منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

من أعلي المنصة ياسر الفادني يكتب : *لو جارت عليك أيام ….  تعال لعيونا بتشيلك !*

0

من أعلي المنصة
ياسر الفادني يكتب :

*لو جارت عليك أيام ….  تعال لعيونا بتشيلك !*

إبراهيم حسين ، إسحاق الحلنقي، الفاتح كسلاوي هؤلاء الثلاثة هم من صنعوا هذا الطعم الذي هو من عسل سدر غنائي مصفي :  أغنية تعيش انت ويدوم خيرك …لوجارت عليك أيام تعال لعيونا بتشيلك ، إنه أعظم تلاقي وأجمل عصف كلامي وأحلى لحن ، الثلاثة الأول فيهم صاحب حنجرة ماسية وحضور راقي وطبقة صوتية سامية لاتتكرر والثاني أمير شعراء الأغنية السودانية بلامنازع شاعر تدفق روعة وخلاسية إكتسبها وصنع مفردات جزلةورنانة خطها قلمه… الذي سنه روعة …ومداده تفرد …. وعصفه الشعري لايضاهي أما الثالث فهو من تدفق لحنا ونغما وصار رقما في سجل الذين وضعوا بصمات لحنية خالدة شنفت آذاننا بصوت كثير من ملوك الغناء السوداني الأصيل

يقول النقاد : إن الشاعر الجيد هو من يكتب الشعر الذي له قيمة عاطفية ومن ثم هذه القيمة تنداح بسهولة نحو القيمة الإجتماعية وهذا ما حققته مقدمة هذه الأغنية قيمة عاطفية جياشه فيها الوفاء وفيها الترحاب وفيها طيبة القلب أما إجتماعيا جملة (لوجارت عليك أيام.. تعال لعيونا بتشيلك) ،  هذه المقولة ذات القيمة الفاضلة تحققت في هذا الزمان عندما نزح الكثيرون من الخرطوم ومدني ومدن اخري حينما اشتعلت هذه الحرب والذين قال لهم اهليهم واصحابهم : مرحبا بكم في ديارنا (عيونا بتشيلكم ) !! أي بيت الآن في المدن الآمنة تجد فيه أسر استقبلوا بكل ترحاب وهنا تحققت هذه القيمة الإجتماعية النبيلة التي تشبة سماحة أهل السودان وكرمهم

الأغنية هي عبارة عن مثلث إبداع أضلاعه تكمن في كلماتها التي بثت فيها لواعج السماحة والنجوي المستحبة والعفو بأسلوب راقي مع البسمة الحاتمية الأصيلة ومناجاة الليل عندما يصفو ترافقه النسمة و(يروق ويحلي) ! وتشبيهات مبالغ فيها عندما قال: ( نساهر الليل نلاقيها شايلا سواد طفلة) ،تراكيب لفظية وجمل من نوع فريد صيغت في هذه الأغنية، الضلع الثاني هو المتفرد كسلاوي أظهر حالة التمرد الذي ظل ينتهجه دوما بالخروج من الكلاسيكية اللحنية إلى آفاق أرحب محلقا في سماء اللحن الجميل السوداني الواسع مداه فضاءا ، كسلاوي كما تعودنا منه لا يلحن إلا جميل الكلام ويهتم باللازمات الموسيقية التي تعلو دائما في ألحانه ثم تنخفض وهذا لعمري يصنع أحلى انجذاب للأغنية نحو القلب قبل الأذن،  كسلاوي فيه مجموعة إبداع إكتسبها بصورة متفردة ويتمتع بخاصية لحنية ومدرسة فريدة اللون والمنهج ويكفيه فخرا أن الموسيقار عمر الشاعر قال : كسلاوي أستاذي ، الضلع الثالث هو القامة ايراهيم حسين الذي أدي هذه الأغنية بطريقة عجيبة ساعده صوته الرخيم الفخيم وحضوره العالي مسرحا في إخراج هذه الأغنية الخالدة

أغنية تدوم انت ويعيش غيرك تعتبر من أجمل الاغاني في سفر الأغنية السودانية وصنعها ثلاثي قل إن يجود بهم الزمان ولقيت صدي جميل في وجدان المتلقي السوداني وهي تعتبر من الأغاني الخالدات التي لا ولن يمسحها زلزال النسيان وسوف تدندن بها كل الأجيال لأن معدنها الماس واصلها الجمال …. والجمال حتما…. لايصنع إلا جمالا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.