منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د.ليلى الضو أبو شمال تكتب :  *اغدا ألقاك*

0

د.ليلى الضو أبو شمال تكتب :

*اغدا ألقاك*


والشاهد في هذا الموضوع أنه كان هناك وطن اسمه السودان ظل كالمريض الذي أصابه الوهن من كثرة المرض الذي انهك جسده النحيل، فما إن يتعافى جزء من جسده الا ويصاب جزء اخر ، وظل سنوات طوال مع مسكنات لا تغنيه ولا تشفيه وفي كل ذلك والشعب ظل صنديدا قويا يعيش ويتعايش مع هذا الوضع الأليم وان بح صوته وهو يدعو للحرية والأمان والاستقرار ، حرب ودمار طالت جنوبه وأنهكت جيوشه حتى تم الإنفصال ولم يكن حينها ( أبغض الحلال ) حلا،، وحرب أنهكت غربه لا تنتهي ولا تنقضي فعجز في حلها خبراء وعلماء وساسة وحكام وكهنة ولا زالت المعارك تدور رحاها ما بين نزاع قبلي وصراع سياسي وحروب نفسية قضت على كل جميل واستفحل الأمر وبلغ الابتلاء حده حين وصل عاصمة السودان (الخرطوم) في حرف دخلت على شهرها التاسع هجرت انسانها وحطمت بنيانه، وكانت ليست مجرد حربا على مدينة، بل هي بلغت بقتالها في الخرطوم كل مدن وقرى السودان ، فهي حرب أصابت إنسان السودان في مقتل أضاعت مستقبل أمة،، شبابها كانوا على أبواب التخرج من الجامعات وآخرين بلغت خطاهم أبوابها قادمين ليبدوأ رحلتهم مع دراستهم الجامعية يحملون الأمل والتفاؤل وأطفال سعيدين بحقائب الدراسة ، انهارت الأحلام والمباني بدانة قضت على فصول الأمل ، ومرضى كانوا يستشفون من أجل البقاء لمزيد من العطاء لكن جرعاتهم اختلطت ببارود البنادق فكان الموت المتعجل بأيادي الغدر والخيانة قد أراحهم من عذاب الألم ورحلة البحث عن الدواء.
ويقيني الذي دائما يقيني أن الشعب السوداني شعب صبور يعرف الضحكة وسط الألم ، يعرف الحمد للخالق مع شدة البلاء وتظل الأحلام تراوده دوما لأن الغد جميل ، ويبقى هو الأمل الذي يزيح كل الألم ولعله من حسن الظن الذي لا يجيده الا المؤمن ولنا في الخرطوم ظن جميل وأمل وإشراق، بأن العودة للخرطوم حتما تكون فما دامت حرب ببلاد وما تكون الا ويأتي يوم وينقضي فيه البلاء ونعود جميعنا ولسان حالنا يتغنى بما كتبه الهادي آدم لأم كلثوم وتغنت به لحنا شجيا نحن نغنيه لذلك الوطن الجميل
اغدا القاك
يا خوف فؤادي من غد
بالشوق واحتراقي في إنتظار الموعد
اه كم اخشى غدي هذا وارجوه اقترابا
كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا مهجة حرة وقلبا مسه الشوق فذابا
أغدا القاك
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني.
همسة : دعوة مني لكم اديرو محركات البحث و استمعوا لأم كلثوم وهي تتحفكم بلحن هذه الكلمات الجميلة واستصحب معك السودان بكل شوق وحب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.