السفير عبد الله الأزرق يكتب : *إنّهم يتعمّدون اغتيال البشير*
السفير عبد الله الأزرق يكتب :
*إنّهم يتعمّدون اغتيال البشير*
عرف السودانيون عن البشير توقيره لقادة القوات المسلحة وكبار ضباطها المعاشيين. كان يهتم بأوضاعهم المعيشية وظروفهم الصحية وأسرهم .
أقنع البشير النميري بالعودة للسودان وأكرمه ، وكان يُشركه في افتتاح المشروعات الكبري التي ابتدرها . وكذلك كان يفعل مع سوار الدهب عليهم رحمة الله . ورأيناه معهم وهم يفتتحون ضخ البترول .
كان الرجل يعرف قدر الرجال وينزلهم منازلهم . ما كان يخاف لأن المعارضين كانوا يكيدون لنميري ويحرضون ضده .
وأعلم أن وفدين من وجوه المجتمع سبق أن التقوا بالبرهان مطالبين بإطلاق سراح البشير وإنزاله منزلته . قال البرهان لأحد الوفدين إن انقلاباً سيقع في اليوم التالي إذا أطلق البشير !!!. هذا كان قبل الحرب الحالية .
وخلال الحرب عانى البشير ونائبه الفريق بكري والفريق عبدالرحيم واللواء الخنجر والعميد يوسف عبد الفتاح ؛ عانوا الأمرين. كانوا يأكلون البليلة مثلهم مثل بقية المحاصرين . وشاركوهم انقطاع الماء والكهرباء وكل المضايقات الأخرى بصبر يليق بالرجال القادة . لم يتضايقوا ولم يتذمروا .
وقد تعرض القسم الذي يسجن فيه البشير ورفاقه للقصف مرتين خلال هذه الحرب . ورغم ذلك أبقوهم في السلاح الطبي إلى هذا اليوم . هذا علماً أن البشير وبعض رفاقه في أواخر السبعينات وربما بداية الثمانينات من أعمارهم .
ثمة شائعة أنه جرى نقل البشير ورفاقه إلى مروي . وهذه فرية لا أساس لها البتّةَ .
هذا علماً أن القصف استؤنف اليوم على السلاح الطبي .
بحوزتي التقرير الطبي الذي يشرح بوضوح الحالة الطبية للبشير ورفاقه الصادر من مستشفى علياء ؛ بتوقيع الاول طبيب / عزمي الشيخ عبد الغني قرشي . وهو بالرقم :م ع ت م ط / سري
بتاريخ 22 فبراير 2024 ( أي قبل أحد عشر يوماً .يفيد هذا التاريخ أن الطبيب الذي يشرف على العلاج دكتور سامر حسب الرسول غادر المستشفى بعد الحصار الذي عانى منه عشرة شهور .
يقول التقرير الطبي أن المستشفى يخلي مسؤوليته أمام الله وأمام مسؤوليته المهنية نظراً للحالة السيئة التي يعاني منها هؤلاء القادة الكبار .
يقيني أن البشير ما كان سيسلمكم الحكم بتلك السهولة لو كان حريصاً عليه . ويقيني ، بل معلوماتي ، أن البشير منع مناصريه في الجيش من القيام بانقلاب مضاد عشية تسلم البرهان للحكم .
ولو أن الإنقلابات تبيح كل هذا التّشفي في البشير لكان البرهان من المسجونين . فقد شارك باعترافه في انقلاب البعثيين . ولو كانت الجريرة انقلابات لوجب محاكمة كل الأحياء الذين شاركوا في انقلابات منذ السبعينات ؛ فالعدالة لا تتجزأ
ولنتذكر : ” أن الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان ”
Injustice anywhere is a threat
to justice everywhere
ولنتذكر : ” أن تأخير العدالة نكران للعدالة ” Justice delayed , justice denied .
يقول فقهاء القانون الدستوري إن للمحاكمات والعدالة سياق اجتماعي لا تخرج عنه ، وهو الذي يضمن قبولها اجتماعياً ودوامها .
وإن مما يرعاه المجتمع السوداني قيم توقير الكبير والوفاء للقادة والزعماء الذين قادوه .
وللحقيقة فقد كان البشير باني نهضة الجيش عبر التصنيع الحربي وسد حاجته من الذخائر والعتاد حتى أصبح يصدرها . وهو الذي بنى للضباط المساكن وشيد للعسكر المستشفيات في كل مدينة . وكان رفيقاً بكبارهم مُجِلّاً لهم . ” وهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان ”
فالواجب المُلِح العاجل ليس فقط اطلاق سراح البشير ورفاقه ، بل تكريمهم .
أما هذا الاستهداف والتشفي فلا يليق بمن وضع نفسه في قيادة جيش عظيم .
ها قد بلّغت ، اللهم فاشهد .
السفير عبد الله الأزرق
———————————
3 مارس 2024