منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

اماني البخيت تكتب : *القناعه*

0

العقل الباطن
هي مفتاح للسعادة المطلقه في الدارين بإذن الله ، لأن الإحساس بالقناعه يحقق عبودية الرضاء بما منحك الله عز و جل من نعم و نعم الله لا تحصى ، الشعور بالقناعه يحارب المقارنه بينك و بين الآخرين و يدفعك لأن تستثمر وقتك بما يفيدك في تحقيق رغباتك بما يعود بالنفع لك و لمن حولك من المجتمع ، و من ثمرات القناعه تكون دائماً طيب النفس مرتاح البال لأنك لا تملك شعور بالنقص و لا تكلف نفسك فوق طاقتها بأنها لو فعلت كذا لكانت هكذا الآن … النفس القنوعه تسعي لتحقيق أهدافها و لا تندم على الفشل بل تستعيد المحاوله لاحقاً و لا تنهزم حتى و إن لم تنال ما تريد لأنها إجتهدت و ثابرت ثم سلمت أمرها لله .
إن من القناعه أن تعلم أنه ليس من الضروري أن تملك وظيفه مرموقه أو سيارةً فارهة أو قصراً جميلاً ، ليس مستحيلاً أن تحقق ذلك و ليكن لديك أهدافاً نبيله دون أن تُصَعِّر خدك للناس و تتباهي بما تملك ، فأعلم أن الله يراقبك و قادر على أن ينزع ما تملك في لحظه ، و التاريخ ملئ بالقصص للعبره لمن يتعظ ، و خير مثال لذلك قصة فرعون مع موسى عليه السلام الذي ملك مصر في زمانه و طغيانه الذى أرداه إلى أسفل سافلين ، و لو كانت الدنيا دار عزةٍ و كرامه ما أعطاها الله لرجلٍ قال أنا ربكم الأعلى !
و مثلنا الأعلى سيد الخلق أجمعين صل الله عليه وسلم لم يمتلك القصور و هو الذي خلق الله السماوات و الأرض لأجله و كان يبيت على الحصير و حينما تلومه السيده عائشه يقول لها : (( يا عائشه إن مثلي و مثل الدنيا معابر سبيل )) ، فلماذا نرهق أنفسنا في التباهي و التنافس على أشياء لا تسمن و لا تغني من جوع و نحن نعلم تماماً أننا لن نأخذ شيئاً مما نملكه معنا لقبورنا التي هي إما روضةً من رياض الجنه أو حفره من حفر جهنم أعاذني الله و إياكم منها .
و من القناعة أيضاً الرضا بخلق الله أي شكلك و هيئتك التى ولدت بها و أقصد بذلك لون البشره الشعر و الجمال ، و الله يخلق ما يشاء ليس من حقنا أن نسخر من خلق الله على إختلاف ألواننا و صفاتنا ، دائما نردد أن الجمال جمال النفس !
و لكن هل ننطقها من أعماقنا أم نجمل بها حديثنا ؟
كن كما أنت أيها الإنسان لا تغير في خلق الله و لا تجهد نفسك في إستخدام مستحضرات التجميل التى تحوي مواد كيميائية تجلب الأمراض المستعصية العلاج و تموت حسرةً مأسوفاً عليك ! تلاقي ربك و انت قد عصيته لأنه صورك في أجمل صوره و لكنك قارنت نفسك بآخرين ليس بأفضل منك فأردت أن تكون مثلهم لذلك دائماً كن على طبيعتك من أرادك لشخصك و روحك سوف يكون معك إلى آخر العمر ، أما الذي يقيمك بشكلك و هيئتك فهو عمل غير صالح فأنفر منه و لا تلقى له بالاً لأنه لا يستحقك .
دائما أرى في الأسافير مقارنات ليس لها معنى مثلاً أحدهم يأتي بصوره لمنزل بسيط و يقسم أن أهله سعداء !
من الذى قال أن الفقراء و البسطاء لا يعانون من الخلافات ؟ هذه ليس لها علاقه بالوضع المادي قد يكونوا أغنياء و سعداء في كثير من الأحيان ، يجب أن نبحث عن أسباب السعاده الحقيقه و لا نربطها بالوضع المادي ، السعاده تأتي بالقناعه أولاً أنك أحببت شخصاً و رضيت بأفكاره و آرائه و إن كنت مختلفاً معه لا تري له نظير من باب الوفاء ، هذا القبول يجعلك تناقشه بهدوء و تتسامح معه ولا تسمح لأي مخلوق في التدخل في شؤون حياتكما ، تحضرني قصه لكابتن طيار سوداني دون ذكر إسمه عاش سعيداً مع زوجته و أبنائه ، ذات يوم أتي إبنه يشكو له خلافاته مع زوجته فأراد الأب أن ينصحه و أخبره بأن الحياة الزوجيه مليئة بالخلافات فلابد من تجاوزها ، فاندهش الإبن من حديث والده و قال له لم يحدث قط أن شعر أنه و والدته مختلفين !
فأجابه : ” ياما هذه الغرفه شهدت معارك (يقصد غرفة النوم ) بالوسادات وغيرها” و لكننا نتحاور و نتناقش و نتفق دون أن يؤثر ذلك في معاملتنا ولا نعكس خلافتنا للآخرين .
هكذا هي الحياة مهما احتدم الخلاف بينك و بين زوجتك لا تعكسه كسلوك في التعامل الشخصى سواء في العمل أو أمام الأطفال و سيكون الأمر كسحابه عابره و تذهب ، هذه الأشياء أيضاً تأتي بالقناعه بأنك مقتنع بالعيش مع ذلك الشخص ولا تريد أن تبدله بآخر .
للقناعه معاني كبيره جداً لا يمكن حصرها في كلمات فهي أساس كل شئ ، فالإنسان القنوع محصن من الحقد و الحسد و يملك سلامة النيه ، لذلك هو دائما محبوب لأن الله يرضى عن الشخص القنوع و يحبه و يجعل خلقه يحبونه فيجد القبول في كل مكان ، جعلني الله و إياكم من أهل القناعه ، و القناعة كنز لا يفنى . و إزهد ما فى يد الناس يحبك الناس .
……

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.