✒️د. صلاح البندر *مجرد إنعاش للذاكرة*
هذا هو نص رسالتي للأخ اللواء عبدالحكم في الاسبوع الاول من أكتوبر 2020:
👇👇👇
أخي الكريم بدرالدين
تحايا وأمنيات طيبة
امس قابلت في كيمبردج *تشارلس مووور Charles Moore*👇👇 وهو دبلوماسي بريطاني متخصص في الشأن السوداني واستراتيجيات الأمن الوطني البريطاني، وهو عائد من الخرطوم قبل 5 أيام… مووور عمل في جوبا كرئيس لوحدة الاستخبارات MI6 في جنوب السودان منذ 2018 في وظيفة نائب السفير ومنها ذهب للخرطوم في طريقه للندن وهو يستعد للسفر الى ناميبيا سفيرا مع مطلع 2021 ….
استمعت *لتنويره* عن الاوضاع ميدانياً وشعرت انو ممكن اديك الزيت وارجو ان *اسمع تعليقاتك لهذه الرؤية للخواجة لأنها قطعاً بيكون نقلها للأجهزة البريطانية* … قال الخواجة تشارلس موور:
ان الملياردير *مو ابراهيم* راجل اناني وشغال لصالح اوراقو واسمو فقط، وهو يستهدف السيطرة على كامل سوق الاتصالات في السودان ودول الجوار ويسعى للتحالف مع الصين في ذلك ولكن ما عندو تنسيق استراتيجي تفصيلي مع *اسامة داؤود* ولكن توافق حول الاطار العام للتحرك ..
لانو من الاول الملياردير *مو ابراهيم* داير يحكم البلد ويتحكم بالتحديد في سوق الاتصالات ويستعمل السودان كمحطة للتوسع في اعمالو في الدول الافريقية، وعارف لوحدو ما بكون وجة مقبول فقام تحرك دوليا لدفع الامور في اتجاه تقديم حمدوك كواجهة … والفرنسيين مرتشين ومو بيصرف عليهم ويتبرع لماكرون !…
وان رئيس الوزراء حمدوك ظاهرة *مصنوعة* لا جذور لها ميدانيا وضعيف ومسكين حياكلوه ضباع السياسة السودانية من غير ملح قريب وقريب جداً !!
أما رجل الاعمال *اسامة داؤود* فهو وصل الى قناعة ان ناس الحرية والتغيير (قحت) مجرد عيال من دون خبرة وما عندهم مايقدموهو ايجابيا فابتعد عنهم.. وهو (أي اسامة داؤود) ينسق استراتيجياً مع وجدي اخوهو فقط … لكن اسامة نصح وجدي من زمان ان يبعد من المؤتمر الوطني لكن ما سمع كلامو وتلوث بقروش القروض وكان بيدفع للمؤتمر الوطني من ناتج صفقات السكر هو وسعود البرير ..
واسامة مقتنع ان الامور حتجوط قريب خاصة من تدخلات العيال وحيحدث تسيب في البلد كبير نتيجه اندفاعات الشباب الغير منضبطة ولذلك هو مشغول في ترتيب استراتيجية حماية وتأمين لمصالحه exit strategy
سألت الدبلوماسي البريطاني عن هل هنالك ملاحظه او انتباه في الخرطوم لبروز تحالف رجال الاعمال الحلفاوي الذي يقوده مو ابراهيم …. فقال لي اسامة ووجدي محجوب ممتازين مع بعض اذا التقوا في ترتيب سياسات عامة تحفظ مصالحهم وهي عموماً تكاملية وليس هنالك تنافس مباشر بينهم ! ولكن مافي علاقه تجارية مباشرة مع بعض بل هنالك خلافات في الاولويات ومجالات الاستثمار .. وأكد لي حين تعرض وجدي الي ازمة مع الاعلام قبل 10 سنوات بسبب شحنة قمح اسامة قدم له حماية مع جهات عليا دون ان يشعره بذلك .. وذكر لي ان *وجدي محجوب* زول كويس جدا اجتماعيا ولكن ضغوط السياسيين لوثته.. وهو رجل عملي… ويختلف عن اولاد داؤود في انو اصبح عندو امبراطورية اعلامية تلعب دور كبير في تشكيل الرأي العام في السودان واوساط المغتربين … وقال لي ما يعزز العلاقة بينهما هو ان ولد وجدي متزوج بنت أميرة داؤود عبداللطيف .. لكن ليس لهذا تاثير كبير في الأمر المعلن عنها واغلبها خلف الستار .. وشكر لي اسامة بشكل خاص وقال انو عقلاني ومخ بيزنس بارد بينما وجدي محجوب عاطفي جداً …
هو عموماً يتفق معي تماماً ان هنالك صراع حاد بين مجموعة رجال الاعمال *العلمانيين* الذين استفادوا كثيراً من سياسات التحرير الاقتصادي منذ فبراير 1992 التي نفذها حمدي والمرتبطين سياسياً الآن بمشروع مو ابراهيم *الانتقال المتحكم فيهو* في مواجهة رجال الاعمال *الاسلامويين* المرتبطين بالانقاذ وحزبها والذين كانوا يدعموا المشروع الامريكي *الهبوط الناعم* … وهو يعتقد ان توظيف مو ابراهيم لعلاقته بماكرون سيكون لها عائد ممتاز في اقناع نادي باريس بموضوع الديون على السودان (55 مليار دولار) ومن خلاله تحشيد موقف ايجابي للاتحاد الاوروبي للضغط على الامريكان لرفع اسم السودان من قائمة الارهاب …
وقال لي ان امريكا حللت حالة التغيير في السودان والحركات الشبابية ومن يقف خلفها واقتنعت ان الحفاظ علي سودان مستقر يستدعي وجود الجيش حول السلطة كصمام أمان فدعمت برهان وحميدتي… ولكن البلد كلها في الفترة القادمة ستتمحور حول حميدتي.. فهو رجل ذكي وفطري وصادق ومقبول في الريف والخليج… والامريكان فتحوا قناة مباشرة معاهو ويتكلمون معاهو بأنتظام وارسلوا له مستشارين عسكريين .. وهو الان شغال بهدوء مع الفعاليات الشعبية في كل مكان… وحميدتي ينشئ حولو دائرة واسعة بالرشاوي والعطايا والمنح بإشراف شقيقه عبدالرحيم (ذكر لي عرضاً انو يعاني من مرض نفسي!) من مستشاريين ومثقفين وسياسيين لها قواعدها.. وشبكة الاعلام ستكتمل بإنشاء فضائية ..
وقال لي تقدر تقول ان امبراطورية الدعم السربع عسكرياً ومالياً هي اكبر *حزب منظم* له أذرع سياسية واجتماعية واقوي ميليشيا مدربة وولاء عالي وانضباط، ويتم الآن رفع مستوى تسليحها بصفقة روسية سترفع من قدراتها بشكل كبير، وانو السفير البريطاني عرفان قال له ان حميدتي اقوى من وزير الدفاع ! … ولكن كل المؤشرات تدل بإندلاع مواجهة عسكرية متوقعة في *مارس 2023* كرد فعل لتخطيط حميدتي للاستيلاء على السلطة بإنقلاب قصر. وسيدخل ذلك البلد في سيناريو الحرب الأهلية لذلك تجري الاستعدادات بواسطة تحالف من منظمات الاغاثة الدولية (اكسفام، اطباء بلا حدود، الاغاثة النرويجية …الخ) لتخزين مواد اغاثة وخيام ومستشفيات ميدانية في دول الجوار للطواريء (جنوب السودان، تشاد، اثيوبيا، اريتريا كلها وافقت على تخزين استعدادات الطواريء ولكن مصر رفضت ومستمرة المشاورات معها) لاستقبال ما لا يقل عن 3 ملايين نازح ولآجيء !!
سألتو من تقديره لوزن *حزب المؤتمر الشعبي* فقال لي ان هنالك اقتناع تام في الاوساط الدبلوماسية والاعلامية في الخرطوم بأنهم يرتبون احوالهم التنظيمية في صمت للاستعداد للانتخابات ولا يودون استنزاف جهودهم في الفترة الانتقالية الا عند الضرورة القصوى… وعن *حزب المؤتمر الوطني* قال لي ان الجهود الجارية بقيادة غندور وكرتي خلف الستار ستجعل منو قوة ضاربة بالربع الأول من 2022 وعندها سيكون دورهم كبير اذا لم تنجح المخططات الجارية حتى من داخل حزبه (بقيادة الشباب من امثال أمين حسن عمر) او خارجه لتفخيخ خطوات اعادة التنظيم والمراجعة ولجرهم الى معارك جانبية.
تطرقنا للوضع *الاقليمي* وقال لي ان دول الخليج لن تقدم دعماً كافياً يغير من موازنة القوى لأن مصر تصر عليهم بأن يقدموا دعماً محدوداً حتى لا يموت السودان (على الحافة) ولكن يعترضوا على اي دعم يقوى الوضع في السودان لأنهم يحافظون استراتيجيا على *سودان ضعيف* يكون على حافة الموت ويؤكدون اي قوة للسودان ستكون ضدهم !!
تحدثنا قليلا عن جنوب السودان حيث ذكر لي ان الوضع مأساوي وقابل للانهيار في اي وقت.
*ارجو ان اسمع تقديراتك وتقييمك لوجهة نظر الخواجة دا من واقع معرفتكم اللصيقة والميدانية ..*
مع الود
2/10/2020