منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عز الدين ابو جمال يكتب: *هل قدمت الجزيرة قربانا لزوال دولة السودان… !!!*

0

الجيوش كقطاعات وظيفية يتم بناؤها علي اساس تراتيبي منعزل عن المجتمع يقوم علي الأوامر والسمع والطاعة. بل ذهبت كثير من الدول المستعمرة ان تقوم بالعزل الكامل لهذه القطاعات وبناء مساكن خاصة بها ومدارس لتعليم أبنائها ومستشفيات للعلاج وتوفير كافة احتاياجاتها بعيداً عن المجتمع للقيام بوظفة ربما تكون ضد المجتمع نفسه فهي الحارس الامين لمن أنشأها وقام علي توظيفها ومن بعد ربما تكون الوريث الشرعي لها…!!؟
هذه العقلية التي نشات في هذه الظروف تم بناء ( العقيدة القتالية) لهذه الجماعات وعلي أساسها نشأت الجيوش في غالب البلاد المستعمرة قليل جداً من استطاع وفي حيز ضيق ان يفلت من هذه البنية التي تأسست عليها هذه الجيوش.
الجيش السوداني ليس استثناء من هذه التركيبة بل كان ينظر اليه بأنه واحد من اهم جيوش الإمبراطورية البرطانية حيث دفع به في العديد من الحروب (المكسيك وليبيا) .
الحرب الدائرة الآن حرب اعدت بعناية وتم الترتيب ليها بخيارات تجعل الكل كسبان منها عدا الشعب السوداني!!!؟
فإذا ذهبنا لثلاثة خيرات حتمية تنتهي عليها الحرب نجدها ترتيبا:-
اولا: انتصار الدعم السريع وهو خيار بدأت به القوي الأصلية في نشوب الحرب حيث القضاء علي جيش ( الكيزان) وبناء دولة علمانية (الاتفاق الاطاري) والولاء للاسياد (الداعمين إقليميا ودولياً)
ثانياً: إنتصار الجيش بعد كلفة نري ملامحها راي العين تدمير البنية التحتة بالكامل وتخريب منظومة المجتمع عبر النعرات العنصرية والقتل والاغتصاب والنهب وتشكيك في الولاءات الوطنية……ليقبع الجيش علي السلطة ويعاد توظيفة لمن يحكم اومن يدفع.
ثالثاً: اطالة امد الحرب تدمير المتبقي من البنيات في تلك المناطق التي لم تصلها الحرب بعد ومزيد من التفكك للدولة ونظمها الإدارية والمجتمعية لتصبح من الضعف ان يتكالب عليها الجميع وتصبح نهما للكل وربما تفضي لمزيد من التقسيم علي دويلات لاحول لها ولاقوة.
ربما يذهب من هو قائل بان الجيش الوطني احرص علي بقاء الدولة والحفاظ عليها وهذا افتراض منطقي سليم لكن لو نظرنا اليه من خلال البناء التكويني مثلة مثل بقية الجيوش لوجدنا الولاء الوظيفي الذي بني علية عقيدة الجيش يصب في اتجاة المحافظة البنيوية للجيش نفسه وهذه محمده وفي النفس الوقت مزمة تجعل منه تكتيكيا القيام بواجب المحافظة علي البناء الهرمي مطلباً استراتيجيا مقابل التخلص من بقعة ارض سواء كانت مأهولة اوفضاء غير مأهول وهذا يقودنا لسؤال مهم هل كانت الجزيرة قربانا لتخفيف الضغط علي القيادة العامة والمدرعات ووادي سيدنا!!؟؟؟؟
الناظر لطبيعة التكتيك العسكري الذي يقوم به الجيش الان وبعد مرور اكثر من عام منذ دخول نظرية (الإبرة) قاموس المصطلحات العسكرية….مرت علي مراحل بدأت بامتصاص الصدمة وترتيب القوي ثم الحفاظ علي القيادة…بعدها ضرب القوي الصلبة للعدو وتحييد قيادة….ثم بعد ذلك فك الخناق علي المناطق العسكرية وضمان الإمداد والتعويض المستمر للقوات… مع تضيق الخناق علي العدو وقطع الامداد والاستعواض لقواتة…وتشتيت جهده عبر فتح جبهات قتالية متعددة.
وهنا يظهر بوضوح ماقامت به القيادة في تيسير وتسهيل الدخول لولاية الجزيرة عبر بوابة كبري حنتوب ثم انتشارها في كافة الولاية ومواجهتها الان عبر أكثر من سبعة مواجهات عسكرية.
الاسئلة الصعبة ؟؟؟!
هل تم فك حصار علي القيادة العامة ووادي سيدنا والمدرعات ؟؟
هل تم التقدم لتحرير العاصمة مثلا ؟؟؟
هل هناك تقدم علي الارض بموجبة قدمنا ولاية الجزيرة قربانا له ؟؟؟؟
هل الوقت الان عامل يسير في مصلة البلد ؟؟؟
وهل.. وهل… ؟؟؟؟
كلها أسئلة تحتاج لاجابات مقنعة في حدها الادني ان يظل الشعب السوداني يحافظ علي ثقتة في قيادة الجيش ومؤسسة العسكرية ويحافظ علي هذا الإجماع الشعبي الذي فقد في فترة من الاوقات التي اعقبة زوال حكم الانغاذ.
اما المراهنة علي الوقت كما قلنا من قبل
.. اصبح سلاح ضد إعادة التوازن وبناء ماخربه قحت وزراعها العسكري ( مرتزقة الشتات)…….
أولا: الكل يعلم كيف صنعت هذه الثورة وتم تجيرها لصالح المشروع الشرق اوسطي الكبير عبر دويلة الشر….
فشل سويعات الانتصار وقتل او اسر قيادة الجيش السوداني تحطمت عبر ضرب القوة الصلبة للدعم السريع في الساعات الاولي من يوم الغدر المشؤم.
فاصبح كرتآ محروقا ( لم يسيطر…مرفوض دوليا وإقليميا رغم المال المدفوع…اعادة لحمة الشعب السوداني وقوفا ضده)
الآن صناع هذا المسخ تبحث عن البدائل (شراء الوقت مطلوب عندهم)
ثانياً: الغرب الاوربي وامريكا هدفها واحد وتختلف في ( الأدوات والتكتيكات)الصراع بينهم في توحيد الرؤية التكتيكية للالتقاء في مشروع واحد الكل يحاول أن يقنع الآخر بالبدائل المقترحة ( الوقت عندهم مطلوب لتوحيد الرؤي)
ثالثاً: الالتفاف حول الجيش والسند الحقيقي والتعويض علي الارض وزيادة الانتشار وتغطية المناطق المحررة والانفتاح علي مناطق جديدة لايوجد الا عبر المقاومة الشعبية المسلحة…التي تتأثر سلبا بتأخر الانتصار والتقدم والارتكاز….كما تتأثر بالمناوارت السياسية للقيادة الغير المفهومة وغامضة بدون رؤية وإرادة شعبية.(الوقت يذيد من الاحباط)
رابعاً: الإمداد العسكري والاستعواض اللوجستي للقوات مرهون بالعلاقات الخارجية للدولة…وهي حتي الآن رمادية الملامح (كما الانغاذ في أواخر أيامها) لاتسمن ولاتغني من جوع (الوقت يجعلها نهم للمطامع الدولية تلعب بها كيفما تشاء)
خامساً: الخريف علي الأبواب والكل يعلم صعوبة التحرك خاصة وأن القوات ماتزال في جنوب الجزيرة كلها وهي مناطق اقل مايقال عنها اذا تحركت يجب ان تكون علي طريق مسفلت او عبر (تركترات) وكل قواتك في العراء لايحميها ولايحفظ معداتها ومؤنها ابسط احتياجات الجيوش في مثل هذه الظروف الخريفية علي ارض طينية لزجة.
اخيرا من نافلة القول هذه الافتراضية التي سقناها جزء من تساؤلات التأخير لان الزمن اصبح ليس في مصلحة الشعب السوادني المكلوم فالكل مجرم حتي يثبت العكس……..
…..

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.