منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*ثم ماذا بعد الحرب؟*

0

د. أسامة محمد عثمان يكتب :

*ثم ماذا بعد الحرب؟*

يظل هذا السؤال مطروحا البعض يجتهد للإجابة عليه بصورة موضوعية منطقية تخدم مصلحة الوطن اولا وهي الغاية الاسمي التي يسعى إليها الخلص ومن ثم تقودهم الخطي الي تحقيق مصالحهم ضمن مصالح الكل، ولكن هناك من مازال داخل إطار الهتاف لا للحرب دون التفكير في آليات كيفية إيقاف هذه الحرب مع الحفاظ على كينونة الوطن الواحد آمنا وسالما، للأسف إن حقيقة هتافهم ماهو الا تغبيش و تشويش على مسار العمليات على الأرض لتحقيق مكاسبهم السياسية بعد ان اصبحوا خارج مسار الحراك السياسي الوطني بدعمهم الواضح لمليشيا الجنجويد.
الحروب لا توقفها الهتافات الجوفاء بلا آليات ورؤية توضح كيف يمكن تحقيق ذلك و من ثم التفكير في الإجابة على السؤال الأهم وهو ثم ماذا بعد الحرب؟
عندما طرحنا السؤال سابقا ثم ماذا بعد السقوط فلم تكن هناك إجابة حتى تحول السقوط الي انهيار كامل لكل شئ ولم يكن ببعيد عن التوقع في ظل الهتاف سوف (نفرتقه طوبه طوبه وقد حدث).
فالنجيب على سؤال ثم ماذا بعد الحرب؟ في حالة الحروب تعتمد الحلول المطروحة على تفوق القوة العسكرية المستخدمة التي تجبر احد الأطراف لابداء بعض التنازلات للطرف الآخر نتاج قوة ضغط العمل العسكري على الأرض مما يمكن الطرف الاقوى من فرض شروطه وهذا لايتثني في حال وجود تفاوض على جوانب سياسيه لان القوة العسكرية هنا هي الطاغية والمسيطره.
لذا يتم التفاوض على الجوانب العسكرية اولا وبعد الانتهاء منها يتم الانتقال إلى الجوانب الأخرى وأولها بعد الحروب يكون الإهتمام بالجوانب الإنسانية و المجتمعية تحت إشراف الطرف الاقوى عسكريا و الوسطاء ممثلين في منظمات المجتمع المدني مع وجوب التزامها الحياد التام دون الميل إلى جهة من الجهات المتحاربة، ومن أهم واجباتها تقديم الدعم النفسي و المادي والصحي للنازحين من مناطق الحرب او العائدين الي ديارهم. ثم يتم الاتفاق على فترة حكم مؤقته لا تتجاوز العام ولا تقل عن الستة أشهر خلالها تتم عمليات تبادل الأسري و الفصل بين القوات و الدمج والتسريح للقوات المتحاربة، اذا كانت داخل دولة واحدة وإجراء المحاكمات المتعلقه بالحقوق والتجاوزات مع مراعات التعافي المجتمعي.
بعد اكتمال عملية الاستقرار الامني المجتمعي تبدأ عملية تأسيس الحكم من خلال عملية ديمقراطية حره ونزيهة لتأسيس حكم مستقر وعدم تكرار الأخطاء التي أدت للاحتراب سابقا، هنا يجب الإنتباه الي نقطة مهمة ألا وهي معالجة جميع القضايا المتراكمة التي أدت اندلاع الحرب سابقا، لذا لابد من إشراك جمبع مكونات المجتمع السوداني دون استثناء وبعيدا عن أي تدخلات اقليميه او دوليه وصولا الي دستور دائم يرسم مسارات الحكم في السودان بالإجابة على السؤال كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان؟
لن يتحقق ما سبق مالم يتم توافق مجتمعي للتعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوداني السياسيه و القبلية والا فهناك سيناريوهات عديده معده مسبقا تنتظر فقط الظروف الملائمة للتنفيذ وغياب الوعي الاستراتيجي سوف يقود الي تنفيذها وللأسف بأيدي أبناء السودان أنفسهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.