منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
بروفسير عثمان أبوزيد يكتب :  *خريجو جامعة إفريقيا العالمية: الحضور والانتباه* *حين تتحوّل المأساة إلى مشروع توطين ؛؛؛ ما الذي يحدث في شمال السودان؟* كوداويات ✍️ محمد بلال كود... *شمال السودان بين ميزان التهميش الحقيقي وشماعة الابن المدلل* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي *لسنا عنصريين نحن أصحاب أرض ندافع عن وجودنا* كوداويات  ✍️ محمد بلال كوداوي *البيان المصري …..حينما يتحوّل القلق إلى خطوط حمراء* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي *ما هذا أيها الشعب السوداني؟*ََ *في يوم الاصطفاف الوطني* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي خارج النص  كتب/ يوسف عبدالمنان.. ■  *جبال النوبة وحرب الأرض والهوية؟!* ■  *دعوات التخذيل للاست... خبر وتحليل | عمار العركي *زيارة المفضـل إلى الخرطوم: حين تحـوّل التحذير إلى واقع* *الجيش السوداني الباسل … لماذا يستهدفونه ؟*  السفير / رشاد فراج الطيب *تظاهرات جنوب الخرطوم… رسائل مكشوفة في توقيت مريب* د. إسماعيل الحكيم..

*حين تتحوّل المأساة إلى مشروع توطين ؛؛؛ ما الذي يحدث في شمال السودان؟* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

0

*حين تتحوّل المأساة إلى مشروع توطين ؛؛؛ ما الذي يحدث في شمال السودان؟*

 

كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

 

ما يجري اليوم في بعض مناطق شمال السودان ليس مسألة تعاطف إنساني عابر ولا استجابة طارئة لظروف حرب بل انزلاق خطير نحو تسييس اللجوء وتحويل المأساة إلى مطالب توطين قسري تُفرض على مجتمعٍ لم يكن طرفًا في إشعال الحرب ولا شريكًا في خراب الديار.

لم نسمع لا في تاريخ النزوح بالسودان ولا في تجارب العالم عن معسكر لاجئين يُعقد فيه مؤتمر صحفي للمطالبة بمنح أراضٍ سكنية دائمة لهؤلاء اللاجئين وهم لم يكملوا الشهرين وتغيير الخريطة الديمغرافية لمنطقة آمنة.
هذا سلوك لا يُفسَّر بالاحتياج الإنساني بل بمنطق الفرض والابتزاز السياسي مستفيدًا من ضعف حكومة الولاية وتراخي مؤسسات الدولة.

الذين يرفعون شعار: (كل أجزائه لنا وطن) يتناسون أو يتجاهلون أن هذه العبارة شطرُ من أغنية وليس نصًا دستوريًا ولا تفويضًا للاستيلاء على أرض الغير ولا صكًا لتجاوز حقوق المجتمعات المستقرة تاريخيًا على أراضيها.
الوطنية لا تُقاس بالشعارات بل باحترام الحدود القانونية والاجتماعية وبحفظ حق كل إقليم في أرضه وموارده وتوازنه.

الأدهى من ذلك أن الحرب التي أُشعلت في الديار الأصلية للحركات المسلحة والتمرد بأيادٍ معروفة وبأجندات مكشوفة صارت تُصدَّر نتائجها إلى مناطق آمنة فيُهجَّر المواطنون من بيوتهم ثم يُطالَب أهل الشمال بأن يدفعوا ثمن حربٍ لم يختاروها عبر التنازل عن أرضهم وتغيير واقعهم الاجتماعي.

التكافل الإنساني واجب واستضافة المتضررين شرف لكن التوطين القسري جريمة سياسية وصناعة أزمات مستقبلية لا تقل خطرًا عن الحرب ذاتها.
الفرق كبير بين إغاثة مؤقتة تحفظ كرامة الإنسان وبين مشاريع استيطان تُدار بخطاب ضاغط وسلوك عدائي وتُغذَّى بجهل بعض المتحمسين وتواطؤ بعض أبناء المنطقة وصمت الدولة.

إن ما يحدث اليوم ليس اختبارًا لأخلاق المجتمع فحسب بل اختبار لهيبة الدولة:
هل ستنهض لتقول إن اللجوء له أطره وإن الأرض لها أصحابها وإن الحقوق لا تُنتزع بالصراخ ولا بالمؤتمرات؟
أم ستترك الأمر للفوضى، حتى يستفيق الجميع على صراع جديد في شمالٍ ظلّ ملاذًا آمنًا حين اشتعلت النار في غيره؟

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من أشعل حربًا ثم هرب بآثارها إلى غيره.
وحسبنا الله ونعم الوكيل في دولةٍ تُفرّط في الأرض وتُسكت صوت الحق وتترك مواطنيها يواجهون المصير وحدهم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.