منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر و تحليل : عمار العركي *قصــف كــاودا : أول “هـجمـة” “لإسقاط النـجمـة”*

0

خبر و تحليل : عمار العركي

 

*قصــف كــاودا : أول “هـجمـة” “لإسقاط النـجمـة”*

▪️احتلال “كاودا” في العام 2011 جاء في سياق محاولة غادرة وقعت يوم 6/6/2011 بعد أن فشل شعار «النجمة» الانتخابي لعبد العزيز الحلو في نيل ثقة مواطني جنوب كردفان، الذين اختاروا منافسه الوالي مولانا أحمد هارون. ورغم التهديد الصريح الذي لوّح به نائب الوالي عبد العزيز الحلو حينها—بأن «الهجمة» قادمة إن لم يفز بالشعار—إلا أن المواطنين صوّتوا لما أرادوه، وجاءت الهجمة فعلًا بعد أيام قليلة، في تكرار شبه حرفي لما حدث لاحقًا في 15 أبريل عندما غدر نائب البرهان – حميدتي – بالدولة وبالبلاد كلها.
▪️منذ تلك اللحظة، تحوّلت كاودا إلى «العاصمة غير المعلنة» للحركة الشعبية – شمال، وإلى مركز ثقلها وعمقها الحصين.ث، وخلال أكثر من عقد، ظلت كاودا منطقة استثـنـاء بكل ما تعنيه الكلمة ؛ لم تُستهدف جوياً منذ توقيع وقف إطلاق النار في 2012، وظلت خارج المعارك حتى خلال حرب 2023. وطوال هذه الفترة، لم يدخلها أي مسؤول حكومي سوى “عبد الله حمدوك”، الذي زارها عبر طيران برنامج الغذاء العالمي وبدعوة شخصية من عبد العزيز الحلو—صديقه وزميله القديم في مدرسة الدلنج الوسطي وجامعة الخرطوم. هذه الزيارة كرّست “كاودا” كمنطقة خارج سلطة الدولة، وفي الوقت نفسه أظهرتها كمعقل حصين محمي دوليًا وسياسيًا.
▪️وبعد أن انخرط الخلو وقواته في تحالف تأسيس وشاركت في حصار الفاشر، وهاجمت مواقع للجيش في جنوب كردفان، تغيّر المشهد تمامًا. فكانت الضربة الجوية التي نُفِّذت مؤخرًا على معسكر تدريب في كاودا هي الأولى منذ 13 عامًا، وجاءت في لحظة لم تتوقعها الحركة، ما أدى إلى خسائر كبيرة وسط قوة تُقدّر بسرية كاملة كانت تتلقى تدريبًا للمشاركة في عمليات التحالف.
▪️وفي السياق ذاته، تبرز نقطة بالغة الأهمية: تزامن قصف كاودا مع تولّي الفريق أول ياسر العطا القيادة الميدانية خلال الفترة الأخيرة. العطا كان سابقًا قائد الفرقة 14 مشاة بكادوقلي، وتمكّن خلال تلك الحقبة من تقليص نفوذ الحركة،واستعادة مساحات واسعة من يدها. وعودته اليوم لقيادة العمليات، مرفقة بتصريحات حادة تجاه الحركة، تُشير إلى أن ما يجري ليس مجرد تكتيك، بل تحرك استراتيحي مدروس ، يستند إلى خبرة ياسر العطا ومعرفته العميقة بالجغرافيا وتعقيداتها. فماضي العطا في الجبال وحاضره في قيادة العمليات الحالية يعزّز الانطباع بأن الجيش يتجه نحو تغيير قواعد اللعبة مع الحلو في معقله الأهم.
▪️وبالتزامن، تم تحرير منطقتي “تبسة وقِردود ناما في الجبال الشرقية، وهما منطقتان مهمتان للحركة بسبب استخدامهما كممرات محمية داخل الجغرافيا الوعرة. هذا التحرير يعني أن الجيش لا يرد بضربة واحدة، بل يتحرك لتغيير خطوط الجبهة والضغط على المجال الحيوي الذي تعتمد عليه الحركة لحماية كاودا.
▪️قصف كاودا، استعادة مناطق محيطة، يعني سقوط «الاستثناء» الذي استمر 13 عامًا، وربط العمليات الحالية بخبرة قيادية ميدانية سابقة، ما يفتح الباب لمرحلة تُعاد فيها صياغة قواعد الاشتباك في جبال النوبة ، وفي قلب العدو ومعقله .
*_خلاصة القول ومنتهاه_* :
▪️ماذا يعني أن تُقصف كاودا بعد 13 عامًا من وقف إطلاق النار؟ هل هو رد تكتيكي على هجمات الحركة؟ أم أننا أمام تحول استراتيجي جديد ينهي وضعًا استمر طوال عقد ويضع معقل الحركة تحت النار للمرة الأولى منذ 2012؟
▪️إنها لحظة مفصلية، لا تخص “كاودا” وحدها، بل مستقبل الحركة الشعبية، وتحالف “تأسيس” العدائي وخريطة الحرب في جنوب كردفان، ومعادلات القوة في جبال النوبة والسودان كله .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.