منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

في الشوارع والأزقة والساحات… النفايات تؤرق سكان الخرطوم

0

أفراد من الحرس العسكري المسلح وأفراد بملابس مدنية يقفون حول دبابة (رويترز) ملأت النفايات الشوارع في أم درمان ولم يجد سكان بعض المناطق مفرا من تجميع النفايات بجهد شعبي ونقلها إلى مكب النفايات. في الشوارع والأزقة والساحات… القمامة تملأ شوارع الخرطوم

بينما تستمر الحرب التي لا تلوح لها نهاية في الأفق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ملأت النفايات الشوارع في أم درمان ولم يجد سكان بعض المناطق مفرا من تجميع النفايات بجهد شعبي ونقلها إلى مكب النفايات في أقصى شمال غربي المدينة، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

وقال أحمد الشامي، الذي يسكن في أم درمان، في مقابلة مع «وكالة أنباء العالم العربي»، إنهم لجأوا إلى تجميع القمامة بعد أن تكدست في أزقة وشوارع الحي الذي يسكن فيه على مدار أكثر من أربعة أشهر وصارت مرتعا لتوالد الذباب والبعوض.

ويسكن الشامي ضاحية الثورة شمال مدينة أم درمان التي تشكل إلى جانب الخرطوم عموم والخرطوم بحري العاصمة السودانية على جانبي نهر النيل.

وأشار إلى أنهم فرضوا مبالغ رمزية على كل منزل بالحي نظير شراء جوالات فارغة وتعبئة النفايات بداخلها واستئجار شاحنة لنقلها إلى المكب الواقع بشمال غربي أم درمان.

وأضاف أن هذا العمل كان من المفترض أن تقوم به هيئة النظافة لكنها لم تفعل رغم أن المنطقة آمنة نسبيا.

ومنذ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل (نيسان)، غابت مركبات نقل النفايات عن شوارع العاصمة وملأت القمامة الشوارع الرئيسية والأزقة والساحات العامة وسط الأحياء في ظل حالة من انعدام الأمن.

من جهته، يقول مستشار مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم ورئيس جمعية تعزيز الصحة السودانية مصعب برير إن أعمال النظافة في الولاية توقفت خلال الحرب عدا بعض أحياء محلية كرري بشمال أم درمان.

وكشف برير عن تعرض جميع المحطات الوسيطة والمرادم للنهب والتخريب «بما في ذلك رئاسة الهيئة بمدينة الخرطوم»، وتابع: «لا توجد أي معينات للعمل أو تأمين للعاملين في ظل الحرب».

واتهم مستشار مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم قوات الدعم السريع، التي تسيطر على أغلب ولاية الخرطوم، باستهداف أسطول الآليات التابع للهيئة ونهب بعضها.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع قتلت أحد مديري الإدارات العامة بالولاية في منزله، فضلا عن اعتقال أحد مهندسي الآليات في هيئة النظافة والاعتداء على مهندس آخر في منزله ونهب عربة المرور المخصصة له.

وأرجع برير غياب المركبات والآليات المخصصة لنقل النفايات من الأحياء إلى عدم قدرة هيئة النظافة على تأمين العاملين «مما أدى إلى توقف العمل في ست محليات بولاية الخرطوم من إجمالي سبع محليات».

ونوّه إلى أن هناك عودة تدريجية للعمل في المناطق التي تم تأمينها بواسطة القوات المسلحة والشرطة في أم درمان.

وأكد برير أن هيئة النظافة في ولاية الخرطوم ستتوسع في العمل حسب «مساحة الأمان» المتوفر إلى جانب «وفرة المعينات والقوى العاملة».

وقال إبراهيم عثمان، وهو أحد سكان مدينة أم درمان، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن مركبات النفايات كانت تأتي باستمرار وتجمع القمامة من الحي الذي يسكن فيه على مدار الأسبوع.

وأشار عثمان إلى أن مركبات نقل النفايات غابت عن منطقته منذ بداية الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، الأمر الذي تسبب في تراكم القمامة في الساحات العامة.

وأضاف أن مشهد أكوام القمامة في أغلب الساحات العامة يتسبب في تلوث بصري.

وأعرب عن تخوفه من انتشار الأمراض خاصة مع دخول فصل الخريف واختلاط النفايات بمياه الأمطار.

وتابع عثمان قائلا: «في بعض الأحيان، نقوم بحرق القمامة منعا من تمددها لكن الأمر ليس له جدوى… فحتى بعد الحريق تبقى النفايات في مكانها».

في غضون ذلك، أكد مستشار مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم أن النفايات تشكل بؤرا مناسبة لتوالد الحشرات خلال فترة الخريف.

وقال برير إنه في فصل الخريف تتكاثر نواقل الأمراض بكثافة لوفرة وانتشار أماكن تكاثرها، «فنجد تضاعف كثافات البعوض بأنواعه المختلفة والذباب وبقية الحشرات الأخرى».

أكد مستشار مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم أن الجهات الرسمية والشعبية كانت تقوم سابقا بمكافحة الأمراض وتصريف مياه الأمطار لتقليل انتشار أمراض الخريف، مثل الحميات والإسهال وأمراض العيون وغيرها.

وأشار برير إلى صعوبة قيام الجهات الرسمية بنفس الدور في خضم الحرب الدائرة.

وقال: «يبقى كل العبء على الدور الشعبي فقط، خصوصا في ظل توقف العديد من المؤسسات الصحية وصعوبة الوصول لمواقع الخدمات الصحية والدواء العاملة الآن».

من جانبها، تقول ماجدة فضل الله إنها مجبرة على إلقاء القمامة في أحد الشوارع الرئيسية القريبة من بيتها في ظل غياب آليات هيئة النظافة.

وتتفق ربة المنزل السودانية مع عثمان في أن تمدد مساحات القمامة في الأحياء قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة وسط السكان.

وناشدت ماجدة طرفي الصراع السماح للعاملين في المجالات الخدمية المتعلقة بالنظافة وصيانة محطات المياه والكهرباء وغيرها بأداء مهامهم «بالشكل المطلوب».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.