منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

«ود البلد» يكتب : *ميزان القوي*

0

«ود البلد» يكتب :

*ميزان القوي*

ان الحرب مع الغرب حرب طويلة لا نهاية لها الا بقيام الساعة لانها بين الحق والباطل..
وسير الانبياء وسيرة خاتمهم صلى الله وسلم اوضحت لنا تعدد سوحها وميادينها.. حتى السيرة النبوية لم تسلم من هذه الحرب عبر التحريف والتدليس «قصة بني قريظة مثال لذلك».. اذن نحن امام معارك مستمرة لن تتوقف.
هذه المقدمة التذكرية والتي اردت بها ربط جهادنا واجتهادنا بمرجعيتنا الراسخة..
اولا علينا ان ندرك بان اي معركة نخوضها ونكسبها يستعد خصمنا للمعركة التالية بعد ان يصحح اخطاءه ويدعم عناصر قوته ويعالج عناصر ضعفه ويحشد فرصه.. وكلنا متابعين المشروع البريطاني الفرنسي الذي ناور به المندوب البريطاني في كواليس مجلس الامن في يونيو السابق وحينما وجد الرفض من دول الفيتو سحبه ليقدم ذات المشروع مع التعديل الطفيف لمجلس حقوق الانسان بجنيف في يوليو والذي تمت اجازته عبر التصويت باغلبية ضعيفة جدا مخالفا في ذلك اعراف مجلس حقوق الانسان.. لا اعتقد ان دبلوماسيتنا تناست هذه المعركة التي هزمت فيها بالنقاط.
مسار العمل الديبلوماسي في معركة انهاء عمل البعثة الاممية يؤكد ان القائمين على هذا العمل يدركون تماما تحدياتهم وفرصهم والتي استثمروها بافضل ما يكون…

صحيح هشاشة الدولة تعكس ان عناصر الضعف غالبة ولكن في ظل الاشفاق وصورة الجهد المبزول *المضخمة* من خصومنا تجعلنا لا نرى عناصر القوة التي تعززت واخرى اضيفت مما احدثت تغير في ميزان معادلة القوى الداخلية؛ فتوحد الجبهة الداخلية والتفافها حول القوات المسلحة واعادة اكتساب قوى مقدرة كما ونوعا كانت في الجانب الاخر واخرى يائسة بعد تبدد فيها الامل بسلوك وممارسة قحت اعاد هذا هذا التوازن «مظاهرات وحشود الخارج الداعمة للقوات المسلحة في باريس وبريطانيا وامريكا مثالا واضحا» .. كل ذلك احدث فارقا كبيرا في ميزان القوى «لاحظ تعليق مندوب روسيا في جلسة مجلس الامن بالامس».

صحيح انتهت معركة مجلس الامن بالامس لصالحنا، وصحيح خصمنا اعد للمعركة الثانية والسيناريو الاكثر ترجيحا كما تناوله المنشور على لسان الطاهر التوم؛ وهو الاعداد لعودة البعثة عبر الشباك بعد ان تم اخراجها بالباب.
الا ان من ادار هذه المعركة التي انتهت لصالحنا ادارها بكفاءه والكفاءة مفهومها معلوم وهو تحقيق الاهداف بدون هدر في الموارد؛ وهذا يعكس انه مدرك تماما لتحدياته وملم بعناصر قوته وضعفه واستطاع ان يعزز عناصر القوة مما مكنه من الاستفادة من كل الفرص المتاحة..
هل تظنون ان صناع القرار الذين اداروا هذه المعركة قد فات عليهم تحدي المعركة القادمة؟.
بل بالعكس بادروا بعد ان ضمنوا مكسبهم في معركة مجلس الامن بادروا بمعركة على ذات قدر اهمية طرد البعثة الاممية وهي معركة الامارات والدول الداعمة للتمرد، استبقوا بها خصومهم واختاروا ميادينها واعدوا اسلحتها بعناية واحسنوا في توزيع مراحلها.

من المؤكد تماما ان معركة الدول الداعمة للتمرد ستكون احد ادوات معركتنا في مواجهة المعركة التي يتم الاعداد لها الان بمجلس الأمن ….

لقد ايقنا ان من يدير صناعة قرارنا الان ينتهج منهج متطور جدا في تحليل وقراءة الاحداث وبناء التقديرات وهو منهج السيناريو بلان …. وهو منهج يقوم على رسم سيناريوهات الخصم بمعنى ان يحلل موازين قوى الخصم الداخلية والخارجية ثم يرسم سيناريوهاته وعلى ضوئها يبني سيناريوهات مضادة في البداية؛ وسيناريوهات استباقية في المرحلة الثانية، تربك تفكير الخصم وتفقده البوصلة تماما.

اخيرا
المهم جدا جدا وهو واجب علينا جميعا وهو تعزيز عناصر القوة لاستمرار ترجيح الميزان لصالحها وذلك بتطوير الاصطفاف خلف القوات المسلحة الى اصطفاف خلف الدولة السودانية… صحيح القوات المسلحة رمزية محورية للدولة الا ان هذا الاصطفاف هش لا بد من تقويته ….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.