منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

اماني البخيت تكتب: *الدراما السودانيه ما بين الحديث والقديم*

0

العقل الباطن
الدراما الصادقه هي التي تعبر عن الواقع الذي يعيشه المجتمع ، و من خلالها تطرح القضايا و تضع الحلول ، دون المساس بالأخلاق و التقاليد أو إضافة مشاهد تخدش الحياء ، و شهدت الدراما السودانيه أطواراً مختلفه منذ بداية القرن العشرين و بدأت بالعروض المسرحيه التى أقامها الشيخ بابكر بدري رائد تعليم المرأه في العام 1904 ، حتى تطور المسرح السوداني في الثلاثينيات و ظهور شخصيات إسماعيل خورشيد عبيد عبد النور و العبادي من خلال مسرحية المك نمر و خراب سوبا .
أما بالنسبه للدراما الإذاعية بدأت في العام 1943 بعد إفتتاح الإذاعه بثلاث سنوات و كانت تبث العديد من الأعمال أشهرها ( قطار الهم – الحب و الظروف – الحراز و المطر – الدهبايه ) .
بعد عامين من إفتتاح التلفزيون عام 1964 بدأت الدراما التلفزيونيه و كانت تبث التمثيليات على الهواء مباشرةً و أول مسلسل سوداني كان مسلسل المرابي من إخراج فاروق سليمان ، و قدم تلفزيون السودان العشرات من الأعمال أشهرها ( الدلاليه – المال و الحب – وادي أم سدر – محطة التلفزيون الأهليه – اللواء الأبيض -متاعب – الشاهد و الضحيه – سكة الخطر – أقمار الضواحي ) .
أما السينما فقد كان أول عرض سينمائي بالسودان كان في مدينة الأبيض عام 1911م واول فيلم صور في السودان كان عام 1910م للبلجيكي دام ديفيد
وأنشأت نهاية الاربعينات وحدة أفلام السودان التي أنتجت عددا من الأفلام التسجيلية ولكن أول فيلم سوداني روائي طويل كان فيلم آمال و أحلام من إخراج ابراهيم ملاسي و إنتاج الرشيد مهدي ،قدمت بعدها السينما السودانية أعمال متفرقة منها (شروق – عرس الزين – تاجوج – رحلة عيون – بركة الشيخ – البوساء ) وغيرها.
هذا الإرث من الدراما يتطلب المحافظة و التطور في حدود المعقول من الدراما مع وجود من صقلوا موهبتهم بالدراسه فالأجدر أن ترتقي الدراما السودانيه ولا تهبط بتقليد دراما أجنبيه زائفه لا تمثلنا و لا تعبر عن قيمنا السمحه التى ورثناها بحجة جذب المشاهده العالميه !
إنتشرت في الأسافير صورا لدراما عرضت على شاشة سودانيه فى وقتٍ سابق خادشه للحياء و لا ندري ما المقصود منها ؟
من المعلوم لدينا أن الرجل السوداني ما ندر أن يحتضن إمرأه على الملأ و إن كانت زوجته أمام الجميع ، نعم هناك مايعرف ” بالمقالده” و هي الحضن بين الرجل وذوات المحارم دون أن يلتصق بصدر المرأه ، و فى الشهر الكريم عرضت عبر الوسائط مسلسل توجد به مشاهد لم يحدث أن شاهدنا مثلها فى تاريخ الدراما السودانيه و هى وجود رجل بجانب إمرأه على الفراش !
فمن أين أتيتم بهذه الدراما و ما الهدف منها ؟
إن الكاتب و السيناريست الحاذق هو الذي يعكس القضايا بطريقه ممنهجه تؤدي إلى معالجة العادات السيئه و ليس الدعوه إلى الرذيله و التحرر من العادات و التقاليد التى تدعوا للأخلاق الحميده و المحافظة على تماسك المجتمع ، نحن نريد دراما تدعو للفضيله و تحارب العادات الأجنبيه الدخيله على مجتمعنا العربي ككل ، نريد أن نبعث رسائل للغربيين أن شبابنا بخير و يتمتع بكل الصفات الحميده و يتطلع إلى بناء دولٍ عظمى ترقى و تصعد إلى عنان السماء .
إن الدراما الزائفه هدامه لأنها تحارب الوعي الفكري و تبث الإحباط للمشاهد و تعطيه رسائل بأن القيم و المبادئ تحطمت و عليه أن يرضى و يسلم لذلك الواقع المرير ، لذلك يجب مناهضتها و محاربتها حتى يأتي الفجر و يغسل دنس العلمانيه التى صدأت في ضعاف النفوس ، و تشرق شمس الهدايه بنورٍ يضئ صدورنا .
…….

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.