منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
وجه الحقيقة / إبراهيم شقلاوي. تحرير سنجة: الأبعاد الاستراتيجية والسياسية للتحول في ميزان الحرب . اخطر تقرير يكشف المؤامرة الاقليمية على شعب السودان ... استراتيجيات د. عصام بطران يكتب سماء السودا... خبر وتحليل عمار العركي دلالات ومؤشرات تحرير مدينة سنجة `زاوية خاصة نايلة علي محمد تكتب :` `ياشهيد عادت سنجة` تنفيذي شندي: تزامن انتصارات الجيش في سنار مع استمرار أعداد المقاتلين تأكيد على ان إرادة السودان لاتق... خبر و تحليل عمار العركي زيارة الوفد الإماراتي لجوبا : هل الإمارات خلف الانقلاب الفاشل فى جوبا حاوره مزمل صديق : مدير زكاة بلدية القضارف : 80% من مواردنا يتم صرفها علي النازحين... و هذا ما يفعله... مسارات محفوظ عابدين يكتب : مليشيا متعددة الجنسيات بتمويل من حكومة الولاية وصول جهازي الرنين المغنطيسى و الأشعة المقطعية لولاية القضارف مصطفى عبد العزيز ود النمر يكتب نسمو فوق الجراح و نبتهج فرحاً للفيتو الروسي وعبورا للمونديال الافريق...

علي ادم احمد يكتب :انهاء دولة ٥٦ وتغير الديمغرافيا مدخل لتفتيت الدولة السودانية

0

معروف ان السودان تشكل من عدة مركزيات اذا صح التعبير فالدولة السودانية ليس لديه مركز وهامش كما روج في الادبيات السياسية والثقافية على مدى ثلاثون سنة بصورة مكثفة والمتتبع لتاريخ الدولة السودانية ونشاتها منذ الغزو التركي المصري يجد ان مركزية الدولة السودانية تكونت من الارث السناري وتخالفته في جميع اطراف السودان المختلفة من االممالك والمشيخات والمكوك والعمد والنظار فالدولة السودانية الحديثة ابدآ لم تكن نخبوية فوقية متاثر بالتراث السياسي والاجتماعي للمستعمر الاجنبي حقيقة لو تتبع اولئك الذين نظروا لصراع المركز والهامش وتاريخ تكوين الدولة السودانية اجتماعيآ وسياسيآ لادرك خطل ما ذهبوا اليه من تفكير وتنظير سياسي واجتماعي مما ترك اثار سالبة على اجيال من الشباب في الجامعات وناشئة الاحزاب التي تدعي المظلومية الثقافية والسياسية والاجتماعية دون وعي ثقافي واجتماعي او معرفة بتكوين الدولة السودانية الحديثة وقد تكون قامت ببناء فكرها السياسي والاجتماعي على مفاهيم خاطئة او قد يكون الغرض منه او الهدف تكسب سياسي مرحلي وتكتيكي لعدم امتلاكها لادوات سياسية واجتماعية فاعلة وقادرة على احداث اختراق مجتمعي للهامش الجغرافي ٠
اظن ان فكرة الهامش والمركز هي تحريف خاطئ لتصور صراع مدرسة الغابة والصحراء التي ظهر في بداية ستينيات القرن الماضي كمدارس ثقافية تعنى بالبحث في الهوية السودانية اكثر من كونه صراع ثقافي في الحقيقة كلمة صراع كلمة خطير اذا اخرجت من سياقها ووضعها في معنى إلغاء الاخر كما يحدث الان عند كثير من السياسيين والمثقفين ٠
اليوم صراع دولة ٥٦ يذهب الى مدلولات اكثر خطورة للكلمة كنتيجة طبيعية للتنظير والقراءات الخاطئة لجدلية المركز والهامش او صراع الغابة والصحراء ٠ انهاء دولة ٥٦ يتعدى كونه مفهوم او صراع سياسي الى صراع اجتماعي صفري يسعى فيه الدعم السريع لانهاء مورثات ثقافية اجتماعية وسياسية شكلت الدولة السودانية الحديثة من حواكير ومشيخات لصالح مجموعات سكانية عابرة للحدود مما يهدد سلامة واستقرار هذه المناطق في المستقبل القريب والبعيد بل يهدد كل المكونات الاجتماعية والثقافية في الدولة السودانية ولا يستثني اي منطقة فهذا الشعار او الصراع يحمل طابع الصراع الوجودي يهدد بقاء وسلامة الدولة السودانية ووحدة اراضيها اذا اخذنا في الاعتبار التدخلات الاقليمية والدولية السالبة في هذا الصراع حتى هذه الدول الاقليمية اتسمت تدخلاتها السالبة في الشأن السوداني بقصر النظر لان هذا الصراع قابل للانتقال اليها بحكم تشابة الاوضاع الثقافية والسياسية والتداخل المجتمعي بينها وبين الدولة السودانية مما يحتم عليها مراجعة ادوارها السالبة في الازمة التي تمر بها الدولة السودانية ٠
الان علينا ان نتسأل بجدية هل الاحزاب السودانية بشكلها وادواتها الحالية قادرة على معالجة هذا الراهن المعقد الذي انتجته الحرب وشعاراتها السياسية المدمرة للدولة السودانية الحديثة ؟
لا اظن بان الاحزاب السودانية او معظمها قادرة على تجاوز هذه المعضلة لعدم امتلاكها للادوات السياسية الحقيقية ومعظمها يعاني من خلل بنيوي مما يجعلها غير قادرة على المساهمة بشكل فعال لتجاوز هذا الراهن المعقد ٠
الدعوة لانهاء الحرب بشعار لا للحرب وحده غير كافي لنزع فتيل الازمة طالما ان مسببات الحرب وشعاراتها لم تعالج في اطارها السياسي والثقافي والاجتماعي بل بالعكس ظلت احزاب المجلس المركزي تقوم بادوار سياسية كانت سببآ رئيسآ في اندلاع هذه الحرب واستمراها ٠
المطلوب الان هو معالجة الراهن امنيآ ومن ثم الذهاب للمعالجات السياسية والاجتماعية بحوار عميق وشفاف يخاطب جذور المشكل السوداني ولا يستثني احد من القوة السياسية والاجتماعية للوصول لسودان جديد متصل بارثه الثقافي والاجتماعي دون قطيعة مع ماضيه الحضاري والثقافي ٠

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.