ابراهيم عربي يكتب: (كباشي ودقلو) … الحرب خيارا علقما ..!
هو مجرد خبر مسرب يحتمل التصديق تماما كما يحتمل التكذيب وأيضا يحتمل النفي ، جاء به موقع (ألترا سودان) ومشت به الطرقات ، ولكن لا أدري لماذا كل هذا الضجيج ، فالجنرال كباشي بصحة وعافية والحمد لله، فالرجل مهموم ومشغول بعدد من الملفات علي مختلف الأصعدة وكافة المستويات يديرها بصمت وثبات وبالطبع ليس كل ما يعرف يقال ..!.
فالمهم عندي ليس كيف وأين إلتقي كباشي وعبد الرحيم أو غيرهما ..!، ولكن من المهم جدا لماذا ومتي يلتقيان ..؟!، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي هو نائب القائد العام وعضو مجلس السيادة يعني الرجل الثاني في الجيش ، أما الفريق خلا عبد الرحيم دقلو هو قائد ثاني قوات الدعم السريع المتمردة ، وهو الآن متمرد علي الجيش ويقود قوة قتالية متمردة تحارب الجيش أكثر من (عشرة) أشهر من القتال الشرس طالت البلاد أرضا ومجتمعا ومقدرات ، فالحرب خيار علقما ..!.
بالطبع البندقية ليست حلا نموذجيا ولكنها مجرد وسيلة لتحقيق غاية وهي المطالب أو المزاعم التي من أجلها إندلعت الحرب ، ولكنها قد تكون بذاتها مصدر قوة وقد تكون مصدر ضعف طبقا للواقع العملياتي والميداني ، علي كل فإن التجارب الدولية والإقليمية والمحلية فيها الكثير من النماذج ، تؤكد جمعيها أن السلام هو غاية أي مجتمع وأن الوصول إليه يتم عبر بوابة الحوار والتفاوض ..!.
ربما الخبر مجرد عملا إستخباراتيا ، قصد منه إهتزاز الثقة بين القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه كباشي ، ولكن اعتقد ذلك لم ولن يحدث وغير ممكنا ، فما أعلمه أن الرجلين علي درجة عالية من التنسيق فيما بينهما ، إكتشفت ذلك شخصيا من خلال لقاءات وفود متعددة لقضايا مختلفة مع كل من الرجلين علي حدة خلال الأيام الماضية ، ويبدوان في صحة جيدة ولكن تبدو عليهما تعاظم ثقل الأمانة ..!، فمن الواضح أن كافة تحركات الرجلين تتم بإتفاق وتتسيق تام بينهما أو قل بتوافق بينهم في مجلس السيادة ، وليس بين الرئيس البرهان وسعادتو كباشي أي خلافات ..!.
وبالتالي اعتقد إذا كان هنالك لقاء تم بين (كباشي ودقلو) في البحرين أو الإمارات أو مصر أو يوغندا أو جنوب السودان أو بداخل البلاد سيكون لقاء متفق عليه من قبل القيادة في الزمان والمكان ، وإن كان الخبر قصد به التشكيك في منبر جدة والبحث عن منبر آخر بديل للإيقاد التي نراها إنحرفت عن جادتها نحو الإبتزاز ولذلك فشلت في التعامل مع قضايا السودان فإن قيادة البلاد قالت كلمتها وقطعت جهيزة قول كل خطيب ..! ، علي كل فإن مخرجات منبر جدة تستوجب التنفيذ ولكنها بلا شك في حاجة لضمانات ..!.
ولكن في تقديري الخاص أن الخبر عبارة عن إنتاج لغرف مخابراتية ليست بعيدة عن ما يدور في ميادين القتال والتي يتقدم فيها الجيش بقوة وثبات في الخرطوم والجزيرة وكردفان وغيرها وآخرها محاولات التمرد في (القميرة بابنوسة) التي إنهزم فيها شر هزيمة ، إفتقد فيها قياداته الميدانية ، ونجا عبد الرحيم دقلو بإعجوبة هاربا لأفريقيا الوسطي ، فيما دخلت المقاومة الشعبية حيز التنفيذ عاملا حاسما ومخيفا ، وتؤكد جميعها بلاشك أن سياسة البرهان (الحفر برأس الإبر ..!) قد أتت أكلها بتكسير القوة القتالية الصلبة للتمرد وبل أفقدته القدرة علي البقاء وليس الصمود فحسب وبالتالي أعتقد الخبر جاء هكذا ليبحث عن حل ..!
وليس ذلك فحسب بل اعتقد الخبر جاء للتأثير علي عدة سيناريوهات دولية تحاك داخل دهاليز الأمم المتحدة بشأن الحرب في السودان ، ومنها تقرير الخبراء المتوقع نشره اليوم أوغدا ويتهم دولة الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع المتمردة وقالت الأمم المتحدة إنها تحصلت علي وثيقة موثقة من مصادر موثوقة تؤكد أن عدة شحنات من الأسلحة والذخائر تم تفريغها من طائرات شحن إماراتية في مطار داخل تشاد وتم تسليمها إلى قوات الدعم السريع داخل الحدود السودانية ..!.
وليس بعيدا عن ذلك فقد فرغت المحكمة الجنائية الدولية من إعداد تقرير بخصوص تحقيقات خبرائها في السودان وبشأن الانتهاكات في إقليم دارفور، ومن المقرر أن يعرض التقرير رسميا على مجلس الأمن الدولي غدا الاثنين أيضا ، ويتوقع أن يدين التقرير قوات الدعم السريع للإنتهاكات التي حدثت في إقليم دارفور لا سيما مدينة الجنينة ، ويقول مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان في التقرير إن الصراع الحالي في السودان خلف أوضاعا إنسانية كارثية ..!.
وبالتالي إنهزم التمرد وغارت قواه عسكريا وانهزم جناحه السياسيى وانهزم الكفيل وانهزمت غرفه المختلفة ولذلك كله اعتقد تسارعت خطي فرق المخابرات الداعمة له لإيجاد مخرج للبقاء علي قيد الحياة ولحفظ ماء الوجه ، فبلاشك التفاوض هو الخيار الراجح ..! فالحرب خيارا علقما ..!.