*إستراتيجية النفير..أفكار لإعادة إعمار السودان*
تقرير: د. محمد بشير عبادي
سعاد ريمة إدريس
تواصل المنصة الاستشارية المجانية لبروف أحمد التجاني المنصوري سلسلة إجتماعاتها الأسبوعية وذلك بغرض التفاكر والتشاور في كيفية تنفيذ برامج إستراتيجية النفير لإعادة بناء السودان،حيث تم في هذا الأسبوع لقاء تشاوري مع المهندسين المعماريين أحد مجموعات المنصة الاستشارية ويأتي هذا اللقاء تلبية للمبادرة التي طرحها المنصوري والخاصة بإستراتيجية النفير لإعادة بناء وترميم المرافق والمنازل التي تأثرت بالحرب
في البدء رحب بروف أحمد التجاني المنصوري بمجموعة المهندسين واشاد بجهودهم َواستجابتهم السريعة لهذا العمل الوطني الكبير.
من جانبها أكدت المهندسة “نجود فاروق خليل” ممثلة المهندسين،إيمانهم بالعمل الجماعي والحرص على المشاركة الفاعلة في برامج النفير وذلك بتقديم برامج تشجع عليه وتتماشى ضمن الإستراتيجية الموضوعة والآراء والمقترحات والتي تصب جميعها في مصلحة الوطن وماتعرض له من ابتلاءات وأشارت في حديثها أن المجموعة تقدمت بتقرير مبسط لنماذج من سبعة مباني مختلفة تتميز في تركيبها بالبساطة وقلة التكلفة والسرعة في التنفيذ،خاصة وأن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد من حرب وتشريد للمواطنين وتدمير للبنية التحتية، تحتاج إلى خطط إسعافية عاجلة، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً كمحلية أمدرمان.
هذا وقد عاد كبير من الأسر إلى منازلهم في بعض أحياء أمدرمان الأمر الذي يدفع لتقديم مقترح لإعادة ترميم وبناء عدد من المنازل المدمرة فيها.
وذكرت المهندسة نجود أن المجموعة على أتم الاستعداد لتنفيذ هذه الخطة ولكن بعد عمل المسح الأولي للمنطقة وتدخل الجهات الأمنية لحفظ وسلامة فريق العمل وتوفر إجراءات السلامة وتهيئة المناطق المقترحة إيذاناً ببدء العمل.
وفي مداخلة للبروف المنصوري، تعليقاً على حديث المهندسة نجود فاروق، أضاف أن الوضع في أمدرمان لا زال حرجاً والأوضاع مأساوية ولكن رغم ذلك سنمضي في تنفيذ خطط وبرامج إستراتيجية النفير وتقديم المساعدة للأسر الموجودة في أحياء أمدرمان
وقدمت المهندسة نجود سرداً مفصلاً لعمل فريق المهندسين المعماريين حيث قالت إنه تم من خلال هذه المجموعة استنفار لكل المهندسين بمختلف تخصصاتهم الهندسية
للمشاركة بآراءهم المتنوعة وذلك لمد المجموعة بوافر من المعلومات والتفاصيل للمنازل قليلة الكلفة بالسودان والتي لا تستغرق زمناً طويلاً في التنفيذ.
هذا وتم تقديم عدد من التصاميم لمساكن بذات المواصفات التي تم الإشارة إليها في التقرير.
وكان أول المقترحات هو بناء “القطاطي” باعتبار أنها واحدة من ثقافات وموروثات عدد كبير من سكان الولايات في السودان، لذا وقع إختيار القطية كأول نموذج في خطة المجموعة.
وأشارت المهندسة نجود، في حديثها إلى أن شريحة المغتربين خاصة يمكنها التفاعل مع هذا النموذج البسيط خاصة وأن عدد كبير من النازحين تم استضافتهم في الولايات الآمنة وهذا الأمر ساهم مساهمة كبيرة في زيادة نفقات المغتربين على أسرهم في تلك المناطق وقالت إن مثل هذه المشاريع العاجلة والبسيطة تشجع المغترب على الدعم والمساهمة في هذه المشاريع الإسعافية العاجلة.
من جانبه أشاد بروفيسور أحمد التجاني المنصوري بمجموعة المهندسين على التقرير الوافي والعرض المميز وشكر لهم تفانيهم في العمل وحبهم الكبير للوطن ووعد بتذليل كافة العقبات لتطبيق هذه النماذج المقترحة و توفير الدعم اللازم لها.
ومضى البروف أحمد، إلى القول ان هذه الإستراتيجية تحتاج إلى إمكانيات وميزانية كبيرة
وقدم مقترح للمجموعة بفتح حساب خاص بالمنصة في أحد البنوك خاصة بنك الخرطوم
وهذا الحساب يمكن تغذيته من عدة جهات:
الأولى وهي تبرعات المغتربين في جميع أنحاء العالم
والجهة الثانية من الأموال التي تم كسبها بطرق غير مشروعه ويريد أصحابها تطهيرها بأن يتم إدخال هذه الأموال في حساب المنصة وتخصص لبناء وترميم المباني في السودان وهو مايسمى بعملية “تطهير الأموال” بدون ذكر أصحاب الأموال
والثالثة، المنظمات العالمية وتم توكيل بروفيسور “الشفاء عبد القادر” للتواصل مع هذه المنظمات بحكم علاقاتها الواسعة في هذا المجال لتغذية حساب المنصة عبر الدعم والهبات والمنح التي تقدم من تلك المنظمات
وطلب المنصوري من الجميع التفاكر حول موضوع التمويل ومناقشته حتى تصل المجموعة الى رؤية واضحة تساعد في إدخال المال الى حساب المنصة تمهيداً للإنطلاقة.
وختاماً وجه البروفيسور أحمد التجاني المنصوري بتكوين لجان َمهمتها التواصل مع الجهات المانحة التي يمكنها الوقوف مع السودان في هذه المحنة.
وفي هذا الإطار قال الدكتور “خليفة جعفر” ان هنالك مجموعة خاصة تم انشاءها لهذا الغرض لجمع التبرعات من رجال الأعمال وعلى رأس هذه المجموعة رجل الأعمال المعروف “مصطفي موسى المدد” وهو من اوائل المرحبين بفكرة إنشاء المنصة والمؤيدين لمجموعة رجال الأعمال
وتحدث رجال الأعمال مصطفى في هذا الجانب وأكد استعداده التام لتبني هذا الأمر وطرحه لمجموعة رجال أعمال معروفين للمساهمة فى دعم هذه المشاريع.
الأستاذ “معاوية” استفسر حول كيفية استغلال أموال من مصادر غير مشروعة في عملية البناء
حيث أوضح البروف أحمد في هذا الصدد، ان البرنامج تم فتحه في فترة سابقة في دولة عربية وتم فتح حساب تحت مسمى “التطهير” وهذا الحساب يقصد به الأشخاص الذين اكتسبوا أموال بطرق غير مشروعة ولكنهم اعلنو توبتهم
ومثل هذه الأموال توجه لمشاريع خيرية
و نفير إعادة بناء المنشآت العامة والمنازل التي تهدمت بسبب الحرب في السودان
تحتاج إلى مثل هذه الأموال
وأضاف البروف أحمد أن هنالك فتوى تجيز مثل هذه الأموال الموجهة الى مشاريع خيرية بهدف تطهيرها
و أبان في حديثه أن الحكومة السودانية عاجزه في هذه المرحلة لتوفير مبالغ من أجل البناء والإعمار بسبب الحرب الدائرة الآن وان الدعم موجه للمجهود الحربي.
“إيثار عبد الحميد” بعد اشادتها بفريق المهندسين اوضحت ان المرحلة الآنية تحتاج الى العلاج والغذاء وأيضاً الحاجة ماسة للتدريب خاصة في مجال الإنتاج حتى يصل الجميع إلى الاكتفاء الذاتي وقالت ان الأمر يحتاج إلى ترتيب الأولويات والبدء ببرامج عاجلة لمراكز الإيواء كحل إسعافي
وذكرت أن هنالك برنامج تم اعداده وهي على أتم إستعداد لتقديه كخطة عاجلة في مناطق الإيواء بالتعاون مع
دكتورة لبنى على
ومن جانبها أوضحت دكتورة لبنى أن معظم المنظمات العالمية في هذه الفترة برامجها مخصصة فقط لدعم برامج الطوارئ وقالت إن منظمة “بت مكلي” طرقت أبواب العديد من المنظمات الأممية بغرض تمويل مشاريع التدريب التحويلي للنازحين وتوفير مشروعات فردية أو جماعية ولكن تم رفضها جميعاً واقترحت على لجان التمويل بالمنصة السعي لاستجلاب قروض حسنه
أيضا اقترحت المهندسة نجود فاروق أن يتم التواصل مع وزارة المالية بطلب رسمي ليتم تطبيق نموذج من النماذج السبعة لمدينة بورتسودان
العضو “ظافر” اقترح فتح باب المساهمة عبر “بنكك” ويسمى بجنيه النفير يرافقه حملة إعلامية جاذبة
“حواء آدم” من كمبالا استفسرت عن كيفية التواصل مع أصحاب العقارات في أمدرمان علماً بأن أغلب السكان نزحوا الي مناطق آمنة فكيف يتم التواصل
وقدمت مقترح أيضا للاستعانة بشباب أمدرمان،خاصة مناطق أمبدات وقالت إن اغلب الشباب هم عمال مهرة في البناء والنقاشة
واقترحت بإستنفارهم وتقديم الدعوة لهم للمشاركة في هذا العمل الوطني
المهندس “عماد الدين”
وهو من فريق المهندسين قدم مقترح باستغلال أموال النفير في استثمار سريع العائد من أبناء الوطن في الداخل والخارج ورجال الأعمال ومن ثم الدخول في عملية البناء حتى لايتوقف هذا المشروع بمجرد نفاد المال
الأستاذة “سامية عبد الباقي” أشارت في حديثها إلى المساحات الواسعة في منطقة ريفي شمال أمدرمان لإقامة هذه النماذج الجميلة للمباني وذلك بتخصيص ٢٠٠متر في كل مبنى لكل أسرة للزراعة وتربية المواشي والدواجن وأن تكون هنالك وحدة إنتاجية مصغرة تستفيد منها كل أسرة
وقالت من جانبنا كمنظمة بذور الإبداع نقدم مبادرة للتعاون مع مجموعة المنظمات لنتولي الجانب الزراعي وأضافت ان المنطقة مشهورة بكثرة المشاتل يمكنها دعم المبادرة بالبذور والشتول
الأستاذ “علي مكاوي” قدم مقترحاً لإنشاء منازل بجريد النخل لفك الخناق وتكدس الأسر في المناطق الآمنة بالولاية الشمالية
ليكون حلاً مؤقتاً يساعد الأسر على التوسع
“عادل محمد سند” اشاد بالنماذج المقدمة خاصة القطية ونموذج طوب اللقو ووصفها بالممتازة وانها سريعة وقابلة للتنفيذ
وتناول في حديثه أن أولوية إعادة البناء والتعمير ينبغي أن تكون في مناطق الإنتاج وان هذه النماذج السهلت التركيب تلائم المناطق الانتاجية والمنتجين وتساعد في عملية التوطين وزيادة الإنتاج
المهندس “مصطفي الزبير” من فريق المهندسين المعماريين قال إن النماذج التي قدمت تمت بعد نقاش مستفيض ومناقشات
او
واتفق الجميع بتنفيذ المباني السريعة التركيب والجاهزة لاهميتها بالنسبة للأسر السودانية النازحة للولايات الأخرى لحوجة الناس لمأوي سريع
وقال هي فرصة ليتم الترويج لمثل هذه المباني وادخالها في السودان كتجربة نموذجية
كذلك تحدث المهندس “مصطفي الزبير”عن مشكلة الطاقة إن كان للاستخدام المنزلي اوالخدمات او الإنتاج وقال من الصعوبة بمكان عمل محطة حرارية او إنشاء سد في هذا الوقت العصيب
لذا فكرت المجموعة وركزت على الطاقات المتجددة طاقة الرياح والطاقة الشمسية وهي عملية بسيطة وسريعة عباره عن لوحات يتم تركيبها بكل بساطة في ٢٤ ساعة ويتم الإستفادة منها مباشرة وهي معالجات سريعة
وقال نحن كمجموعة فنيين أمامنا ثلاثة عقبات
الأولى التمويل
وتم وضع مقترحات للتمويل
والثانية
السياسات وهنا ركزنا على ضرورة توفر إصلاحات سريعة عبر رئاسة المنصة للاتصال بالجهات الحكومية لتذليل العقبات في التعمير من اعفاءات جمركية وضريبية واصلاحات في القوانين باعتبار ان هذا العمل عمل اسعافي لايتحمل الإجراءات الروتينية للدولة
والثالثة التدريب للمهندسين والمقاولين والفنيين على مهارات التركيب السريعة للمنازل الجاهزة
بدل استجلاب عمالة خارجية
وأمن المهندس عماد على توطين المباني قليلة التكلفة لأنها في المستقبل ستكون منتشرة ويمكن أن تكون بديل للمباني الاسمنتية في صورتها الحالية وأشار إلى توفر مثل هذه المباني في كثير من دول العالم بطرق حديثة
دكتور “الخير خلف الله”
اقترح
ان تصمم مشاريع لمناطق محددة مع تحديد المستفيدين وطريقة اختيارهم
ثم تقدم على أساس احتياجات إنسانية عاجلة والسعي لإيجاد نوع من الشراكة مع Habitat
بداية المشروع
و التركيز على التمويل المحلي
حتي تكتمل الاستعدادات لخطة البناء والتعمير
مهندس “الهادي” قدم مقترحاً بتحديث مباني العاصمة بواسطة هيئة تجميل العاصمة
بمباني اقتصادية تملك باقساط ميسرة للمواطنين
وذلك من خلال لجنة تطوير المدن خاصة أحياء الخرطوم القديمة
دكتور “محمد سليمان”، قال لابد من دعم خطط وبرامج المنظمة الأسرية الانتاجية لبناء القدرات وضرورة توفير أدوات ترقية وتطوير للمبادرات والمشاريع الحقيقية
التي ترعاها في مجال الزراعة وتكوين الجمعيات التعاونية وتناول بالحديث الجمعيات التعاونية بولاية نهر النيل السبعة وكيفية دعم مثل هذه الجمعيات للنهوض بالمجتمع والمساعدة في زيادة الإنتاجية والنمو الراسي والافقي وهذه مشاريع فعلية ينبغي أن تفعل في هذه المرحلة
ويبدأ العمل بها وتطبيقها لتكون نموذج عملي تنفذ في المناطق الآمنة
وأضاف أن المرحلة تحتاج إلى خطة إسعافية فورية يتم تنفيذها في المناطق الإنتاجية
لتكون نموذج لبعد الحرب
ويمكن تنفيذها أيضا في المدن والقرى الآمنة وتكون الاسبقية لمناطق الإنتاج خاصة وأن العروة الصيفية قد بدأت وموسم الأمطار قد بدأ وهذا يحتم على المنصة إيجاد مأوى للناس الموجودين في الحقول حتى يتم تشجيعهم وتحفيزهم على الإنتاج بروح عالية والزراعة تعتبر قاطرة الإقتصاد السوداني
المهندسة “رانيا ابراهيم” اشادت بروح العمل كمجموعة خاصة جدية وتفاني المهندسة نجود التي وصفتها بالدينمو المحرك للمجموعة
واثنت على مقترح المدن الجديدة وقالت ان اراضي السودان واسعة لاينقصها شئ سوى التخطيط السليم والمستدام
الأستاذة “أميرة عوض الله مصطفى” ثنت مقترح فتح بنك بإسم النفير كبداية إنقاذ سريعة لإنشاء بيوت بأقل تكلفة في مناطق الإيواء لتقليل الازدحام
وأشارت الى المعاناة الحقيقية للنازحين ودعت المجموعة بتقديم الدعم للأسر المنكوبة وتوفير سكن ومأوى لهم لما يلاقوه من إذلال.
…….
#منصة_اشواق_السودان