منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الرفيع بشير الشفيع يكتب: *(معالم الصراع بين الحق والباطل في السودان ).*

0

واجهات الحرب في السودان

١٩ أبريل ٢٠٢٤م
________________________
(١)
وصلت لنفس القناعة التي وصل لها الدكتور عصام حامد دكين في مقاله بعنوان ( الصراع العلماني – اليساري – الإسلامي في السودان) وكتبت عبر هذه القناعة عدة مقالات منذ ٢٠١٠ ، لكن وقف أمام هذه القناعة بعض الرموز السودانية ومنها على سبيل المثال (البروف الطيب زين العابدين رحمه الله)، ورأيه في ذلك ألا أحصر هذه المشكلة بين هذا الحق ( المشروع الإسلامي)، والباطل( مشروع اليسار… مجتمعا).

مع أن مثل البروف لا يفوت عليه أن الصراع بين هذين المشروعين بدأ منذ نعومة اظافر المشروع الشيوعي والإسلامي في الأربعينيات، وتنامى إلى أن وصل ذروته في مظاهر ثورة أكتوبر وبعدها ظهر جليا في الصراع المرير بينهما في تجاذبهما لثورة مايو ، ثم في انتفاضة أبريل ١٩٨٤م ، والآن أكثر جلاءا في ٢٠١٣ م ووصل قمته الآن في ٢٠١٨م ، ولا أدري ما هي الحكمة التي نصحني بها بروف الطيب زين العابدين، رحمه الله وسامحه.

للأسف نحن نغفل عن هذا الصراع اليساري المتمثل في المشروع ( الشيوعي- البعثي – النيوليبراليين – الصهيو- رأسمالي في حين)، والذي يتصارع عليه هذان المشروعان، مع أن الصراع فيه من قِبل اليسار ، هو صراع استراتيجي ومخطط مرسوم له ولهم، ويقومون فيه بدور الكمبارس الحريص ، وبتنسيق سيمفوني منضبط الأوتار ، بالتنفيذ الدقيق جدا جدا لهذا المشروع.

(٢)
غير أن الصراع بين هذين المشروعين من قِبل هؤلاء العملاء والعلمانيين ، اليسار ، إتخذ عدة واجهات كتبت عن ثلاث واجهات من عشر ، إلى الآن وعموما الواجهات تتمثل في الآتي :-

١- واجهة الحرب على الهوية ( استخدم اليسار فيها ، الحرب على التاريخ والقبيلة واللون، والمناطقية- عبر جزئية ( الصراع الطبقي the clashes of classes كجزء من النظرية الماركسية، ويسمى في العرف الأستعماري – فرّق تَسُد).

٢- واجهة الحرب على رسالة الإسلام ( السني)، ومحاربة نواشره ( اللغة والعروبة وقد استخدموا في ذلك سلخ جلد العروبة من إهاب الخلاسية السودانية ساعدهم في ذلك وجود اعداد كبيرة من النيوليبراليين العرب لتمزيق المكون السوداني ، الافرو- عربي) كما استخدموا الفتنة بضرب المكونات العربية في دول الطوق والجيش والمناطق الأكثر عروبة.

٣- الحرب المكانية ( الديمغرافية) ، واستخدموا فيها ؛ الصراع الخفي بين الآفريكانية – والعروبة وبين المسيحية والإسلام مرة وبين الصهيونية المدعية للحق التاريخي الإلهي ( أرض الميعاد في المنطقة).

٤- واجهة حرب الطوق ، واستخدموا فيها استمالة دول الطوق بإعتبار أن لها حق التاريخي ( الكوشي ، والنوبي ، واثيوبيا القديمة، وبإعتبار أن لها الحق الأكبر في مياه النيل ، والسودان الفرنسي ، والحق النوبي وغيرها) .

٥- واجهة تأييد إدعاء الحق التاريخي والحضاري لحضارة وادي النيل ، لدول الجوار وللصهيونية العالمية ( إقرأ سفر التكوين the Genesis الأبواب من ١- ٣٠/٦، تجد أن الادعاء بيهودية كل شمال السودان حضارة وشعبا وجغرافية إلى حدود مكة وحضرموت واضحا، واليسار عموما يؤيد هذا الحق التاريخي إما عن غفلة أو عن تُقيّة).

٦- واجهة الحرب النفسية، اتخذوا فيها أكبر كمية من الوهم والتوهيم للشعب السوداني وجعلوه يشك في هويته وانتمائه واخلاقه ومبادئه ومناهجه ورسالته.

٧- واجهة الحرب الإعلامية، والتي حشد اصحاب المشروع العلمانو- صهيوني- أكبر قدر من القنوات العميلة المحلية والإقليمية والعالمية، ووجدوا فرصة في آدارة الإعلام الرسمي طوال فترة توليهم مقاليد الحكم من ديسمبر ٢٠١٨ إلى أكتوبر ٢٠٢١م ، وبعد أن اكتمل الوعي الرسمي للدولة والشعبي، و(افتهم الرسالة)، لجأ هؤلاء للوسائط ، ينشرون فيها الأكاذيب والمغالطات والتحريض والشيطنة للناس مع أنهم كانوا يستخدمون ( النكات والتبكيت على معالم وشعائر الدين طوال وجودهم خارج السلطة) ومع أن الإعلام هو الصراع الأكثر مِضاءا بعد البندقية ، فإنهم استخدموا أسوأ ما في الإعلام من حرب نفسية ووجدانية ، واستخدموا موجهات الإحباط العام في شعاراتهم الثورية حربا على خصومهم الإسلاميين والوطنيين وعموم الشعب الرافض وضد الجيش والشرطة .

٨- مع أن واجهة توضيع واحتقار الشعب في فكره الجمعي وذكاءه الإجتماعي تعتبر من واجهة الحرب النفسية ، ومع أن ظهور أن أنهم يجهلون أي شيء عن الذكاء الجمعي الشعبي ، والعسكري، إلا أن هؤلاء استخدموا عامل التحقير الفكري والتعالي الفرعوني والإحتقار للعقل الجمعي للشعب وجيشه ، والذي يعتبر من أهم العوامل النفسية التي حشدوا بها الهامش وخادعوه واستخدموه في محاربة ( المركز – الوسط والشمال والشرق وجزء من الغرب نفسه)، وهو ذات العامل الذي استخدم معنويا( لخلق العدو وصناعة جيل ثوري وهامش يقاتل لأجل وهم التهميش).

٩- واجهة العمالة (أ) ، استخدم اليسار مجتمعا هذه الواجهة وملأ بها يده وحاول عدة مرات استخدامها للحرب على السودان ( بإدعاء أن الغلبة في حكمه منذ ١٩٥٦م تؤول للمناطق الأكثر عروبة وإسلام – إقرأ كتاب عصر البطولة لأسبودلانق والذي ساعده فيه أكثر من عشرين من الإيليتس الشيوعيين من جامعة الخرطوم وغيرها حتى يصوروا مملكة سنار – اول مملكة إسلامية ، عربية في السودان ١٥٠٤- ١٨٢١م)، وأقرأ كتاب الديمقراطية في الميزان لتعرف كيف تعامل اليسار في مايو مع الحكومات الوطنية – ازهري- المحجوب).

١٠- واجهة العمالة (ب)، تمت صناعة قيادة المشروع اليساري منذ ٢٠١٠ (تقريبا) على أن يتم تلميع قادة المشروع نفسه وتعيينهم في وظائف أممية( مفخخة)، وتم تدريبهم بصورة دقيقة على إحداث التغيير في السودان لصالح المشروع الصهيو- علماني، وتم تضخيمهم بإعتبار أنهم أعظم وأعلم وأفهم تكنوغراط وغيرهم من الشعب السوداني لا يملك لوطنه نفعا ولا ضرا، ودون الخوض في أدائهم الإداري ، ودون تفاصيل للأخطاء حينها، إلا أن أهداف المشروع ( المخطط ) وكيفية تنفيذه ظهر جليا في الأتي:-

أ- استخدام دول الطوق والدول الأكثر عداءا للسودان في عمليات المقاطعات الإقتتصادية، وتمويل الحرب والمواطأة مع الصهيونية العالمية لإجتياح السودان وتسليمهم هؤلاء العملاء( الكرازايات ) الحكم على غرار ما حدث في افغتاستان والعراق وتونس واليمن وليبيا( حفتر) بإعتبار أن السودان واحد من دول الممانعة.

ب- ظهر جليا أن أصحاب هذا المشروع المدمر أنهم يعلمون تماما أنهم سوف لن يحكموا السودان عن طريق الديمقراطية فأختاروا العمالة الأقتصادية والحروب لإضعاف كل الواجهات التي يمكن أن تقف أمام مشروعهم.

ونواصل إن شاء الله الكتابة عن تفاصيل هذه الواجهات وكيف تم استخدامها نفسيا وعمليا.

الرفيع بشير الشفيع
١٩ أبريل ٢٠٢٤م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.