منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

دكتور أسامة ميرغني راشد يكتب : عودةوطن

0

طالعت اليوم السابع من نوفمبر 2023 مقالا للدكتورة ليلى الضو على صفحتها بالفيس بوك مقالا بعنوان عودة مواطن تناولت فيه صعوبات الهجرة والتهجير القسري للمواطنين جراء الحرب في الخرطوم وغيرها والذين وجدوا أنفسهم في ظروف غاية في الصعوبة والقسوة وأصبحت حياتهم تنتاشها الألام والأوجاع .
نعم المواطن يحتاج أن يعود لدياره ولكن قبل ذلك نحتاج لعودة الوطن من سارقيه ومغتصبي أمواله وأمنه وحرائره ، نحتاج لعودة الوطن ممن شيدوا للحرب جسورا من الكراهية أشعلتها بأسرع مما كان يظن أكثر المتشائمون من إندلاعها وفعلت بالخرطوم ودارفور وبعض أجزاء كردفان أسوأ مما كان يمكن أن يتخيله أنسان مهما بلغ خياله من سوء تفكير أو تدبير .
إن عودة المواطن لدياره لن تنجح طالما أن هناك بعض من أبناء هذا الوطن ينتظرون صعودا على كرسي سلطة زائلة ولو على كل دماء الناس أجمعين ولو على كل كرامة أبناء هذا الوطن المنكوب .
إن عودة الوطن تعني عودة الوعي الوطني المتجرد من كل إنتماء إلا لله ثم لهذه الأرض الطيبة المعطاءة أرض النيلين وعثمان دقنه وعلي دينار وعبد الفضيل الماظ وكثيرون من أبناء هذا الوطن الباذخ الشامخ رغم ما يكيد له الأعداء بأيادي أبناءه العاقين الذين خرجوا عن إجماع أهل البلد وأهل البلد هم أولئك المغبرين بترابه في طوكر وسنكات ودورديب وكرمه ودنقلا ورومي البكري وحوض السليم لأولئك المغاوير في كوكا وكويا وهندكة ودلقو وأقتري لأهلنا في كيمتو وعقري وعبري وحلفا ولأهل البطولات في كسلا وفي غرب القاش وشرق توتيل في عطبره وبربر في الحصايا في نقزو ودامر المجذوب وحوش بانقا وشندي في الوادي الأبيض والكدرو وأبو حليمه في بحري وشمبات وعند الطابية في أمدرمان وهناك في مطامير العيش في القضارف في دوكة في الفشقة في القريشه هل يعرف سارقي الوطن أين تقع القريشه ؟
خربوا الوطن في الجزيرة الخضراء في الباقير والنوبه وجياد التي صنعت فأبدعت فلما كانوا ضد الإبداع أحرقوا المصانع والبيوت والمواد الخام وهم يبحثون عن ديمقراطية في قلب مطاحن الغلال ومزارع الدواجن . ضيعوا الوطن عندما خربوا بليلة النفط ومطارها ، من أين أتى هولاء ؟
خربوا الوطن في دار أندوكة في نيالا البحير وفاشر السلطان في كلوقي وتلودي وهيبان في الجنوب من كردفان ولقاوة في غرب كردفان نحتاح لعودة الوطن في عروس الرمال الأبيض ثم أن النيل الأبيض كان ولا زال هو شريان يربط الشمال بالجنوب هل يعرف سارقي الوطن ود الكريل وربك وكوستي التي ضمت أرفع وأنبل تمازج سكاني في السودان هل علموا أنهم سرقوا الوطن في سواكن وبورتسودان في سلالاب وديم مدينه وغيرها هل علموا أنهم خربوا هذا الوطن بأيديهم يوم أن أغلقوا الطرقات ونزعوا الإنترلوك والاسفلت وأعمدة الإنارة فأحالوا شوارع السودان لظلام دامس بعد أن كانت تعج بالنور فلما أظلمت عليهم وعلينا هجم العدو فأحال أحلامهم الغبراء الي سراب وأحال الوطن الي خراب . نعم نريد العودة ولكن للوطن وليس للعيش والتعايش مع الخراب والدمار ومع من فعل ذلك نستأنس به ونلقي عليه تحية السلام وهو الذي نزع السلام وجنح للحرب ولازال يحرق ويقتل ويدمر وطن كانت كل مشكلته في أبريل 2019 أن رغيف العيش أرتفع من جنيه الي جنيهين وأن حرية مزعومة للبعض قد أنتهكت فعجز أصحاب أبريل 2019 بتبديل الحال لأي حال أفضل فصدروا خطاب الكراهية المتعمد ولا زالوا مستخدمين كل أداة لديهم وفجروا الفتنة في كل بقعة وأرض فتفجرت النزاعات في دارفور وكسلا وبورتسودان وغيرها فلم نضجت فتنتهم على نار أشعلوها وزادوا أوراها بنار حلمهم بتولي السلطة ولو على رماد الوطن أشعلوا أبريل 2023 ليجهزوا على ما تبقى من بعض أمن وخبز ودواء في جدران متهالكة وطرقات نزعوها وخربوها وأحالوا ضوءها لظلام دامس فما كان لمن حشر بندقيته برصاص الموت إلا أن يطلق رصاصاته على ما تبقى من الوطن .
من أين أتى هولاء عبارة نستعيرها اليوم من صاحبها فلو أنه أدرك الحال لقال أنهم جاءوا من عمق الجحيم وفيها سيردون إن شاء الله.
ولكن يظل عندنا الأمل باق ما بقيت فينا فكرة تتطور يوما بعد يوم لإستعادة الوطن من أولئك اللصوص والسارقين والمتلذذين بقتل أهلهم وعشيرتهم لا يأبهون لذلك ولا يقولون أن دم الناس وأعراضهم وأموالهم حرام ولكنهم يشرعنون لبقاء العدو مغتصبا لبيوت الناس ومنتهكا لأعراضهم ويعتبرون أن ذلك مفهوم في الحرب ويصفقون بعين خبيثة لإجرام التمرد فيقولون أنه تطور نوعي ثم يختبئون خلف بندقية العدو ويقولون له صوب رصاصاتك هناك فذاك جندي نزل للمعاش قبل عشرون عاما ولكن لابد من قتله فهو وطني يقاتل بروحه حتى لو أنهك المرض جسده وقتال الروح أصعب وأمضى من قتال الجسد فالروح تمنح الجسد قوة ومنعة .
ولكن مع كل ذلك نقول سيعود الوطن عزيزا كريما وسيعود المواطن لوطنه أكثر عزة وكرامة ليبني بيته الكبير الوطن وتحت ظله سيمضي عمره عزيزا كريما .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.