*الدفاع على طريقة منعم سليمان*
قامت مرافعة منعم سليمان عن المتمردين أمام محكمة الرأي العام في قضية احتلال المنازل على طلب أصلي هو تبرئتهم من احتلال المنازل، وطلب احتياطي هو التهوين من الأمر ونسبته إلى ( بعض ) القوات، وطلب احتياطي آخر هو التماس العذر لهذا البعض ( بسبب الطيران ) :
▪️ الانتقال – أمام محكمة رأي عام – من طلب أصلي إلى طلب احتياطي، إلى طلب احتياطي آخر يعد من أسوأ أنواع الدفاع، بل لا يستحق تسمية الدفاع، ويحوِّل صاحبه من محامي إلى متهوم .
▪️ لن يخرج الناس من هذه المرافعة إلا بحقيقة واحدة هي : عندما تتعارض مصالح المتمردين مع مصالح المواطنين فإن منعم سليمان، ومعه آخرين، يختارون مصلحة المتمردين مهما كان حجم تضرر المواطنين .
▪️ المؤكد أنه حتى المواطنين القحاتة المحتلة منازلهم لن يقبلوا بحجة الإحتماء بالمنازل من الطيران، وإذا كان منعم سليمان يعلم حقيقة غير هذه فليثبتها .
▪️احتلال المنازل صاحبه نهب واسع، وهذه الحقيقة هرب منها منعم سليمان، وإذا كان قصف الطيران يبرر عنده احتلال المنازل، فلا أدري إن كان يبرر نهبها أيضاً، أم لديه مبرر آخر للنهب .
▪️الملاحظ أن منعم سليمان قد قطع المسافة الرمادية القصيرة التي تفصل بين بعض زملائه في قحت المركزي وحلفائهم المتمردين، وبدا كمتمرد أصيل، وليس معلوماً إن كان هذا يعود إلى تهوره مقابل حذرهم، أم إلى انضمامه رسمياً إلى جيش المستشارين .
▪️لم أرصد أي تعليق قحاتي ناقد لحديث منعم، وإذا كانت هذه هي الصورة الكاملة : أي لم يعلق منهم أحد، فإن هذا يُقرأ ضمن امتناعهم التام عن توجيه أي انتقادات لأحاديث مستشاري وإعلاميي ولايفاتية التمرد مهما بلغ عوارها .
▪️من الواضح أن منعم سليمان أكثر تطبيعاً مع جرائم المتمردين من مستشاريهم وإعلامييهم الرسميين المعلنين، فهؤلاء الأخيرين لا زالوا يضطرون للتسليم الضمني بأن احتلال المنازل جربمة، ولذلك يقوم دفاعهم على نفي وقوع المتمردين فيها لا على التبرير !
▪️الحل الذي اقترحه منعم سليمان لإخلاء المنازل، وهو وقف الحرب، يتضمن الوعيد بألا تنفيذ لما يلي المتمردين من “إعلان جدة”، وبألا إخلاء قبل توقف الحرب، وهذا يتطابق مع حديث شريف محمد عثمان ( المؤتمر السوداني ) وآمنة أحمد المكي ( التجمع الإتحادي ) .
▪️رهن إخلاء المنازل بإيقاف الحرب يخالف القانون الدولي الإنساني ويحول الأمر إلى ابتزاز رخيص يقوم على تحويل المواطنين إلى رهائن، وهذا لا يمكن وصفه بغير أنه عمل عصابة إجرامية إرهابية .
▪️ هذا الابتزاز يشبه ابتزاز المجلس السيادي عبر فزاعة التقسيم إن أقدم على تشكيل حكومة بدون مشاورة المتمردين وأتباعهم وأسيادهم .
▪️من الواضح أن السوء الشديد لموقف المتمردين هو الذي جعل منعم سليمان، وبقية المطبلين، يعجزون عن اجتراح دفاع غير هذا الدفاع المرتبك بالغ السوء الذي لا يستحق حتى تسمية دفاع .
إبراهيم عثمان