*الطريق الثالث* د. أحمد عيسى محمود عيساوي
*الطريق الثالث*
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي

(٠١٢١٠٨٠٠٩٩*٠٩٠٦٥٧٠٤٧٠)
همجية المرتزقة منذ طلقتها الأولى وحتى يوم الناس هذا أدرك الجيش أنه لا خيار أمامه إلا تطبيق شعار (بل بس). وليس معنى ذلك أنه يريد إراقة الدماء؛ ولكن (مجبر أخاك لا بطل). وهناك طرف يدّعي الحياد كذبًا وبهتانًا ينادي بإنهاء الحرب عبر التفاوض. وموقفه هذا محاولة مفضوحة منه للبحث عن (إبرة) العودة لكراسي السلطة في (هردبيس) مآسي المرتزقة. ولهم حجة قوية بأن جميع حروب السودان انتهت عبر التفاوض. ولكن نؤكد لهؤلاء العملاء ومن واقع حال عشوائية المرتزقة، وغياب القيادة المدركة الواعية لديهم لا يمكن تحقيق ذلك، وبناءً على معطيات الوضع الراهن (السياسي والدبلوماسي والعسكري) ما بعد الفاشر، بأن طريقًا ثالث هو الخيار الأوحد الذي فرض نفسه بقوة لإنهاء الحرب. ألا وهو الاستسلام. وأجزم إنه استسلامًا عشوائيًا. إذ يضع كل مقاتل جنجويدي السلاح في أرض الميدان ويهرب لأهله – من بعد رؤيته لطواف الجيش مؤخرًا – أي (العرجا لمراحا). لاعنًا تلك الكذبة (دولة العطاوة) التي صدقها وقاتل من أجلها. ولم يجنِ منها غير ذلك (التعريد) في آخر المطاف. ليعيش بقية حياته مطاردًا قانونيًا ومجتمعيًا. أما الاستسلام المنظم الذي ترغب فيه تلك الدول صاحبة التقاطعات في السودان. لكي تحافظ على مصالحها فهذا غير وارد من قوات همجية. وخلاصة الأمر ما ذهبت إليه بعاليه هو عين الحقيقة. والأيام بيننا حكمًا. ووقتها يستريح السودان من فعائل (جحا). أما سفهاء القوم (الحمادكة) فإن عشوائية النهاية سوف تقفل أمامهم باب العودة التي يحلمون بها، أما تواجدهم في سودان المستقبل كلاعب أساسي، فإن عودة حميدتي لمنصب الرجل الثاني بالدولة أقرب واقعًا من ذلك.
الأثنين ٢٠٢٥/١١/١٧
نشر المقال…. يعني عشوائية النهاية نتاج طبيعي للبدايات.
