منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

اماني البخيت تكتب: *((وذكرهم بأيام الله))*

0

العقل الباطن
========

هذه الآيه تزيد من قوة العزيمه و الإصرار و خاطب الله بها نبيه موسى عليه السلام حينما أحس قومه بالإحباط فأمره بأن يذكرهم بالإنتصارات على فرعون حينما عبروا البحر فنجا موسى و قومه و أغرق فرعون .
التأمل في هذه الآيه يشرح الصدر ، حينما تصاب بالإحباط و تلوم نفسك أحضر ورقه و قلم و تذكر نجاحاتك في مراحلك الدراسيه ، إنجازاتك و إنخراطك في العمل الجماعي و الطوعي لمساندة الآخرين ليس من باب الإعجاب بالنفس و لكن من باب الشكر لله أنه قدر لك أن تنجز الكثير دون أن تشعر بإنقضاء الوقت ، خاصةً الشباب الذين نشأوا في عبادة الله لم يستسلموا لليأس و تهزمهم قلة فرص العمل بل إنخرطوا في العمل الطوعي و صنعوا بدائل للعمل و إرتضوا بواقعهم الذي فرضته الظروف ، بالإضافه لحلقات التلاوه في المساجد و أحياناً الصيام و قيام الليل ، بمرور الأيام قد تسوء الأحوال و يعم الملل و تضيق النفس فيبدأ الشخص بالتذمر و يندب حظه و لكن في هذه اللحظه تذكر ما أنجزته في ماضيك سيذهب كل هذا الألم هباءً منثوراً و تستعيد حماسك للمضى في دربك فلا تجعل للشيطان عليك سبيلاً .
في بعض الأحيان يأتي أحدهم فيؤنبك من باب الحسد لا غير بأنك لم تنجز فلا تكترث و لا تلفت للحاسدين بالرغم من أنهم في كثير من الأحيان يكونوا أحسن منك حالاً و لكن ثمة شئ تتميز به لا يوجد في دواخلهم فيحاولون التقليل من شأنك لإرضاء نفوسهم المريضه فهم ضعاف الإيمان لذلك تتملكهم الغيره و الحسد ، هؤلاء ستجدهم أينما تذهب ، أحياناً تندهش حينما يشتد النقاش بينك و بينهم لأتفه الأسباب ، لا تتركهم يستفزّون مشاعرك و يقللوا من شأنك بارح المكان و اتركهم يحترقون بنار الغيره و أنت الفائز .
إن التدبر في معاني القرآن يجعلك صافي النفس و ذلك برفع الروح المعنوية و التحليل لكل ما حولك من ظواهر كونيه و صفات بشريه تجعلك تعرف من يحدثك و ماذا يريد لأن الله أعطاك أمثله للخير و الشر لذلك يقال من يريد أن يعرف نفسه فاليقرأ القرآن ، أما عن رفع الروح المعنوية أجمل مثال و أن تقرأ الآيات التي تبطل السحر و كذلك تعالج ما علق بالنفس من آثار سلبيه مثلاً : (( قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * و ألقى ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر و لا يفلح الساحر حيث أتى )) ، هذه الآيه ترفع من الروح المعنوية و الكبير مالك الملك يقول لك أنت الأعلى لأنك متعلق بحباله فلن يخذلك أبداً و إنما ما يحدث معك هو فقط إبتلاءً ليمتحن صبرك ، و كذلك حديث المصطفى صل الله عليه و سلم لإبن عباس و هو راوي الحديث قال : كنت خلف النبي صل الله عليه و سلم فقال لي :
{ يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف }
فقوله صل الله عليه و سلم فيه معاني كثيره تدعم المؤمن و تجعله يسير في طريقه لا يخشى شئ و لا يهاب أحداً أولها : إحفظ الله يحفظك ، أي أن تراقب الله فلا تميل للمعاصي و تكون في رعايته و حفظه و ينير دربك فلا يستطيع أحد أن يفرض سطوته عليك .
ثانياً : إذا سألت فأسأل الله ، أي هو من يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء نعم دعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب مستجابه و لكن لا يكون لديك إعتقاد بأن زيداً من الناس يجب أن تذهب إليه ليدعوا لك فلا تجعل بينك و بين الله وسيط .
ثالثاً : و إذا أستعنت فأستعن بالله ، بمعني أن تستعين بالله في قضاء حواجك و تدعوه أن ييسر أمورك فلا تطرق غير أبوابه فتذل .
و أخيراً أعلم أن ما يحدث هو قضاء و قدر ولا أحد يستطيع أن يفعل لك خيراً أو شراً إلا بإذن الله فلا ترهقوا أنفسكم بالتفكير غير السليم أو الظن السئ بالأشخاص و إن علمت أن أحدهم كاد لك مكراً فلا تسأله و أدعوا الله برفع الضرر ولا تتعجل بالإجابه و سيدهشك بعطائه و كشف الحقائق أمام الملأ كيف لا وهو الخالق المبدع و مدبر كل شئ .
……

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.