منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د/أبوبكر محمد توم محمد الحسن فاجعة مدني الجمال

0

د/أبوبكر محمد توم محمد الحسن

فاجعة مدني الجمال

*الزمان؛ السبت ٢٣-١٢-٢٠٢٣م*

أُنافِحُ عنكِ يا مدني التَّسامي وهل للعزِّ دُونَكِ مِنْ مُقامِ أخطُّ الشِّعرَ في جنبيكِ وجداً
فأشعاري وميضٌ مِنْ غرامي
فأرضُ الخيرِ مدني أرضُ أهلي
كغيثُ سَحابةٍ وسطِ الغمامِ
ففيها قد ولدتُ بدارِ جَدِّي
وفيها ذكرى أجدادي العِظامِ
وما هانتْ على الأحرارِ أرضٌ
تقضُّ مضاجعَ الشَّهمِ الهُمامِ
وجيشٌ للبلادِ أدارَ ظهراً
وهل أضحتْ ديارِي دونَ حامِ
سقوطٌ للمدائنِ دونَ صَدٍّ
وزحفٌ للعدوِّ إلى الأمامِ
وكم ضجّتْ قروباتٌ (وفيسٌ)
بأنّ (الدَّعمَ) (شَفشفَ) للأنامِ
فلم يُبقِ من الأموالِ شيئاً*
وللعربات (شَفشفَ) بانتقامِ
وهل تأتي لنا الأخبارُ يوماً
بأنَّ (الدَّعمَ) يرغبُ في السَّلامِ
وأنَّ الذِّئبَ نادمُ عن فِعالٍ
وأنَّ الذئبَ غادرَ للظلامِ
وهل حُرٌّ يصدِّقُ أنَّ يوماً
خسيسَ الدَّارِ يحفظُ للسَّلام؟!
طوابيرٌ تُصرِّحُ دونَ هَدْيٍ
وضُبَّاطٌ تفِرُّ من اللِّحامِ
وأعجبُ من توارَى من جنودٍ
فعمرُ الجيشِ قرنٌ من لِحامِ
نزوحٌ كُلَّ يومٍ في تمادٍِ
فوا أسفي على مَسخِ الزَّحامِ
وما يوماً سئمت بأنَّ جيشي
سيدحرْ قاهراً شرَّ اللئامٍ
وبُلدانٌ لها ضِلعٌ وباعٌ
تؤجِّجُ للصراع وللخصامِ
وترسلُ بالسِّلاح لخلق فوضى
تدمُّر في البلادِ وفي النِّظامِ
لتَنهبَ في بلادي مِنْ كنوزٍ
ففيها التِّبرُ كالبدر التمام
وأمّا الغربُ في نومٍ عميقٍ
وآثرَ بالسِّكوت عن الكلامِ
وإنزالٌ لفصلٍ قد تبدّى
لحفظِ الدَّار من عبثِ اللئامِ
وبعض الشَّعب (للدَّعمِ) تصدّى
وبعضُ النّاس حالَفَ في وئام
وبعضُ السَّاسةِ البلهاءٍ باعُوا
لأوطانٍ بها قبلَ الفِطامِ
وصار البَّيعُ في بلدي رخيصاً
وكلٌّ باعَ بخساً من سِهامِ
ويا مذهولُ ما الأقدارُ إلَّا
لغسلِ النَّفسِِ من سُحتٍ حَرامِ
وما الأقدارُ يا مذهولُ إلّا
لغسلِ الدّارِ مِنْ وسَخِ الرُّضامِ
فيا وطني إلى الجَّبارِ أشكو
فإنَّ الحالَ يُغني عن كلامِ
لعلَّ اللهَ يرفعُ من بلاءٍٍ
أذاق النَّاسَ مُرَّاً من سَقامِ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.