منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ابراهيم مليك يكتب : *الشفشافة الجدد : قادة مليشيا الدعم السريع*

0

ابراهيم مليك يكتب :
*الشفشافة الجدد : قادة مليشيا الدعم السريع*


الحرب الدائرة فى السودان أفرزت مصطلحات جديدة فى قاموس اللغة من هذه المفردات كلمة (شفشفة) وهي تعنى السرقة والنهب والهمبتة وهذه صارت مهنة مليشيا الدعم السريع بالخرطوم والمناطق التى دخلتها فى هذه المليشيا …
ثقافة الشفشفة ناتجة من بيئة الملايش حيث ينحدر كثير من منسوبي هذه المليشيا من بيئة ترى أن الرجولة تكتمل بحمل الشاب سلاحه وأخذ ماشية الآخرين عنوة بعد قتل صاحبها أو إعاقته أو نهب مواطنين عزل تحت تهديد السلاح !!
هذه الثقافة بسببها تندلع الصراعات القبلية بدارفور لأن القانون لا يلاحق هؤلاء المجرمين بل يجدون الثناء والحماية من بعض قياداتهم الأهلية..
بلغ الأمر بأهل دارفور عندما ضاقوا ذرعاً بالمتفلتين أن أهدروا دمائهم لأنهم سبب المشاكل القبلية!!!
عندما تقع جريمة سرقة على طريقة الشفشفة يقوم فزع بتعقب المجرم (المشفف) فتنشب الحروب القبلية هكذا ببساطة !!
مليشيا الدعم السريع ضمت ضباط وأفراد على شاكلة هؤلاء الهمباتة اللصوص…
بالأمس حدثني أحد المنتمين لهذا المليشيا أن خاله قام بشفشفة أموال المستنفرين واختفى !
سألته كيف فعل ذلك ، فقال إن خاله لم يكن جزءً من مليشيا الدعم السريع ولكن بعد اندلاع المعارك جمع له عدد من الشباب وكما هو معلوم أن معظم المنضمين لهذه المليشيا لا علاقة لهم بها إلا بعد أن مارس الدعم السريع النهب والسلب وغنم أموال المواطنين فجاء المشفشفون الذين وجدوا الطريق سالكاً تحت مسمى الاستنفار…
قال محدثى أن المستنفرين بعد وصولهم للعاصمة يكونون تحت إمرة أحد القادة بعد تسجيل أسماءهم يتم توزيعهم على المناطق والأحياء بأدرمان وبحري والخرطوم ويقومون بعمل إرتكازات والدخول للبيوت من أجل الشفشفة وأحياناً يقومون بالهجوم على المواقع العسكرية للجيش بعد خداع المستنفرين بأن المدرعات والقيادة فيها متبقى أموال الدولة التى سُحبت من البنوك!! …
قال محدثى إن خاله استلم مبالغ باسم المستنفرين واختفى فجأة و لم يجدوا له أثر ولا حس ولا خبر !
هذه عقلية قادة مليشيا الدعم السريع الذين لم يكتفوا بشفشفة المواطنين إنما بشفشفة بعضهم البعض !!

أخطر ما حدثني به الرجل أن بعض المستنفرين شفشفوا أسلحة مختلفة وعادوا بها إلى مناطقهم وهذا سيُحدث فوضى فى المستقبل أكثر مما هي عليه الآن فى ظل غياب القانون لاسيما فى مناطق دارفور وكردفان …
رأينا أثر امتلاك القبائل للسلاح فى الصراع القبلي الأخير بجنوب دارفور كيف حصد أرواح كثيرة وتسبب فى مآسي طالت أبرياء…

مالم تتم محاربة هذا السلوك الإجرامي والقضاء على مظاهر التسلح وترسيخ حكم القانون فإن ضحايا هذه الظواهر هم مجتمعات الشفشافة ومكوناتهم القبلية قبل غيرهم…
الآن كثير من الشباب يرابطون فى الطرق القومية ويأخذون أموال من المواطنين تحت ذريعة الحماية من النهب فى ظاهرة أعادت فوضى الجبايات غير المقننة والابتزاز للمواطن المغلوب على أمره مستغلين غياب أجهزة الدولة …
فى ظل تلكؤ البرهان وعدم تشكيله لحكومة تصريف أعمال والاستعجال فى حسم التمرد ستمتد هذه الفوضى لبقية ولايات السودان الأخرى وتصبح الدولة السودانية بأكملها تحت رحمة الشفشافة الجدد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.