منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عثمان جلال يكتب / *إلى الشعب السوداني :  احذروا الرق المنحوس (1)*

0

عثمان جلال يكتب /

 

*إلى الشعب السوداني :  احذروا الرق المنحوس
(1)*

الرق المنحوس مصطلح نحته العلامة الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ويقصد به اغتنام الدول المترصدة الفرصة التي تولدها حالة الوهن والتيه في الدولة المستهدفة، حيث تقوم الدول المترصدة بالسيطرة والهيمنة على الدولة الغارقة في الضعف والاضطراب حتى تتلاشى الدولة التائهة الهشة في عقابيل الرق المنحوس والذي يتدثر بشعارات براقة وخداعة إلا أن خواص الاسترقاق التي عرفتها الانسانية بادية فيه وراء كل إطار.
(2)
إن إضعاف السودان وإغراقه في أوحال الصراعات والتفكيك مخطط صهيوني أمريكي بريطاني وفرنسي قديم ومستمر في قنان متجددة . فالسودان الموحد والغني بثرواته وتنوع مجتمعاته والمستقر سياسيا مهدد وجودي لإسرائيل ومهدد ثقافي وحضاري لافريقيا المسيحية. ولكن لما أدرك هذا التحالف استحالة إنفاذ مخططه عبر أدواته لجأ إلى توظيف تناقضاتنا الداخلية بدهاء وخبث حيث ظل يغذي نزاعات التمرد على الدولة المركزية لشد الأطراف وبترها حتى انفصل الجنوب بدولته عام 2011م . ثم استمر تغذية الحروبات في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ، وهدفه الإستراتيجي إلهاء الدولة السودانية بالاقتتال الداخلي للحيلولة دون إبرام عقد اجتماعي ينهي الصراعات الهوياتية ويؤسس لبناء الدولة والأمة على هوادي النظام الديمقراطي المستدام ومن ثم حفز كل موارد الدولة لتأسيس ركائز التنمية، وارتياد آفاق النهضة الحضارية الشاملة.
(3)
حرب 15 أبريل 2023م صناعة الرباعية الإمريكية والإسرائيلية والبريطانية والفرنسية. وما دويلة الإمارات ومليشيا آل دقلو الإرهابية وقيادات صمود وتأسيس إلا أدوات وظيفية في هذه الحرب والتي خطط لها تحالف الرباعية أن تكون خاطفة وقاصمة تنتهي بالقضاء على الجيش السوداني وإحلال مليشيا آل دقلو في مهامه. وتنصيب حميدتي ملكا وقيادات صمود وتأسيس وزراء . وإدماج السودان في نادي التبعية الصهيونية ونهب موارده. وإذلال الشعب السوداني في شراك الرق المنحوس بتعبير الكواكبي. لذلك فإن الاغتصاب والسلب وهتك الأعراض وإذلال الكبار وسبي واسترقاق النساء ونهب خزائن التاريخ والثقافة التليدة كانت سياسة ممنهجة تمت تحت سمع وبصر ومباركة التحالف الرباعي لتمزيق بنية المحمولات القيمية للمجتمع السوداني.
(4)
ما إن تحطمت مؤامرة التحالف الرباعي وأدواتها الداخلية بعد التلاحم الأسطوري للشعب مع الجيش في معركة الشرف الوطني . ولأن العقل الغربي يدرك أن الحروب المصيرية تشكل تحولات كبرى في مسار حركة الدول والأمم كما فعلت حرب الثلاثين عاما في أوربا 1618 الى 1648 والتي انتهت بصلح وستفاليا وثمرته الدولة القطرية القومية . وحروب الثورة الفرنسية في عصر نابليون والتي انتهت باتفاقية فينا 1815 والتي أرست مباديء القانون الدولي ثم التمثيل الدبلوماسي بين الدول وأثمرت السلام في اوربا لقرابة المائة عاما. لذلك تحورت خطة التحالف الرباعي وتبنى سياسة التجهيل وهي ممارسة التضليل والاكاذيب عبر دعاية خداعة وبراقة لتشتيت الأفكار والعقول والسواعد عن معركة الكرامة ، ثم طفق في توظيف أبواقه الداخلية،قيادات صمود وتأسيس لاطلاق شعارات تقدح وتشكك في أخلاقية وشرف حرب الكرامة وذلك من شاكلة إنها حرب بين جنرالين، حرب التيار الاسلامي من اجل العودة إلى السلطة ، حرب الندامة والغاية من ذلك انفضاض المجتمع عن التلاحم مع الجيش والضغط على قيادة الدولة لإبرام تسوية تعيد المليشيا المجرمة وجناحها السياسي المدني في صدارة المشهد السياسي واستبقاء السودان في دورة الوهن الحضاري ريثما تنضج لحظة تاريخية جديدة للهيمنة والسيطرة عليه ولكن هيهات.
(5)
في نظرية التحدي والاستجابة يرى أرنولد توينبي أنه كلما تكاثفت على الأمم التحديات وتعاظمت المخاطر تنبعث الاستجابة الصلبة للمجتمعات الحرة في مواجهة ومنازلة العدوان حتى النصر الحاسم وبلوغ ما وصفه توينبي الوسيلة الذهبية وتعني انبعاث دولة تمتلك عناصر القوة الشاملة من تحت ركام الدمار والانهيار .
وإن كان ذلك كذلك فلا خيار أمام الشعب السوداني إلا الاستمرار في التدافع والقتال كتفا بكتف مع الجيش حتى القضاء الناجز على المليشيا المجرمة وإفشال مؤامرة التحالف الرباعي ومن ثم بلوغ الوسيلة الذهبية وإلا فإن البديل هو الوقوع في شراك الرق المنحوس. وأعز الله الشعب السوداني وجيشه بالنصر والمجد

الجمعة: 2025/12/12م

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.