منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

علي احمد دقاش يكتب : *رحل الحبر الذي له من اسمه نصيب*

0

علي احمد دقاش يكتب :

*رحل الحبر الذي له من اسمه نصيب*


في الوقت الذي كثر فيه الموت حتي ما عاد خبرُ الموت يلفت الانظار نعي الينا الناعي عالم جليل وحبر من الاحبار ، مربي فاضل وداعية قدوة نعي الناعي يوم الاحد 18/11/2023
البروفسير الحبر يوسف نور الدائم فاوجعنا موته واحزننا فقده وابكانا رحيله وحق لعين سال دمعها ان تبكي.
رحل فارس القاعات والمنابر والساحات واستديوهات الاذاعة والتلفاز فوا حزناه ووا مصيبتاه !!

الأرض تحـيا إذا مـا عــاش عالـمها
متى يمت عالم فيها يمت طرف
كالأرض تحيى إذا ما الغيث حل بها
وإن أبى عــاد في أكـنافها التلف

كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتفائل بالاسماء ويرفض قبيح الاسماء ، بدل اسم احد اصحابه من جعيل الي عمر فارتجز بذلك الصحابة وهم يحفرون الخندق

سَمَّاهُ مِنْ بَعْدِ جُعَيْلٍ عَمْرَا …
وَكَانَ لِلْبَائِسِ يَوْمًا ظَهْرَا

في هجرته صلي الله عليه وسلم قابل بريدة بن اسلم السلمي فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:
من أنت؟ قال: أنا بريدة. فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، بَرَدَ أَمْرُنَا وَصَلُحَ.
ثُمَّ قَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟
فرد بريدة : مِنْ أسلم.
قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: سَلِمْنَا. ثُمَّ قَالَ: مِنْ بَنِي مَنْ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي سَهْمٍ؟ قَالَ لابي بكر : خَرَجَ سَهْمُكَ.
عندما أرسلت قريش سهيل بن عمرو للتفاوض في صلح الحديبية: فلما راه الرسول قال لاصحابه :
(لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ).

بروفسير الحبر يوسف نور الدائم اسمه الحبر و من مواليد السروراب

وفي لسان العرب :-
الحبر : هو المداد الذي يكتب به
والحبر : هو العالم
سأل عبد الله بن سلام كعبا عن الحبر فقال : هو الرجل الصالح وجمعه أحبار وحبور
والحبر كل ما حسن من خط أو كلام أو شعر أو غير ذلك ،
وتحبير الخط والشعر و الصوت : تحسينها .
في حديث أبي موسى : “لو علمت أنك تسمع لقراءتي لحبرتها لك تحبيرا ” يريد تحسين الصوت في القراءة .
حبرت الشيء تحبيرا إذا حسنته .
اما السروراب فهي من الفرح والسرور
الم اقل لكم ان للحبر يوسف نور الدائم من اسمه ومكان مولده نصيب .
لقد سررنا بحياته فهو واحد من أفذاذ اللغة العربية في السودان ، والقلائل الذين تبحروا في لغة الضاد وآدابها، شهد له بذلك القاصي والداني، يعدّه بعضهم الوريث ـ بلا منازع ـ لعرش العربية في السودان، والذي خلا بوفاة أستاذه وصديقه أ. د عبد الله الطيب.

الحبر عالم و فقيه ، رجل حديث وتفسير و دعوة وعلم ، طيب المعشر حلو المفاكهة صدق صديقه دكتور عصام احمد البشير في كل ما قاله في نعيه .
حدثني صديقي وزميلي في جامعة اسيوط دكتور حمزة عبد المجيد السراج انه رافق الدكتورين الحبر يوسف نور الدائم و عصام احمد البشير في رحلة وكانا قد قدموا الي مصر بغرض تقديم محاضرات للطلاب السودانين ، قال حمزة وددت ان تطول الرحلة ولا تنتهي من حسن مثاقفة العالمين لبعضهما حلو حديثهما في الشعر والادب والتفسير والسيرة .

رحل بروفسير الحبر بعد ان بذل علمه للناس من خلال قاعات الجامعات والاذاعة والتلفزيون والساحات العامة فنهلنا منه وتتلمذنا .
رحم الله بروفسير الحبر وتقبل ما قدم لدينه ووطنه وطلابه وانا لله وانا اليه راجعون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.