منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

بابكر يحي يكتب : *(١١ أبريل) ، ذكرى سقوط الدولة ، وليس البشير ..!!*

0

صفوة القول

تمر اليوم الذكرى الخامسة لسقوط نظام الإنقاذ ، وإدخال الرئيس البشير إلى السجن حبيسا – بعد انقلاب لجنته الأمنية عليه في يوم الخميس المشؤوم ، ومنذ ذلك اليوم بدأ مشروع سقوط الدولة السودانية وتدحرجت الدولة إلى أن وصلت إلى حرب الاتفاق الإطاري التي اندلعت في ١٥ أبريل من العام الماضي ٢٠٢٣..!!

مرت الأيام سريعا وأصبحت تلك اللحظات ذكريات من الماضي، لكن ثمة خواطر ظلت حاضرة في وجدان الشعب السوداني ؛ فهناك من يحن إلى ذلك العهد ويراه جميلا ، وفيه الأمان والسلام والرخاء وهيبة الدولة وحكم القانون ، وهناك من يراها سنين استبداد رغم ما بها من إشراق ..!!

نعم مرت خمسة أعوام على زوال نظام الإنقاذ فقد جرت عليه أقدار الله لأن أمر الحكم محكوم بنص شرعي وهو قوله تعالى (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ) ، لكن الكارثة الكبرى وقعت على البلاد وفقد السودانيون دولتهم قبل أن يفقد الكيزان سلطتهم التي انتزعها منهم الله عز وجل كما أشرت ..!!

فقد السودانيون أمنهم وسلامهم واقتصادهم كما فقدوا لياليهم الجميلة وذكرياتهم الوضيئة ، وعاشوا سنينا عجافا مع (حمدوك وشلته) ودارة عليهم الدوائر وأصبح ليلهم طويلا كليل الشاعر سويد اليشكري الذي قال فيه (يسحب الليل نجوما ظلعا فتواليها بطيئات التبع)..!!

أصبح حال السودانيين أسوأ من حال سوريا واليمن وليبيا ، بل أسوأ من غزة التي يقتل أطفالها اليوم بقصف اليهود البرابره ، فهناك دولة الكيان الحاقدة وهنا آل دقلو وقحت أشد مقتا وأكثر جهالة وأعمق عنفا ..!!

سقطت الإنقاذ وظلت الحيرة تسيطر على أذهان الذين أتوا من بعدها فما زالوا يعلقون عليها فشلهم واحباطاتهم وما زالوا ينتظرون من خطاب الكراهية أن يكون منقذا لهم لأنهم عجزة وكسالى وحيارى ولا يملكون رؤية ولا برنامجا فهم ثلة من الخونة والفاسدين خرجوا من الحانات والبارات وقفزوا فوق رؤوس الشباب الذين كانوا يهتفون لهم (مدنياااااو) وهم تحت تأثير الأفيون..!!

فك الله أسر البشير ورفاقه بكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين فقد كانوا رجال دولة بمعنى الكلمة، كانوا أكبر من سفارات السوء ومنظمات القهر ، بل كانوا أكبر من البيع والشراء وكانت ارجلهم تدوس على دويلة الشر حتى حشدت عملائها الذين احتفلوا في ١١ أبريل !!

صفوة القول

لو كنت مكان الرئيس البشير لخرجت اليوم في خطاب ضاف وجهته للأمة السودانية مواسيا لهم عما حل بهم من ظلم وضيق ، ولاعتذرت لهم عن الخطأ الاستراتيجي الكبير في تكوين الدعم السريع باعتباره أكبر خطأ ارتكبه طيلة فترة الثلاثين عاما ؛ فآل دقلو لا يستحقون الثقة خاصة وأن تاريخهم مليئ بالغدر وهم حديثوا عهد بالسودان وأهله، لذلك دمروا بلاد لم يكونوا منها ولم تكن فيهم ؛ اقول وأعني ما اقول، ويبقى السؤال ماذا جنى السودانيون من سقوط البشير؟! والله المستعان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.