يوسف عبد المنان يكتب: *هاتف البرهان آخر النهار وجدل مابعد المكالمة!!*
التفاوض مع الوكيل ام مع الأصيل؟؟
هل تلج الإمارات عبر نافذت جدة لإنقاذ المليشيا
آثارت المكالمة الهاتفية التي جرت نهار الخميس الماضي بين الفريق البرهان َ ومحمد بن زايد جدلا واسعا في الرأي العام الداخلي والخارجي خاصة ماهو شاخص اذاء الأزمة الحالية التي يعيشها السودان ومابعد المكالمة وماقبلها من أحداث دفعت بلقاء الفرقاء الإماراتيين والسودانيين عبر هاتف البرهان.
الذي كان طرفا ثالثا وراء المكالمة التي اثارث غضب عددكبير من السودانيين يشعرون بالمقت لكل ماهو إماراتي خاصة ممن نهبت بيوتهم واستبيحت أعراضهم وسرقت أموالهم وقتلو ودفن بعضهم أحياء وترك أموات في العراء تنهش أجسادهم الكلاب في المدن التي استباحتها ملشيا الدعم السريع
فهل ستفتح مكالمة البرهان أبواب التسوية لهذا النزاع الذي تطاول؟ ام تنتهي بإغلاق الهاتف المحمول وانصراف كلا لسبيله وبدا منذ زيارة ابي أحمد المفاجئة لبورتسودان وقبلها زيارة نائب وزير الخارجية السعودي وبدء مفاوضات جنيف حول مسارات دخول الإغاثة للمتضررين من الحرب أن مياها جرت فوق وتحت جسر بامكار الانتخابي الذي يربط بين جده وبورتسودان.
وتلك من قصص وحكايات الزمن الديمقراطي وانتخابات عام 86ومرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي عن دائرة بورتسودان يمني الناس لا نشاء جسر يربط بين جده وبورتسودان وان بدأت مزحة انتخابية فلا عجبا أن أصبحت في يوما ما واقعا في ظل الثورة العمرانية العالمية ومياه السياسية تكاد تغمر خور أربعات والضغوط على البرهان تنال من فوقه ومن تحته.
فالاقتصاد يشهد تراجعا مخيفا في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي والأسواق بعضها أغلق مثل سوق صابرين بأم درمان يوم أمس الجمعه انتظارا لسعر الدولار يوم السبت والخزانة خاوية تماما من المال والحرب تتمدد في الجزيرة والجوع يهدد حياة نحو مليون سوداني وجهات أغرقت السوق بالعملات المزيفة وحركة شراء غير عادية وجهاز الأمن الاقتصادي شغلته حرب الوجود الحالية من متابعة مايجري على الجبهة الاقتصادية التي صارت اليوم أخطر على الحكومة من الجبهة العسكرية.
وخنق الأزمات وصناعتها جعلت ثلاثة عشر من الشباب المتمردين يثيرون قلق الدولة وتفشل الشرطة والجيش والأمن في القبض على شخصا آثار حربا ضد الدولة في منطقة الباوقة في قلب الشمال فهل كل تلك الأزمات هي من دفعت البرهان قهرا لقطع المسافة بين الضفة والضفة ويتحدث هاتفيا إلى خصمه الوحيد المعلن من جملة الملوك والمشايخ العرب وبين الإمارات والسودان كثير من الأوجاع والآلام.
فالحرب المليشيا هي في أصلها حرب دولة الإمارات العربية المتحدة التي أعطت نفسها حق الوصاية على السودان منذ سقوط نظام الإنقاذ اتخذت الإمارات سياسية الاحتواء وشراء ذمم السياسيين والصحافيين وضباط الجيش ومناديب الأنشطة التجارية الحكومية والسفراء فماهي مصالح الإمارات الحقيقة في السودان من الناحية التجارية لايمثل الذهب الذي يتم تهريبه بواسطة كبار المسوولين في الدولة عامل إغراء كبير ولكن الإمارات بقدرما لها وكلاء في الداخل هم الدعم السريع وقوي الحرية والتغير التي تخلقت في الاسم الجديد تقدم.
هي أيضا وكيلا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وجعلت الدولة الصغيرة والغنىية بالنفط والفقيرة للقيم والأخلاق من نفسها ترياقا لمحاربة الإسلام الحركي والإسلام السني وحتى الإسلام الصوفي وهي من أشعل حرب الخامس عشر من أبريل الماضي من خلال انقلاب الدعم السريع ولعبت الإمارات دورا في حصارا لئيما فرض على السودان لإسقاط الجيش السوداني َوكسر شوكته واستبداله بقوات الدعم السريع.
التي في تقدير الإمارات والولايات المتحدة وإنجلترا انها مجرد بندقية للايجار تقاتل بالثمن وإذا مانجح انقلاب حميدتي فإن الدولة الخليجية التي يعوزها جود الرجال المقاتلين لا الرجال المتكاثرين تضمن قوة جاهزة يمكن أن تقاتل بها في سوريا واليمن والعراق وليبيا لذلك لاتزال تضع رهانها عليها وهي تتابع الان ماحل بهذه القوات من هزائم وفقدان للرجال فهل مبادرة ابي أحمد الذي لايملك حق الحركة في المنطقة من غير توجيهات كفلائه في المنطقة
2
السودان دولة من العالم العربي الثالث التي لايكبح المسؤلين فيها برلمان منتخب ولا معين ولاتهتم الدولة بالرأي العام ولايتورع رأس الدولة في الاعلان عن شي والمضي باتجاه آخر فالفريق البرهان عندما كان يتحدث لمواطنين في نهر النيل الولاية التي يزورها البرهان أربعة مرات في الشهر ولايزور شمال كردفان في أربعة سنوات مرة واحدة نفى البرهان أن تكون هناك مفاوضات في جده أو في سويسرا مع المليشيا.
ولكن قبل بث خبر البرهان في تلفزيون السودان كان وفد الحكومة داخل قصر الأمم بالمدينة السويسرية الجميلة وعاصمة العالم الجديد جاء للتفاوض الذي نفاه البرهان في نهر النيل وهو على يقين بأنه محصنا من الحساب في أجهزة الدولة لابرلمان يقول الرئيس كذب علينا ولا الكذب عند السودانيين منقصة أو عيبا بل يعتبر فهلوة وشطارة وكان الرئيس البشير يسأل الناس هل يوما كذبت عليكم؟ والشعب كان على روسه الطير وقد كذب الرئيس مرات ومرات حتى صار الكذب شطارة.
وبالطبع لم يذهب الوفد الكبير للحكومة برئاسة سلوى آدم بنيه للتسكع في شواطئ بحيرة البجع العجيبة ولكنه جاء تلبية لدعوة رمضان العمامرة المبعوث الأممي إلى السودان للتفاوض حول مسارات توصيل الإغاثة للمتضررين من الحرب وطرفي التفاوض الحكومة والدعم السريع وسواء أن اجتمع الوفدان تحت سقف واحد أو جرت المفاوضات من على البعد فإن ملف الشان الإنساني بطيبعة الحال هو مقدمة للتفاوض حول الشان السياسي ومن ثم التفاوض بشأن الترتيبات الأمنية والعسكرية فهل فتحت أجواء جنيف هواتف القيادات بين السودان والإمارات؟؟
ربما يسأل البعض لماذا التفاوض مع الإمارات؟ بالطبع الإمارات هي مالك الدعم السريع وهي اب وأم تحالف قوى الحرية والتغير سابقا تقدم حاليا وربما اختار البرهان أقصر الطرق وصولا إلى التسوية النهائية مع الملشيا وجناحها السياسي وبدلا من إضاعة الوقت في الحديث مع دقلو اخوان وحسبو محمد عبدالرحمن والباشا طبيق من الأجدى الوصول مباشرة إلى مالك هذه القوات وكسبا للوقت من التسكع مع حمدوك وخالد سلك وفضل الله البرمة.
من الأجدى التفاوض مع كفيل هؤلاء وممسكهم من جيوبهم فالامارات في حربها على السودان ألحقت ضررا بالغا بمصالح السودان ولو كانت الحكومة تستطيع مصارحة شعبها وكشف المسكوت عنه لحدثت الناس لماذا تحتجز المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة سفينة الأسلحة منذ مايو قبل الماضي وقد اشتري السودان الأسلحة بماله ولماذا أعادت سلطات ميناء العقبة في الأردن شحنة إمداد عسكري إلى بلغاريا رفضا لمرورها إلى بورتسودان.
والسعودية ليست وحدها من منع وصول السلاح إلى السودان تحت زريعة أن جامعة الدول العربية قد طلبت عدم تسهيل وصول السلاح إلى الطرفين المقاتلين في السودان في وقت تصل فيه شحنات الأسلحة الثقيلة من الإمارات يوميا إلى مطار ام جرس دعما لتخريب السودان ودفن شعبه أحياء.
كما فعلت المليشيا بأهل الجنينه ولذلك التفاوض في جنيف فتح أبواب التسويات في جده وأبوظبي ولكن هل يفاوض البرهان لإعادة الملشيات إلى المشهد السياسي وإعادة إنتاج الأزمة التي أدت إلى الحرب؟؟
وهل يعتقد البرهان أن الشعب السوداني بعد كل هذه التضحيات التي قدمها والنهب والسلب والقتل والسحل والتهجير القسري يمكنه القبول مرة أخرى بالمتمردين حكاما؟
السؤال ماهي إنشغالات الكفيل الإماراتي في السودان بعيدا عن ارتباطاته مع الدعم السريع وقحت؛؛
الإمارات منذ التغير الذي أطاح بالرئيس السابق عمر البشير جعلت من نفسها وصيا على السودان واستهدفت الجيش السوداني باعتباره القوة الصلبة التي تتكسر عندها مشروعات التغريب وعلمانية الدولة على أنقاض تجربة إسلامية فالامارات غير معنية بنظام حكم ديمقراطي في السودان ورعاة النوق في الشارقة وأم القوين لايميزون مااذا كانت الديمقراطية وجبة فراخ ام هي ربطة عنق وبدلة لسهرات الليل الطويل وليس من مصلحة الإمارات اصلا تبني نظاما ديمقراطيا لأن فاقد الشي لايعطيه من عدم
3
عندما أوردت صحيفة الكرامة الصادرة يوم الخميس الماضي خبرا عن زيارة الفريق البرهان إلى العاصمة الروسية موسكو في الأيام القادمة وقالت المصادر إن ترتيبات تجري في وزارة الخارجية ومجلس السيادة وبعض الوزارات الاقتصادية للإعداد لزيارة قريبة للفريق عبدالفتاح البرهان إلى العاصمة الروسية موسكو ودولة عربية مهمة فإن البرهان كان مترددا في قطع المسافة بين بورتسودان وموسكو وهو لايزال علي امل في المعسكر الغربي وقد أمسكت الصحيفة عن تفاصيل أخرى عن ماقبل الزيارة والاجتماع الثلاثي للبرهان وياسر العطا وشمس الدين كباشي الذي اتفق فيه على تفاصيل مهمة جدا في المسار الداخلي والخارجي .
وكان منتظرا من زيارة الفريق مالك عقار الذي يعتبر الرجل الثاني عمليا في السودان ومعه وزير المالية جبريل إبراهيم وهو أقوى وزراء الحكومة الحالية واوسعهم نفوذا الا ان الروس يعلمون جيدا أن السلطة الحقيقة في السودان بيد الجيش لذلك تم تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي مع الحكومة إلى حين وصول البرهان الذي لايزال مترددا في حسم خياراته الخارجية والداخلية فهل شكل خبر زيارة روسيا دافعا مباشرا للأمريكان لحث الإمارات للتقارب مع البرهان .
ولو مؤقتا لدفعه بعيدا عن أحضان روسيا التي بسطت نفوزها مجانا دون أن تدفع ثمنا في كل من بوركينا فاسو والنيجر ومالي والجابون فإذا مااصبح السودان حليفا استراتيجيا لموسكو فإنها تضمن السيطره على البحر الأحمر من خلال المواني السودانية والاريترية وروسيا ليس وحدها .
سيجد نفسه مع الصين وإيران والبرازيل والهند وقطر بدلا من حالته الراهنه يقف وحده بلا حليف يحدق في وجه الدول العربية وهي تنظر إليه باذدراء عجيب ولو قطع البرهان المسافة مع الروس لارغم كثيرين للتعامل معه باحترام والان مجرد الإعلان عن زيارة موسكو حركت الولايات المتحدة الأمريكية كل ازنابها وسعت لقطع الطريق الذي يسعى البرهان للسير فيه
. 4
اذا كانت الساحة السياسية تموج بالأحداث والتصريحات وهاتف البرهان يشعل الساحة فإن الواقع العسكري على الأرض في محور سنار ومنطقة جبل مويه فإن المليشيا تتعرض لما سبق أن تعرضت له في مدرعات الشجرة التي قضت فيها قوات الجيش على إعداد كبيرة جدا من الدعم السريع الذي كان يندفع بالآلاف بعد أن ضللتهم القيادة.
بان هناك كميات كبيرة من الذهب الخالص والدولارت في مقر القيادة بالشجرة فاندفع الهمباته والكسابه وماتوا بآلالاف في معارك المدرعات والان في محور سنار بدأ التمرد يعيد ذات المنهج ويوم الخميس هاجم سنار أربعة محاور للملشيا تم صدهم جميعا وقتل منهم أكثر من مائة ودك الطيران السيارات التي تستخدمها الملشيا وأغلبها سيارات مواطنين تم نهبها من قبل العصابة
لم تدخل قوات الجيش منطقة جبل موية بعد ولكنها حققت تقدما كبيرا وكسرت عظم التمرد جنوب الجزيرة وتم إيقاف تقدمها نحو الدمازين كهدف سعت اليه المليشيا ولكنه قبر في طين الجزيرة.
وفي محور الصحراء حيث تقود القوات المشتركة معركة عزل المليشيا عن تشاد وليبيا استطاع فرسان المشتركة بعيدا الإعلام هزيمة الجنجويد بعد أن حشد لهم حسبو محمد عبدالرحمن كبير الإسلاميين مستنفرين من الضعين وعد الفرسان لإسقاط الفاشر.
لكن ضرورة الدفاع عن منطقة الزرق التي يعتبرها ال دقلو مملكتهم جعل المتحرك يتجه شمالا ليجد القوات المشتركة في وادي امبار تنتظر قدومه وبعد معركة استمرت لساعات هزم الجنجويد وهم يستشعرون الان خطر فقدانهم الوشيك لمدينتي زالنجي والجنينه وربما نيالا في وقت قريب .
وإذا مافقدت المليشيا وجودها الحالي في دارفور فإن أي تسوية بلا أرض تصبح بلا جدوى خاصة دارفور لأن المليشيا مهما تمددت في الجزيرة فإنها ستخرج منها صاغرة مهما طال الزمن وإذا مانجحت جهود التسويات فإن المليشيا من غير وجود بدارفور تصبح كالورة بلا عطر.
وفي العاصمة الوطنية امدرمان لاتزال القوات المسلحة مسنودة بقوات الاحتياطي المركزي والقوات الخاصة التابعة لجهاز الأمن وأربعة كتائب من المستنفرين يخوضون معركة ضارية في ام بده وتخوم سوق ليبيا بعد السيطرة الأسبوع الماضي على ام بده الراشدين.
وقبلها حي الدوحة وبات القضاء على التمرد في ام درمان مسألة وقت ووقت قصير جدا فهل استشعر الكفيل الإماراتي بأن الوضع على الأرض لم يعد في مصالح المليشيا لذلك سارعت إلى السعي للتسوية التي جاءت مقدمتها من خلال تلفون آخر نهار الخميس؟؟
…..
#منصة_اشواق_السودان