مراكز الإنتاج الروحي) المساجد، فلا حراك بلا فقھ كاف، وانطلاق من المساجد، مراكز الأشعاع الروحي، وتمتين البناء المعرفي والفكري لعضو الحركة العامل ..!
إلي من توجھ الحركة خطابھا الإستقطابي؟
واين يقع حقلھا وفضاءھا الدعوي؟
يمكننا الإجمال ان انفصال الحركة التنظيمي من التنظيم العالمي والذي كانت مسبباتھ ان للدولة حدود سياسية، وظرف محدد، يختلف من بلد لآخر ..
في جانب آخر حدد وقلص حقل الدعوة داخل السودان فقط ، وكنت اشدد علي صياغة اشواق النخبة الإفريقية المسلمة المتطلعة لحراك سوداني يتجاوز الحدود الجغرافية، فقد عقد الأفارقة على السودان الذي تمثلوھ نموذجا ضخما، في الثقافة، والفكر ، لكن ( خصوصية الحركة)، وانكفاءھا علي الداخل السوداني المتقلب، حصر مشروع الدولة ، عن حقلھا المفترض، ومنعھا من ولو خلق وشائج التواصل المعرفي العام مع تلك النخب ..
ونواصل
توفيق جعفر
tawj9349@gmail.com
