أفياء ايمن كبوش *الامريكان رعاة سلام العالم..!!! !*
أفياء
ايمن كبوش
*الامريكان رعاة سلام العالم..!!! !*

# وضع مستشار رئيس مجلس الوزراء السوداني (محمد محمد خير) كل ما حققه سابقاً من رصيد سياسي واعلامي، أمام محك تاريخي مضعضع للثقة والمصداقية، بتحديه المفضي إلى مرحلة اعتزال العمل السياسي، حسب موقع المحقق الاخباري، وقوله الصريح: (امريكا ستعلن الدعم السريع منظمة ارهابية نهاية ديسمبر وسوف اعتزل السياسة إذا لم يحدث ذلك).. وفي متن الخبر ذكر الرجل أن العقوبة سوف تعلن في 18 ديسمبر من العام الجاري.. نحن بدورنا نسأل ببراءة الافارقة (ايه الجديد) الذي يدفع امريكا لاتخاذ هذا الموقف علما بأن عملية وقف الحرب بيدها لا بيد الدعم السريع ودويلة الشر الامارات.. !
# انتهاكات الدعم السريع لم تنشأ عند إسقاط الفاشر، بل هي سلسلة من التجاوزات والخروقات التي يمكن أن نقرأها في تفاصيل (قسم الولاء) لاتفاقية وقف إطلاق النار، قصير الأمد، وملف الترتيبات الإنسانية الموقعة في جدة السعودية: (نحن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع المشار اليهما أدناه بالطرفين، وإذ نعيد تأكيدنا على الالتزام بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، وإذ نجدد التأكيد على التزاماتنا بالمبادئ المنصوص عليها في إعلان جدة لحماية المدنيين في السودان الموقع بتاريخ 11 مايو 2023م، وإذ ندرك أن الصراع في السودان يهدد الحياة المدنية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي على المدى الطويل في البلاد، وإذ نعترف كذلك بالتأثير الشديد للصراع على المدنيين والاقتصاد والذي يزداد مع استمراره، وإذ نقر بالحاجة إلى تعزيز حماية المدنيين، وإذ عقدنا العزم على تعزيز الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والامتثال لالتزاماتنا بموجب القانون الإنساني الدولي، وإذ نجدد التزامنا بالوصول إلى وقف لإطلاق النار قصير الأمد لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية. ومرحبين بدعم وسخاء المانحين الدوليين في توفير وايصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني، وفقاً لأفضل الممارسات الدولية والقانون الدولي الإنساني بالتعاون معنا. وعليه تم الاتفاق على التالي:… ) هنا انتهى المدخل الى اتفاق جدة.. ولابد أن نتجاوز ذلك الحشو اللغولي الذي احتشدت به الأحكام العامة وبنود الاتفاقية التي لم تلتزم بها المليشيا، ولكن ما نود الإشارة إليه هو أن القوات المتمردة خرقت جميع البنود ولم تنفذ شيئا مما جاء في الاتفاق، ورغم ذلك لم تجد خروقاتها الاعتراف أو الردع من المسهلين، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وامعانا منهما في تدليل التمرد، أضافا دولتين للعملية التفاوضية لتكون رباعية، إحدى الدول داعمة أساسية للتمرد حيث تمده بالعدة والعتاد والمرتزقة والدعم الإعلامي للتغطية على الجرائم الكبرى.
# ما حدث في الفاشر يصلح نموذجا لمحاكمة المليشيا وإعلانها منظمة إرهابية، فهي التي قتلت المدنيين على أساس عرقي.. قتلتهم بالسلاح الناري وذبحتهم في الشارع العام بالسلاح الأبيض وقتلتهم تعذيبا بسلاح التجويع حين فرضت حصارا على المدينة ولم تعبأ بقرار مجلس الأمن الصادر في يوليو من العام 2024 والقاضي بفك الحصار.. وبالعودة إلى تاريخ جرائم هذه المليشيا المتمردة نتجاوز اتفاق جدة قليلا، ونعود إلى البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية في 17 ديسمبر 2023، حثت فيه قوات الدعم السريع على وقف تقدمها فورا في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وعدم مهاجمة ود مدني.. وقالت (إن تقدم الدعم السريع في ود مدني يهدد بتعطيل جهود توصيل المساعدات الإنسانية، لأن المدينة ملاذ آمن للمدنيين النازحين ومركز مهم لجهود الإغاثة.. كما حذرت من أن “استمرار تقدم الدعم السريع يهدد بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين”، مشيرة إلى أن هذا تسبب بالفعل في نزوح أعداد كبيرة من المدنيين من ولاية الجزيرة “ليس لديهم مكان آخر ليذهبوا إليه إضافة إلى إغلاق أسواق في ود مدني التي يعتمد كثيرون عليها”.. إلى ذلك، دعت الجيش إلى تجنب الاشتباك مع قوات الدعم في الولاية حتى لا تتعرض حياة المدنيين للخطر.. وقالت الوزارة إن تجدد القتال في بعض المناطق بالسودان يقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع عن طريق التفاوض).
# إذن الولايات المتحدة، ذات نفسها، تقر بأن تقدم الدعم السريع في اي منطقة عسكرية أو غير عسكرية يهدد بوقوع خسائر على المدنيين، بينما الواقع الماثل يؤكد بأن القوات المسلحة السودانية تستجيب احيانا كثيرة للمناشدات الدولية والاقليمية ومنها (تجنب الاشتباك مع المليشيا) كما حدث في مدني التي انسحب منها الجيش للحفاظ على الأرواح، وكذلك فعل في الفاشر، ولكن هل توقفت المليشيا عند التحذيرات ؟ هل التزمت يوما بالتعهدات مثل توقيعها على (الالتزام بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه).. ثم عادت ونكصت حين قامت مع حليفها المدني بتكوين حكومة افتراضية تحت مسمى (تأسيس).. المليشيا لا تلتزم بأي اتفاق وتسعى لإقرار هدنة جديدة لتنظيم صفوفها والبدء في اجتياح كامل الأراضي السودانية، هي تفعل كل الموبقات لأنها تدرك بأن هذه الحرب ليست حربها بالأصالة، بل أنها مجرد وكيل لأمريكا التي توفر الحماية، وتجتهد في إلهاء القيادة السودانية والشعب بالاعيب الرباعية وحواديت وقف الحرب في غزة وحمل غصون الزيتون لشعوب العالم، وما تلك الا شائعات مرسلة من بريد الذي يصنع اخطر الأسلحة الفتاكة في العالم.. ويبيعها للدول والعصابات معا لتقوية اقتصادياته، ثم يبحث عن سلام العالم.. !
# نحن لا نحارب امريكا كما قالها الرئيس المصري السادات الراحل في حرب اكتوبر.. لكن لابد من إعمال صوت العقل والمنطق والحوار بموضوعية لإيقاف الحرب بشروط الشعب السوداني.. حيث لا وجود للدعم السريع في الحياة السياسية والعسكرية.. امريكا يجب أن تفهم ذلك وتساند الدولة السودانية بدلا عن تشجيع العصابات.
