منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الجيش: اتهام الاستخبارات بتغذية الصراع القبلي بدارفور مغرضة

0

برأ الجيش السوداني، الاستخبارات العسكرية التابعة له من الضلوع في تغذية الصراع القبلي الدامي الذي تشهده مناطق واسعة من ولايتي جنوب ووسط دارفور إثر اتهامات من الدعم السريع بالتورط في تأجيج النزاع المتصاعد.

وفي أغسطس الماضي نشب قتال عنيف بين السلامات والبني هلبة تركز حول محلية كبم، والوحدة الإدارية أم لباسة بولاية جنوب دارفور وتمدد ليشمل مناطق واسعة، وتجدد القتال بنحو ضار يوم الجمعة الماضية في وسط دارفور.

وأدى هذا النزاع الى مصرع أعداد كبيرة من الطرفين وتشريد الآلاف بعد حرق قراهم.

وشدد المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله على أن “الاتهامات الموجهة للاستخبارات العسكرية بالوقوف وراء القتال الأهلي بين السلامات والبني هلبة مغرضة”.

ونوه إلى أن القوات المسلحة طوال تاريخها ظلت تعمل على تماسك النسيج الاجتماعي لكل مكونات المجتمع السوداني، وأشار إلى أن رقعة المواجهات القبلية اتسعت عقب ظهور قوات الدعم السريع التي قال إنها أفسدت كل شيء في السودان.

انحدار للأسوأ

إلى ذلك أبلغت مصادر عسكرية وأهلية سودان تربيون أن الأوضاع الأمنية والإنسانية في ولاية وسط دارفور انحدرت للأسوأ خلال الخمسة أيام الماضية في ظل تجدد الاشتباكات بصورة أعنف واستمرار التعبئة والتعبئة المضادة من قبل طرفي القتال الأهلي.
وكشفت أنه في الثامن من أكتوبر الجاري هاجم مسلحون من قبيلة البني هلبة قرى تقطنها أثنية السلامات في محليتي بندسي ومكجر بوسط دارفور ارتكبوا خلالها انتهاكات واسعة ترقى إلى جرائم حرب وتطهير عرقي ضد السلامات.

ونتج عن الهجمات فرار أعداد كبيرة من المواطنين بعضهم لجأ إلى دولتي أفريقيا الوسطى وتشاد المجاورتين فيما يهيم اخرين في الغابات وسط ظروف بالغة التعقيد.

وتحدثت المصادر عن تهجير أعداد كبيرة من السلامات كانت تقطن في كل من “مورلقا، بورو، عمار جديد، وكابار” بالإضافة إلى قرى “مركندي، الجريف، روينا، وكرلوقي”.

جرائم حرب

وافاد الناشط في قبيلة السلامات سالم النو سودان تربيون إن الاشتباكات بين السلامات والبني هلبة مستمرة للشهر الثالث بعد أن باءت جهود الإدارة الأهلية بالفشل.

وأوضح أن الاعتداء على قرى تقطنها قبيلة السلامات بحضور لجنة الوساطة من قيادات الإدارة الأهلية منتصف الأسبوع الماضي ينذر بفشل ملتقى أهلي ينتظر عقده في 18 أكتوبر الجاري بمدينة كاس في جنوب دارفور برعاية قوات الدعم السريع.

وطالب النو قوات الدعم السريع بسحب عناصرها من القتال قبل السعي للصلح بين القبيلتين.

ونوه إلى أن الاعتداء على السلامات أودى بحياة أعداد كبيرة وتشريد ألألاف وأضاف “الاعتداء على السلامات تم بأسلحة ثقيلة وما نريد تأكيده أن هذه الأسلحة لا تمتلكها إلا القوات المسلحة والدعم السريع لذلك نحذر من إعطاء القبائل مثل هذه الأسلحة لقتل الأبرياء”.

وطالب النو بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن المتورطين في ارتكاب هذه الانتهاكات والجرائم غير الإنسانية وحث على ضرورة تصنيف ما جرى بأنه عملية تطهير عرقي لكون أن عملية القتل تمت على أساس الهوية العرقية وهي الانتماء لقبيلة السلامات.

وكانت قبيلة البني هلبة وهي واحدة من أكبر قبائل جنوب دارفور، أعلنت في الرابع من يونيو الماضي ضمن إثنيات أخرى في الولاية دعمها وتأييدها لقوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش.

وعززت الخطوة المخاوف من انزلاق إقليم دارفور، إلى حرب أهلية في ظل حالة الاستقطاب والانقسامات الحادة وسط المكونات السكانية المقيمة في الإقليم، حيث تدعم معظم القبائل العربية قوات الدعم السريع، بينما تتهمها الإثنيات الأخرى بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.