تاج الدين نيام يكتب : *لماذا هذا الارتباك في نهاية جولة جدة؟؟؟*
تاج الدين نيام يكتب :
*لماذا هذا الارتباك في نهاية جولة جدة؟؟؟*
عادة اطراف التفاوض تتسابق بعد نهاية كل جولة في مخاطبة الاعلام المحلي والاقليمي والدولي عبر مؤتمرات صحفية. فيه ينقل ويشرح الطرف الاول في المؤتمر الصحفي موقفه من مما خلص اليها الجولة. و اذا فشلت او تم مد الجولة يشرح موقفه وفق حقائق الجولة و يمكن ان يوجه تهم، و تحمل الطرف الثاني اسباب فشل او تاخير الاتفاق بناءا علي النتيجة، وفي ظروفنا هذه تتحمل الطرف الثاني اي فشل لانه يرفض تنفيذ اتفاق جدة الاول والقائل باخلاء بيوت المواطنين و المقارنات الحكومية. و تكون الوكالات الدولية نقلت الاخبار الي متابعيها ومستمعيها، و بذلك كسب موقف اعلامي سياسي اساسي من نتائج الجولة.
الطرف الثاني يكون في خانة الدفاع عندما ياتي دوره في المؤتمر الصحفي،و ياتيه سيل من الاسئلة من الصحفين فبدلا ان يشرح موقفه يضطر الي نفي ذلك التهم، فيكون خسر الجولة اعلاميا وجعل مواطنيه و المتعاطفين معه في حالة شك كبير.
و الاطراف يصدر البيان باللغتين العربية و الانجليزية تفاديا لسؤ الترجمة من المغرضين، لان ترجمة كلمة واحدة تغير المعني.
بعدها ياتي دور وزارة الخارجية والاعلام والصحف التي تقوم بعمل مؤتمر صحفي ثاني في بلده يشرح و يركز علي النقاط الاضعف في المؤتمر الصحفي الاول، كما تقوم بتوزيع بيان مكتوب من الوزارة.
بالتالي تكامل نقل الموقف و نتيجة التفاوض بين المفاوضين في موقع التفاوض و البيان التي اصدرتها والمؤتمر الصحفي و الصحافة التي نقلت ونشرت و شرحت الموقف بالايجاب.
خطوة ثالثة تتم استضافة رئيس وفد التفاوض او الناطق الرسمي او عضو متميز في الفريق المفاوض عبر التلفزيون والراديو” لجنكبة” ما تبقي من التغطية.
كما يوجه في حالة الحرب التي نعيشها نحن في السودان فريق من الصحفين الوطنين والمتعاطفين من داخل و خارج البلد للكتابة والتعليق يؤكدون علي صحة موقف حكومة السودان.
و بهذه يطمئن المواطن و يزرع فيه الامل و يبتعد عن الاوهام والاشاعات و السوشيل ميديل التي تؤثر علي العامة والخاصة.
كما اؤكد ان البيان الختامي الذي تصدرها الدولة المستضيفة والفريق التفاوضي و المسهلين غير ملزم للاطراف.
و لكن اين تكمن خطورة البيان الختامي للدولة المستضيفة و الفريق التفاوضي؟
عندما يغيب او يتاخر الموتمر الصحفي او اصدار بيان ختامي من الطرف المتضرر من البيان الختامي وهو السودان.
فيدو كان البيان الختامي للدولة المستضيفة والمسهلين باعتبارها اتفاقية ملزمة للاطراف.
وهذا موقفنا نحن في السودان الان
نسبة لغياب معلومة الفريق المفاوض و بيان وزارتي الخارجية ووزارة الاعلام كالعادة، و بالتالي يكون المواطن فريسة معلومات مغلوطة تصدرها الطرف المستفيد من الجولة و تعممها بصورة رسمية او عبر توجيه إعلامه للتشويه
واذا تاخر البيان او المؤتمر الصحفي كما الذي حصل الان تكون المعلومة و البيان فقدت قيمتها الاساسية المرجوة منها.
تاج الدين بشير نيام
08.11.2023
24.04.1445 Hijryia
ملحوظة:
١- هذا التوضيح يمثل فقط وجه نظر كاتبه.
٢- الكاتب علي استعداد تصويب اي معلومة غير صحيحة في التوضيح.
٣- عمل الكاتب:
١- نائب كبير المفاوضين لحركة العدل والمساواة 2004-2007.
٢- كبير المفوضين للجبهة المتحدة للمقاومة 2007-2008
٣- رئيس اللجنة المؤسسة لحركة التحرير والعدالة و كبير المفاوضين لوثيقة الدوحة للسلام في دارفور 2008-2011.
٤- حضر دورات تدريبة في النزاعات و علم التفاوض في عدة دول افريقية اوروبية و امريكا .
٥- خبير و محاضر في النزاعات و فن التفاوض.