*لماذا التحالف مع السعودية*
✍ مجدي عبدالعزيز
دعونا نتحدث جغرافيا وسياسة، بعيدًا عن العاطفة وحدها، وإن كانت العاطفة بين السودان والسعودية أصلٌ راسخ لا يحتاج برهانًا:
▪️السعودية حاضنة الحرمين الشريفين وقِبلة أكثر من مليار ونصف مسلم، بما تمثّله من ثقلٍ روحي وأخلاقي يجعل استقرارها جزءًا من استقرار العالم الإسلامي كله.
▪️السعودية صاحبة أطول ساحل على البحر الأحمر، هذا الشريان الاستراتيجي للتجارة العالمية وأمن الطاقة والملاحة الدولية، ما يجعلها ركيزة أساسية في معادلات الأمن الإقليمي.
▪️السعودية أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم، وقلب سوق الطاقة الدولي، وصاحبة التأثير الأوسع في توازنات الاقتصاد العالمي وأسعاره واستقراره.
وإلى جانب ذلك:
▪️السعودية قائدة النظام العربي السُّني المعتدل، وميزان العقل في لحظات الاضطراب الإقليمي.
▪️تمتلك ثقلًا سياسيًا ودبلوماسيًا دوليًا يمكّنها من التأثير في مراكز القرار الكبرى، لا عبر الفوضى بل عبر الدولة والمؤسسات.
▪️تنتهج سياسة خارجية قائمة على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ورفض تفكيك الجيوش الوطنية أو الاستثمار في المليشيات.
◾️مشروعها الإقليمي يقوم على الاستقرار والتنمية لا على الخراب، وعلى الشراكات لا الوصاية، وعلى الدولة لا العصابات.
▪️تنظر إلى البحر الأحمر كفضاء أمن مشترك، لا كساحة نفوذ مشبوهة أو ممر لتهديد الدول المتشاطئة.
لهذا، وبمنطق الجغرافيا والسياسة والمصلحة الوطنية، فإن تحالف السودان مع السعودية ليس خيارًا تكتيكيًا عابرًا، بل ضرورة استراتيجية:
تحالف مع دولة مركزية، ذات ثقل حقيقي، تحترم الدولة السودانية، وتقف ضد مشاريع التفكيك، في مواجهة الغزو الإماراتي الذي يُدار اليوم عبر مليشيا الدعم السريع وأذرع سياسية عميلة، تسعى لاختطاف السودان من تاريخه ومحيطه ومستقبله.
