د.طارق عبدالله يكتب : حمدوك جوه اللعبة
كانت خطة الولايات المتحدة الامريكية واذنابها من الدول العربية والافريقية وعملائها من السودانيين للسيطرة على السودان دقيقة ومحكمة .. اشتغلت فيها بطريقة (النفس الطويل) والتخطيط الاستراتيجي واختراق التنظيمات السياسية والاجتماعية والمدنية بما فيها مؤسسات المؤتمر الوطني الحزب الحاكم ورجالاته.. خطة على مستوى عالي من الدهاء اهتمت فيها بفترة ما بعد سقوط الحكومة واعتمدت فيها على الدكتور عبدالله حمدوك وبعض عملائها على شاكلة عمر قمر الدين ونصرالدين مريسة وليست قوى الحرية والتغيير كما تعتقد جماعة المجلس المركزي ..دهاء الخطة منذ ان نفضت تلك القوى الغبار عن الدكتور عبدالله حمدوك إبان حكومة المؤتمر الوطني وتقديمه للشعب السوداني على انه منقذ الاقتصاد السوداني وترشيحه وزيرا للمالية ووقتها لم يسمع به احد ولايعرفه الناس فكانت تلك اولى خطوات ( تلميعه ) واعداده إلى مرحلة ما بعد سقوط الحكومة وهي من الاساليب المجربة للولايات المتحدة الأمريكية واستخدمتها في عدة دول عبثت واشنطن بانظمتها الحاكمة..فقد ساهمت الإنقاذ في صناعة وتقديم حمدوك المعد مسبقا حاكما للسودان من قبل (الفرنجة).. من المفترض ان تحقق اللجنة المكلفة بمراجعة اسباب سقوط الانقاذ في الطريقة التي تمت بها ترشيح حمدوك و ستكشف ثغرة لاتزال موجودة تنهش في جسد الدولة السودانية وهي سبب كل الازمات التي دخلت فيها البلاد عقابيل ثورة ديسمبر بما فيها الحرب * اخذ الرجل فرصتين في رئاسة الوزراء خلال الفترة الانتقالية لم يكن ادائه فيها مبشرا رغم ان الشعب شكره قبل ان يستلم اعباء الحكم وقالوا ( جاتك كفاءات يا بلد ) ووجد الرجل الاهتمام من المكون العسكري وابعده عن صراعه مع المدنيين واعاده رئيسا للوزراء عقب قرارات 25 اكتوبر باتفاق جديد ولكنه فشل في إدارة شئون البلاد ولكنه نجح في الايفاء بالتزاماته للمجتمع الدولي باستدعاء البعثة السياسية للامم المتحدة ودفع تعويضات ضحايا تفجير السفارتين الامريكيين بكينيا وتنزانيا رغم ثبوت عدم تورط السودان في القضية، ووقع اتفاقيات دولية تتعارض مع عادات وتقاليد الشعب السوداني واقر تعديلات بالمناهج الدراسية والقوانيين الوضعية وفشل في الايفاء بالتزاماته امام الشعب بتوفير الحياة الكريمة للمواطن او المحافظة على ما تركته الإنقاذ من خدمات تجاه شعبها فيما يتعلق بالخدمات والمعيشة وقفزت تكاليف الحياة فوق قدرات المواطن بسبب ارتفاع الاسعار والسبب في ذلك إن الذين اعدوا حمدوك ادخروه لخدمتهم وتنفيذ اجندتهم وليست خدمة السودان ..ولايزال الامل فيه باقيا وانه الشخصية التي يريدها المجتمع الدولي ويحاول فرضها على الجيش في الوقت الحالي رغم ظهوره ضعيف الشخصية ، محدود الإمكانيات ، خائنا لبلاده من الدرجة الاولى ولكنه (جوه لعبة المجمتع الدولي)
*لا أشك ان رئيس مجلس السيادة يتعرض لضغوط دولية من اجل اعادة حمدوك للسلطة وقد يكون محل مساومة مقابل ايقاف الحرب والمساعدة في دعم الحكومة والسبب إن الدول الغربية
اعتمدت على الرجل في تنفيذ مخططها بتقسيم السودان واضعافه والسطو على ثرواته ولكن ذلك يتعارض مع المصلحة الوطنية والمسئولية التاريخية للحكومة الانتقالية ولابد من الاستعداد لمواجهة ذلك المخطط بقوة ليس انتقاصا من قدره ومكانته العلمية ولكن لانه لم يخلق لحكم الناس خاصة في دولة ينقصها الكثير وتحتاج للقوي الامين ويبقى إن منح حمدوك فرصة ثالثة يعني عدم الخروج من قبضة الدول الغربية ومواصلة مسلسل تفتيت السودان ..خذوا من حديث (تراوري) الحكمة في ان عهد سيطرة الغرب على افريقيا قد ولى .. افعلوها لتضمنوا ولاء الشعب ..فقد حكم البشير 30 عاما لانه كان يدوس على قراراتهم بحذائه