بعيدا عن صخب المدينة وبمبادرة كريمة وملهمة من الإخوان (مدني ، عبد الماجد ، عبد العزيز ، حمامة ، عبد الله ، قورو ، ، بكري ، ثروة ، حيدر وآخرين لن يسع المجال هنا لذكرهم وجميعا لهم سهم المبادرة) ، إجتمع شملنا في منتجع توارتيت (منيب) علي ساحل البحر الأحمر وعلمت أنه لم يكن الأول وبل ظلوا يهربون إليه وغيره في العطلات والعطلات الإسبوعية لأجل الترويح عن النفس إحتفاء بالاصدقاء مثلما حفل اللقاء هذا بنفر أعزاء فكانت فرصة للتعارف وتعزيز العلاقات وسانحة للتسلية والترويح ..!.
وليس ذلك فحسب بل كانت (توارتيت) فرصة لتعانق فيها السياسية الثقافة والتراث والأدب والفن ، حيث كرم حزب مؤتمر البجا المخضرم ومن خلال مبادرة فلتة ونظرة ثاقبة لها مكانتها، كرم فيها أمس الجمعة الأول من ديسمبر 2023 ، إمبراطور الكلمة واللحن والأغنية البجاوية محمد البدري بمشاركة العملاق سيدي دوشكا وحاج عمر وياسين خضر وغيرهم وكان الحضور حافلا بتشريف قائد قاعدة بورتسودان البحرية العسكرية والجنرال النعيم الوالي العسكري السابق لشمال دارفور والجنرال المناضل شيبة ضرار وعمدة بورتسودان حامد ابو زينب ممثلا للإدارة الاهلية وقيادات حزب مؤتمر البجا صاحب المبادرة ولفيف من السياسيين والتنفيذيين ومنظمات المجتمع المدني.
تواريت (منيب) هو منتجع سياحي علي ساحل البحر الأحمر علي بعد (20) كيلو من مدينة بورتسودان حاضرة ولاية البحر الأحمر وتقع في الطريق إلي مدينة سواكن في منطقة توارتيت والتي تتميز بأنها ذات ساحل رملي وهادئ وآمن مما جعلها متنفسا للأسر في العطلات لا سيما عطلة نهاية الإسبوع تماما كما يقصدها الجميع فأصبح ملتقا لأهل السياسة والثقافة والتراث والفن .
حقا كانت مبادرة حزب مؤتمر البجا جديرة بالإهتمام والإشادة لأنها راهنت علي الثقافة لتعانق السياسة وهو بين يدي إنعقاد مؤتمره واختيار الزعيم السياسي المخضرم موسي محمد إحمد رئيسا لتسيرية الحزب لمرحلة مفصلية ودقيقة وحساسة في تاريخ الوطن وهو يبحث عن ذاته بعد أن تكالبت عليه المحن والإحن والفتن بين يدي أبنائه ومن خلفهم دول ومخابرات وكيانات لتفتك به وبوحدته .
ولذلك جاءت كافة الكلمات لتؤكد علي وحدة شعب البجا لتصب في معين وحدة البلاد ، ولذلك أعتقد جاء مؤتمر جبيت وجاء توافق وتواثق القيادات علي مرحلة جديدة ، لأن يكون فيه الوطن وطنا للجميع ، وغير بعيد عن ذلك راهن الجميع أيضا علي ضرورة وأهمية التعليم والإهتمام به والمضي قدما بالمشتركات الثقافية وغرس الروح الوطنية لاجل أن يصبح السودان واحدا وللجميع .
ولكن بكل أمانة فإن توارتيت (منيب) تحتاج لكثير من الإهتمام أسوة برصيفاتها من المنتجعات السياحية الأخري في حضرة الوالي الجديد إبن الولاية اللواء معاش مصطفى محمد نور وهو ليس غريبا عليها وقد عمل بها وزيرا للبنى التحتية ونائبا للوالي كما عمل بها من قبل وزيرا للتربية والتعليم ووزير للشئون الإجتماعية والصحة وبالتالي يدرك مداخلها ومخارجها وتلك أمانة أعتقد وضعت في أيدي أمينة ..!.
لا سيما وأن تعين الجنرال مصطفي وجد إجماع أهل البحر الأحمر لأجل التنمية والخدمات وإنتشال الولاية من وهدتها وقد أصبحت تحدق بها المخاطر تحت أطماع البعض بالداخل والخارج وهي ميناء البلاد الوحيد وهي تحتضن الحكومة المركزية بكامل ثقلها ووزرها كما تحتضن الولاية عدد من أهل السودان وفدوا إليها فارين من جحيم الحرب وبينهم أهل السياسة والصحافة والإعلام والثقافة والأدب والفن والمال والإقتصاد وبالتالي هي حاضرة البلاد وبالطبع لذلك ثمن وتضحية وتنازلات لابد منها في هذه المرحلة الحساسة من عمر البلاد .
الوالي الجنرال مصطفي يشهد له معارفه بعفة اللسان وطهارة اليد وطيب المعشر وهو رجل ميداني صارم وحازم وحقاني ، وقد عانق قمة جبل مرة في قولو وقد إلتقيته هناك 2016 وهو قائدا عسكريا للعمليات لتحرير سرونق الحصينة التي تباهي بها عبد الواحد نور بأن الجيش السوداني لن يدخلها ولو جاء بالجيش الصيني ، إلا أن خبرة القيادة والتخطيط السليم والجسارة العسكرية جعلت دخول سرونق سهلا وممكنا دون خسائر مادية أو بشرية ..!.
وبالطبع نهل الجنرال من السياحة في جبل مرة ولذلك نتوقع منه إهتماما خاصا بأمر السياحة في بورتسودان والتي يتوقع لها أن تحتضن معرض الخرطوم الدولي في دورته (41) ليصبح مهرجان السياحة مرتكزا أساسيا فيه وتتعانق من خلاله الثقافة والتراث والفن وتتلاقح الأفكار في وطن موحد يسوده الأمن والسلام والإستقرار ..!.
الرادار .. الجمعة الثاني من ديسمبر 2023 .
