منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. أسامة محمد عثمان حمد يكتب : الحق بين أدعياء العلم والمعرفة

0

الحديث غالبه ظاهر مسموع ولكن المقصد خفي ممنوع الا من وراء حجاب هكذا علمتنا تجربة الحكم واللا حكم في السودان…

وكم من مقال كتب عن الحقوق والواجبات كتابها كثر ونُثر ودثر وغُبر رغم ما يسبق الاسم من صفة علمية عجزت ان تنفك عنه بعد ما كشف لها عن ساقيه وغلق الأبواب…

الكثير من هؤلاء الادعياء يعتقدون ان مجرد الحصول على شهادة علميه كافي لكي يمنحه حق الحكم على جهل او نضج الآخرين معياره الوحيد في ذلك هو الحب والبغض والحقد والحسد…

أدعياء العلم ربما يمتلكون المعرفة ولكنهم لا يملكون العلم من الجائز ان يطلق عليهم عارفون وليس عالمون او علماء، لان من يمتلك المعرفة دون تطبيق نافع تترتب عليه تجارب وخبرات تنتج عنها معارف جديدة هو مجرد بوق ببغاوي كرر ما عرفه نتاج تحصيل اكاديمي بحت او إطلاع شخصي لم يضيف له أو لغيره اي قيمة نافعة سوي مزيد من حشوا المفردات …

العالم هو إنسان امتلك المعرفة واجري هذه المعرفة عملا نتج عنه تجارب وخبرات قدمت إضافات نافعة للمجتمع فتكونت نتاج لها معارف جديده دُونت ودُرست من جديد فعرفها آخرون فأصبحوا بين عارفون بها أو عالمون حسب خضوعهم لشرط الممارسة والاجتهاد في إنتاج معرفة جديدة …

بعد اندلاع هذه الحرب الكريهة في السودان كنت اظن وبعض الظن اثم ان كثير من حاملي الدرجات العلمية العليا عالمون في مجالهم و عارفون بمجالات أخرى ولكن أسفا على ظن لم يكن صائبا واحمد الله انه لم يكن آثما وجدت ان مسألة العلم والمعرفة نفسها خاضعة لعاطفة الإنسان عندما يتعلق الأمر بتوجهات الفرد السياسية في السودان دون الخضوع لضوابط الأخلاق والقيم فيضل المعتقد ولا يستفاد مما عرفه في تخصصه ولا يرتقي الي درجة العلماء بقدر ما يحط من قدر ما عرفه لان أمثال هؤلاء وان انتجوا معرفة جديدة فإنها سوف تكون ضارة وليست نافعة لأنها لم تضبط ببوصلة القيم…

كثيرون اؤلائك الذي نافحوا بعلمهم الظلم الواقع على المظلومين في العالم الان لان ماعلموه نتاج معرفة وتجارب أثر ايجابا على سلوكهم وفعلهم وقلة ارتأت انها تقف في جانب الباطل لان معرفتها للباطل زينت لها ان الحق باطل وان الباطل حق، لأن محركات الوعي لديهم لم تكن قادرة علي إيضاح هذه المفاهيم لهم لكي تتحرك المعرفة المعطلة الي علم نافع ومعطلات هذه المعرفة عديده اهمها استحكام تأثير العاطفة على التفكير وكلما كانت محركات العاطفة سالبة نتج عنها تفكير سالب ومن ثم سلوك اكثر سلبية و هذه المحركات السلبيه تتمثل في الغيرة والحقد والحسد والبغضاء فجميعها مؤداة للخصومة التي ينتج عنها الاحتراب والاقتتال، و العكس تماما عندما تتوفر المحركات الموجبة مثل الحب والود والاحترام والتقدير والتعاون فينتج عنها التنافس الشريف والنمو والتطور…

لا تجزم بأنك كامل لأن الكمال لله وحده لا شريك له وما من أحد على هذه البسيطة مهما علا إلا به نقاط نقص يصيب ويخطئ الطامة الكبرى في المكابرة على إستمرار الخطأ يقول ﷺ: كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التَّوابون.

لا تدعوا المعرفة باطلا بل خذوا العلم حقا واتبعوه تطبيقا بدلا من ان تكونوا عالة على هذا المجتمع بسالب السلوك كونوا عونا وقدوة له بموجب الفعل و اجعلوا لكم سهم علم ينتفع به ليستمر عملكم دون انقطاع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.