منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محمد التجاني عمر قش يكتب : *قرار مجلس الأمن … لا خيار سوى المقاومة!*

0

محمد التجاني عمر قش يكتب :

*قرار مجلس الأمن … لا خيار سوى المقاومة!*

محمد التجاني قش
أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو الأطراف المتحاربة في السودان لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان؛ في ظل تدهور الأوضاع في البلاد حسب نص القرار. كما يطلب القرار من جميع أطراف النزاع البحث عن حل دائم عبر الحوار. هذا القرار صدر باقتراح من الدولة العجوز، رائدة الاستعمار في العالم، بريطانيا، وأيدته كافة الدول الأعضاء في المجلس بينما امتنعت روسيا عن التصويت.

وهذا القرار أقل ما يقال عنه أن يساوي بين الضحية والجلاد فيما يتعلق بهذه الحرب التي هي جزء من مخطط استعماري كبير يستهدف السودان وتشارك فيه عدة جهات دولية وإقليمية سواء بالدعم المباشر للمليشيا المتمردة أو بطريقة غير مباشرة بتقديم الدعم المعنوي عن طريق هكذا قرارات وتدخلات في ظاهرها نداءات إنسانية، ولكنها في واقع الأمر تهدف لتوفير فرصة للتمرد لكي يلتقط أنفاسه بعد الضربات الموجعة التي تلاقها في أم درمان وبحري والخرطوم وبابنوسة، وغيرها من مناطق العمليات، حتى بات انتصار القوات المسلحة وشيكاً بإذن الله تعالى.

وهل نسي مجلس الأمن أن السودان قد تعلم دروساً وعبراً من عملية شريان الحياة التي استغلها أعداء السودان من قبل لنقل السلاح والمؤن للتمرد بقيادة جون قرنق، فكيف تنطلي هذه الأمور على شعبنا وجيشنا مرة أخرى، أليس لنا عقول نفكر بها، أم أن ذاكرتنا قصيرة لهذه الدرجة التي تجعل دول الاستكبار تستهتر بشعبنا؟ إن الحرب الدائرة الآن في السودان ما هي إلا مؤامرة دولية كبرى تستخدم بعض المغامرين من المرتزقة والخونة وعناصر قحت بيادق لتمرير أجندة لعينة ضد وجود الشعب السودان في أرضه، وتسعى لتغيير ديموغرافي غير مسبوق يستبدل شعبنا بعرب الشتات من مجاهل إفريقيا خدمة لمصالح دول الشر وتنفيذا لمخططات بني صهيون وأحفاد القردة والخنازير التي تهدف إلى تقسيم السودان إلى دويلات متناحرة يسهل التحكم فيها!

القرار جاء في وقت اصطف فيه الشعب السوداني مع جيشه وحمل السلاح وحزم أمره للدفاع عن أرضه ووجوده بعد أن ذاق الأمرين من القتل والتشريد والنهب والسلب وانتهاك الأعراض على يد مليشيات آل دقلو، التي لا ترعوي عن انتهاك الهدنات والمواثيق، ولو أنها كانت تريد سلاماً ووقفاً لإطلاق النار والجلوس للتفاوض من أجل سلام دائم، لالتزمت بمخرجات منبر جدة التي دعت لخروجها من منازل الناس والمرافق العامة والأعيان المدنية، ولكنها بدلاً من ذلك وسعت نطاق الحرب وأفسدت في الأرض بإيعاز من بعض دول الإقليم التي تتولى كبر الإثم في تدمير السودان بجلب المرتزقة والعتاد بلا انقطاع للمليشيا، وفق ما أشارت له كثير من التقارير الدولية، وكان حرياً بمجلس الأمن أن يخاطب تلك الدول ويطلب منها وقف الدعم للمليشيا حتى ترضخ وتجنح للسلم، ولكن يبدو أن المجلس المذكور ينظر بعين عوراء.

إزاء هذا الوضع ليس هنالك أمام الشعب السودان إلا خيار واحد هو مواصلة المقاومة ضد الاستعمار الجديد الذي يستخدم المنظمات الدولية والإقليمية لتمرير قرارات لا تراعي مصالح الدول والشعوب، بل تسعى لفرض واقع يتنافى مع مبادئ القانون الدولي العام والقانون الإنساني، خدمة لجهات معينة تحاول السيطرة على مقدرات الدول ولو استدعى ذلك التدخل العسكري. وبما أن الإنسان هو الإنسان لماذا لم يطالب مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، حيث تقوم دولة محتلة بإبادة شعب بأكمله، بينما الجيش السودان يدافع عن كرامة شعبه بعد أن فرضت عليه هذه الحرب اللعينة.

أيها الشعب السودان الأبي، هذا القرار مجحف وتقف وراءه دوائر معادية لنا تماماً، وليس هنالك من خيار سوى المقاومة، فإما نصر وعيش كريم، وإما شهادة، والله المستعان.

١٠ /٣/ ٢٠٢٤

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.