نار و نور د . ربيع عبد العاطي *الشيوعيون واللعبب بتكتيكات المراحل*
نار و نور
د . ربيع عبد العاطي
*الشيوعيون واللعبب بتكتيكات المراحل*

عندما إنقلب المرحوم جعفر نميري على النظام الديمقراطي في العام 1969 كانت جماعته ، و حاضنته الفكرية ، والسياسية ، هي المتمثلة في المجموعات اليسارية من قوميين عرب ، وبعثيين وشيوعيين ، حيث وضعوه في المقدمة كرأس للرمح ثم بدأو تنفيذ أجندتهم التي تلخصت في المهام التالية :-
1- تجفيف منهج التربية الإسلامية من مدارس التعليم العام
2- الإستهتار بالتعليم الإسلامي وتحويلهم الجامعة الإسلامية إلى معهد علمي .
3- التوسيع في مجال الإباحيات ، والإنحرافات الفكرية ، والسلوكية ، وترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لمن يشوهون الدين الإسلامي ، ويحرفون آياته ، ويستهزئون بقيمه ويستهترون بعقيدته ، بنشر الكتب المضللة ، وتشجيع الأفكار المارقة .
* وفي مجال الإقتصاد ذهب الشيوعيون مذاهب شتى ، وسلكوا طرائق قدداً ، فصادروا الممتلكات الخاصة ، وشركات الأفراد ، وأمموا المؤسسات ، وتغولوا على حقوق الجماعات ، وحاصروا بيوتات رؤوس الأموال ، حتى الأجنبية فهربت ولم تعد مرة أخرى ، مما سدد ضربة قاضية للإقتصاد السوداني لم يفق منها رغم مرور عشرات السنين .
* أما الدور الخبيث الذي لعبته الأحزاب اليسارية في فترة حكم نميري الأولى ، فكان منصباً حول القضاء و القضاء المبرم على مصادر الدين الإسلامي ، وكل الأفكار التي تعود إلى أصوله ، فتم إستهداف الأخوان المسلمين ، والأنصار بالجزيرة أبا ، وكل منتمٍ لطائفة دينية ، حيث أطلقت كلمة الرجعية على كل هؤلاء ، وإستمر الإستهداف ليتحول لقصف بالطائرات ، وتدمير بالدبابات حيث تقف الشواهد على ذلك بموجب ما حدث في الجزيرة أبا ، وود نوباوي ,
* أما المرحلة الثانية للحزب الشيوعي فهي التي أسفرت عن الوجه المباشر لليسار سفوراً به ، وحاولوا التخلص من جعفر نميري ، والتحكم في مصير البلاد من خلال إنقلاب عسكري فاقع الحمرة ، قاده الرائد هاشم العطا ، وأسند رئاسة مجلس قيادة الثورة لبابكر النور ، الذي لم يكن وقتها موجوداً بالبلاد ، فكانت حصيلة ذلك الإنقلاب عشرات القتلى ، والجرحى مما يشهد به بيت الضيافة لضباط لم يرتكبوا خطيئة سوى أنهم إنتموا لمؤسسة عسكرية حرة ، لا تؤمن بنظرية اليسار .
* وبما أن الفكر الشيوعي يقوم على نظريات وأقوال ، سطرها مفكرو الشيوعية ووضعوها كأسس للتعامل مع الدولة ، والمجتمع ، فإن أبرز ما يميز طرقهم في اللعب بالمراحل ، والإتكاء على التكتيكات ، والإستفادة من الفرص ، ما فعلوه بالمرحوم جعفر نميري بأن الغاية تبرر الوسيلة ، لكنه كان أذكى منهم حيث حاولوا أن يتعشوا به فتغدى بهم ، ومسحهم من أرض السودان مسحاً ، ما كنا نحسب أن تقوم لهم قائمة إثر ذلك الذي أحدثه فيهم من هزائم ، وتشنيع إلى درجة أنهم أسموه فيما بعد بالسفاح ، ولكن البذرة الخبيثة قد تختفي لبعض سنين ، لكنها من أول قطرة تهطل تنمو ، وتنتفش ، خاصة إذا كانت مياه الأمطار التي هطلت قد ركدت ، وفعلت فيها البكتريا ، والفطريات الأفاعيل .
* وما نحذر به الشعب السوداني ، وخاصة الشباب ، بأن الشيوعيين بارعون في صناعة الشعارات ، وماهرون في إقتناص الفرص ، ومشهورون بغسل أدمغة الشعوب ، وتلويث الأجواء ، لكنهم لا يستطيعون بقاءً ، ولا تنفساً عندما يجلجل الحق ، وتشهر الأسلحة ، ويتصدى للباطل المجاهدون .
* وهكذا فإن الجبن صنوٌ للشيوعيين ، والصفافة صفة تلاصقهم ، والهروب من المعارك سمة مائزة لهم ، ولا يحدثك مثل ذلك غير خبير .
د.ربيع عبدالعاطي عبيد محمد خير
