منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار

البُعد الآخر د. مصعب بريــر *معركة الوعي قبل السلاح: الجبهة الداخلية ساحة الحسم وإسقاط مؤامرات تفكيك السودان ..!*

0

البُعد الآخر

د. مصعب بريــر

*معركة الوعي قبل السلاح: الجبهة الداخلية ساحة الحسم وإسقاط مؤامرات تفكيك السودان ..!*

 

يمرّ السودان اليوم بواحدة من أخطر المنعطفات في تاريخه الحديث، مرحلة لم تعد فيها التحديات محصورة في ميادين القتال وحدها، بل تمددت إلى جبهة أخطر وأكثر تعقيداً: الجبهة الداخلية. فما يجري على الأرض ليس مجرد تباينات سياسية أو اختلافات في وجهات النظر، وإنما حرب مركّبة تستهدف كيان الدولة ذاته، وتسعى لتفكيك المجتمع من الداخل، وتهيئة المناخ لتمرير أجندات خارجية لا ترى في السودان سوى غنيمة ومسرح نفوذ.

في هذا التوقيت الحرج، تتحول بعض الشعارات “البراقة” إلى أدوات خادعة، تُرفع في غير موضعها، وتُستغل لتقويض الاستقرار وخلخلة الصف الوطني. فتحريك احتجاجات ومظاهرات تحت عناوين مختلفة، بينما تخوض البلاد معركة وجودية ضد التمرد والعدوان، لا يمكن عزله عن سياق التنسيق الخفي مع قوى معادية. فهذه التحركات، مهما حاولت التزيّن بثوب المطالب المشروعة، تصب عملياً في خدمة مشروع الفوضى، وتعطيل الجهد الوطني الرامي إلى حماية الأرض والإنسان.

لقد بات واضحاً أن هناك خلايا نائمة ومجموعات تخريبية تنشط بوعي ودقة، مستغلة الضائقة الاقتصادية والمعاناة الإنسانية لتوسيع دائرة التأثير وبث الإحباط. هذه المجموعات ليست كيانات معزولة، بل تمثل امتداداً مباشراً لمشاريع التمرد، وتعمل وفق خطط تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية، وإرباك مؤسسات الدولة، وضرب الثقة بين المواطن وأجهزته السيادية.

إن التساهل مع هذه الأنشطة يشكّل خطراً وجودياً لا يقل فداحة عن خطر السلاح. فالمعركة الدائرة اليوم هي معركة بقاء دولة، ومعركة سيادة وقرار وطني مستقل. ومن ثمّ، يصبح الحزم القانوني ضرورة وطنية لا تحتمل التردد، عبر تفعيل القانون وتطبيقه على كل من يثبت تورطه في أعمال تهدد الأمن العام أو تسعى لزرع الفتنة والانقسام. فحماية هيبة الدولة، وصون مؤسساتها، شرط لا غنى عنه لحسم التمرد وتجفيف منابعه.

إن تعزيز الجبهة الداخلية هو المفتاح الحقيقي للنصر في المعركة الكبرى. فبوحدة الصف، وتماسك المجتمع، والدعم الصادق للمؤسسات الشرعية، تُغلق الثغرات أمام المتربصين، سواء كانوا خلايا نائمة في الداخل أو قوى خارجية لا تخفي أطماعها.

بعد اخير :

خلاصة القول، إن مسؤولية هذه اللحظة التاريخية تقع على عاتق كل سوداني حرّ. المطلوب اليوم وعيٌ لا يُخدع بالشعارات، ويقظةٌ لا تنجرّ خلف المؤامرات المكشوفة. وأخيرًا، إن إسناد القوات المسلحة والقوات النظامية المساندة لها، والالتفاف حولها حتى حسم التمرد المشؤوم وعملاء الخارج، هو واجب وطني وأخلاقي. فلنفوّت الفرصة على أعداء الوطن، ولنحسم معركة الداخل كما نحسم معركة الميدان، حتى ينهض السودان موحداً، عصياً، آمناً، وسيد قراره.

ونواصل… إن كان في الحبر بقية، بمشيئة الله تعالى.

﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ﴾
حسبنا الله ونِعم الوكيل
اللهم لا تُسلِّط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، يا أرحم الراحمين.

#البُعد_الآخر | مصعب بريــر
الأحد | 21 ديسمبر 2025م
musapbrear@gmail.com

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.