إبراهيم مليك يكتب : *عندما يتجرد الشعب والساسة من مشاعر الحبِّ والرحمة يشقى الجميع!*
إبراهيم مليك يكتب :
*عندما يتجرد الشعب والساسة من مشاعر الحبِّ والرحمة يشقى الجميع!*
الخميس ٢٠٢٤/٢/١٥
إذا افتقد الإنسان لمشاعر الرحمة وحبَّ الخير للناس يُصبحُ وحشاً كاسراً مجرداً من الفطرة السليمة ولا يبالى بآلام غيره ولا يسمع أنينهم وآهاتهم …
لا تُنْزع الرحمة إلا من شقيٍ …
إذا أراد الله أن يعذّب شعباً سلَّط عليه قادة بهذه الطباع وانعكس ذلك على الشعب …
قادة قساة القلوب لا يعرفون معنى الرحمة والتراحم ولا التسابق لفعل الخيرات ولا التعاون على البر..
وهذا ما ابتلي به شعب السودان …
ساسة حملوا أسرهم وضربوا فى الأرض بعيداً عن معاناة الشعب وأوجاعه ويخرجون للإعلام دون حياء يتحدثون عن مشاكل الشعب وقضاياه !!
العظماء من قادة الدول الذين أحبهم شعبهم وخلّد ذكراهم قدموا تضحيات عظيمة لراحة شعوبهم وتوفير الحياة الكريمة لهم فأحبهم الشعب وهتف لهم من أعماقه …
قادة أحاطوا شعوبهم بالرعاية والعطف والحنان حفظوا أمنهم وسلامتهم وحافظوا على مواردهم لم يبددوها ولم يفسدوا ويستأثروا بها لأنفسهم… بل سهروا وخططوا لراحة ورفاهية الشعب …
نحن ابتلينا بقيادة سياسية قاصرة سخّرت مواردنا لشراء السلاح واستنفار المجرمين والمتفلتين من مختلف دول العالم لقتل وتشريد مواطنيهم وتهديد وحدتهم وتماسكهم وزرع الفتن والعداوة بينهم!!
ابتلينا بفئة تُظْهِر الحرص على مصالحنا وتدعى القتال لأجلنا كذباً بعد أن استأثرت بأموالنا واشترت بها ذمم بعض أبناء الوطن تنفيذاً لمخططات الأعداء بكل جهل وغباء !!
الأموال التى صُرفت فى الحرب لو وُظِّفت لخدمة الشعب السودانى لكانت بلادنا اليوم خضرة ونضارة وخيراً يفيض علينا وعلى جيراننا بدلاً من الدماء والدموع والمآسي التى يندى لها الجبين …
بعض الساسة فى السودان امتلأت نفوسهم حقداً وغلاً وحسداً واعتادوا على العيش تحت مظلة الأزمات والبحث عن حواضن للشرّ والفتنة والإيقاع بين الشعب …
يحتاج هؤلاء إلى معالج نفسي ليعيد لهم إنسانيتهم قبل أن يتحدثوا عن مستقبل الشعب …
مأساة السودانيين سببها ساسة لا يبتكرون الحلول يجيدون صناعة الأزمات واستغلال التباينات العرقية والسياسية … ساسة أفكارهم قاصرة ونفوسهم مريضة رسَّخت فى داخلها أوهام ونزغات شيطانية ووجدوا شعباً ينقاد لكل ناعق فكانت النتيجة هى الاستجابة لهوى النفس وإشباع الرغبات بالتشفى والانتقام فطال انتقامهم أنفساً بريئة من نساء وأطفال وشيوخ وفتح باب الفوضى على مصرعيه …
إن الخروج من هذه المحنة يحتاج إلى صياغة عقلية السياسي السودانى وتحويل مشاعره من العداوة والبغضاء إلى مشاعر الحب والرحمة ..
ونقل الكادر السياسي من ثقافة القتل والانتقام إلى التسامح وحبَّ الخير للجميع…
المدارس التى يتخرج منها الكادر السياسي السودانى مدارس موبوءة فكرياً ومختلة مشاعرياً يجب إلغاؤها وركلها واستبدالها بأخرى تدرج الكادر السياسي وتغرس فيه قيم الحبِّ وجمال النفوس..
إن قادةً وشعباً لا يعرف للحب معنى ولفعل الخير طريقاً لا يبنى وطن الجمال…
#بالحب تبنى الأوطان.