صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو) يكتب : *حسن فضل المولى جزالة الوصف وروعة الكلمة*
● تحية ندية أستاذ حسن
● كثيرون يكتبون .. لكن قليلون هم الذين يستطيعون حشد الصورة وتقريب المَشاهد عبر الكلمات ..
● كثيرون يكتبون .. لكنهم لايجيدون الملامسة والحس والذاقة الوصفية الحية .. فتحس بأن حروفهم وكلماتهم مجرد باقات ورد بلاستيكية .
● بين طيات كلماتك نجد جزالة المعني وقوة المبنى .. ونقل الأحاسيس والمشاعر من خلال تصوير الحواشي والحواضن ووصف المسرح وكذلك تشخيص الشخوص وحتى الإنفعالات ..
● كذلك تتميزُ كلماتك وتعابيرك بقدرتها الفائقة على الإجترار الدقيق .. وحفظ الأسماء ومقاطع الأشعار .. مما يجعلها تحول القاريء من مجرد متلقي إلى مُشاهد معايش للحدث بتلاوينه وأحداثه .
● وسردك فيه عطر من الوفاء والإمتنان وحسن الصحبة ..
● أنت حينما تكتب تسخدم مفردات منتقاه وتصاريف وتراكيب خاصة لم ليسوفي التداول .. وهنا يكمن تميز كلماتك الغنية (بالتشكيل) الدقيق و(النحو) الجاذب .
● زاوية النظر عندك كانت ومازالت أدق من مقدرات (المُعدين والمُصورين والمُخرجين) .. وكأنك لا تصوّب نحو المنتوج كمادة مجردة .. بل تتعداه إلى حال المُشاهد المُستَهدف بالرسالة حين التلقي .. وكأنك الآن تمزِج كل هذه المراحل التلفزيونية في بوتقة الكتابة التي حباك الله فيها جزالة وحذاقة ومذاقا خاصا وخالصا .
● بُعدك عن الكتابة الراتبة أثناء عملك .. أتاح للكثيرين فرصة تسيّد الساحة .. وفي ذات الأوان حَرمت الناس من هذا الرُقي في أسلوب الكتابة الذي من المؤكد أنه كان سيثري ويرفع سقف الذائقة في المتلقين .
● سردٌ ماتع في زمانات قلّ فيها الحاذقون .. وكثر فيها المُدّعون .
● هي إبحار وإبهار في عوالم السرد الجميل .. فمن لم يرَ مواقع سردك وحكايات شخوصك فكأنه يرأها من خلال تجسيدك الحي لها .
● في تقديري أن مقالاتك وكتاباتك أحرجت الكثيرين خاصة الكُتّاب الذين إكتشفوا إبحارهم بعيدا عن شواطيء الابداع الكتابي .. وكَشَفَت عُمق المَعين الذي لديك .. والذّخيرة التي تتوسدها .
● ماشاء الله .. ذاكرة حيّة مُتقدة .. وشخوصٌ عالقون في الذاكرة الحيّة وكلٌ فيها بتفاصيله وهيئته وهندامه .. بلا تلاوين أو مكياج .. وفيها توثيق للتاريخ ولذاتك .
● كثيرون قرأوا كتاباتك ومقالاتك فأيقنوا أن بُعدك عن الإعلام فيه خسارة فادحة وضياع وتفريط في رجل كان لابد أن يتبوأ مكان الصدارة في المشهد الإعلامي .
● للأسف كثيرون حتى الجالسون في الضفة الأخرى أيقنوا من خلالها أنك مِهني من الطراز النادر .. ومَكانك سُدة التوجيه والإرشاد .
● كتاباتك كشفت سِعة المَخزونك المَعرفي لديك .. وسِعة علاقاتك الأفقية والرأسية بالناس وأعلام المجتمع ونجومه .. وإلمامك الذي ظل مخبوءا وراء تواريك عن الإعلام وأنت تدير أخطرها تأثيرا على الإطلاق .
● أعرف أنك كنت زاهدا في الظهور .. رغم أنك كنت تتابع كل صغيرة وكبيرة خلف الشاشة .. وكل الروائع التي كانت تخرج للناس .. كانت من بين يديك .
● أتصور أن الوجه الآخر لهذه الحرب عند الكثيرين أنها جعلتهم يجدون سعة من الوقت لابراز إمكاناتهم وأنت أحدهم .
● مازالت كتاباتك تضاهي بعضها البعص .. وتنافس موضوعاتك بعضها الآخر حتى وقر في يقين الناس أنك الأجدر بين الناس في الساحة الإعلامية وفي مقامات الرسم بالكلمات .. فمامن حدث تحدثت فيه أو شخص تناولت سيرته الا وكان حديثك فيه وعنه له مذاق خاص وبعد خاص .. ومازال كتابك المخبوء (ذاك الشيء) يشي بمحطة فارقة في مجال الكتابة الرّطبة الرَحبة ..
أطلق سراحه ففيه إثراء وتوصيف شفيف ولطيف .
● في يقيني أنك شاعر متواري .. فمن يكتب بهذا المنوال لايستصعب الشعر والقوافي والموازين .
● في يقيني كذلك أن كتاباتك تحتمل أن تزيد وتضيف فيها كل يوم نهرا جديدا .. وذلك لأنك تفتح فيها أبوابا ومطلات نحو عوالم رحبة .
● متعك الله بفيوضات الصحة والعافية ..
● لنا عودة ..