حاج ماجد سوار يكتب: *إنها الحرب الإقتصادية*
من واقع متابعاتي للشأن الإقتصادي و ما يتوفر لدي من معلومات لا أعتقد أن هناك أي أسباب إقتصادية ظاهرة تبرر الإنخفاض الكبير لسعر صرف الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية الذي تشهده السوق منذ مطلع الأسبوع الحالي ، فاقتصادنا ظل يعاني من الإنكماش منذ عدة سنوات و بصفة خاصة منذ بداية الحرب .
صحيح أن الفترة التي أعقبت إنقلاب اللجنة الأمنية في 2019 شهدت إنخفاضاً كبيراً و متوالياً في سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية و ذلك لعدة أسباب لعل أبرزها يتمثل في إقبال كثير من المستثمرين الأجانب و الوطنيين على تصفية إستثماراتهم و تحويل عائداتها إلى الدولار تمهيداً لنقلها إلى الخارج ، و كذلك بيع كثير من المواطنين لمنازلهم و ممتلكاتهم و تحويل عائداتها إلى الدولار بغرض الهجرة أو باعتباره ملاذاً آمناً للحفاظ على قيمة أموالهم خاصة في ظل الإضطراب السياسي و الأمني المستمر في البلاد ، و هذه كانت مبررات كافية لإنخفاض قيمة الجنيه و سعر صرفه ، و لكن ما زاد الأمر سوءاً هو التخريب الاقتصادي الممنهج الذي كانت تمارسه المليشيا المتمردة المجرمة الإرهابية و هي تشتري الدولار بأي سعر بالإضافة إلى تهريب الذهب و عدم الإلتزام بتوريد حصائل الصادر و هو نفس السلوك الذي مارسه و ما يزال يمارسه مئات المصدرين في ظل ضعف رقابة البنك المركزي و السلطات المعنية !!
(مع ملاحظة أن زعيم المليشيا كان هو رئيس اللجنة الإقتصادية في العهد القحتاوي الحمدوكي المظلم) !!
و بالطبع فإن كل الجهات أعلاه كانت تلبي طلباتها من السوق الموازي !!
التدهور الحالي السريع و المتوالي يأتي في ظل تراجع الطلب الظاهر على الدولار و العملات الأجنبية للأسباب الإقتصادية الآتية :
– توقف معظم المصانع و التي كانت غالبيتها توجد في العاصمة و بالتالي لا يوجد طلب عالي على الدولار و غيره من العملات لتوفير مدخلات الإنتاج !!
– قيام معظم المستثمرين بتحويل أموالهم إلى الخارج أو تحويلها إلى دولار و كذلك المواطنين الأمر الذي يقلل الطلب على الدولار !!
– إنخفاض أعداد المسافرين إلى الخارج بنسبة كبيرة و هذا أيضاً يقلل الطلب على الدولار !!
– زيادة عائدات صادر الذهب الأمر الذي يوفر جزء من الإحتياجات الحكومية و بالتالي يقلل طلبها على الدولار !!
إذن ما تشهده البلاد الآن من مضاربات في سوق العملة ما هو إلا أحد مظاهر و مراحل الحرب التدميرية على بلادنا تقوم بها قوى الشر من خلال ضخها لمبالغ كبيرة من الأموال المزورة بواسطة بعض ضعاف النفوس للمضاربة بها في السوق ، و كدلك بسبب نشاط المليشيا مستخدمة الأموال التي سرقتها و نهبتها من المصارف و البنوك و الشركات و المؤسسات و منازل المواطنين !!
إنها الحرب الإقتصادية التي تمثل الخطر الأكبر على البلاد الأمر الذي يتطلب التعامل بحزم و حسم و يقظة و يستدعي أهمية تشكيل خلية طوارئ تعمل على مدار الساعة و تكون لديها القدرة و المرونة الكافية التي تمكنها من التعامل مع الواقع و اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب و قبل ذلك لا بد من مراجعة سريعة للبنك المركزي قيادة و سياسات !!
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
……
#منصة_اشواق_السودان