اماني ابو فطين تكتب: *حوافز دولارية*
امر واقع
الظروف القاسية التى افرزتها الحرب أثرت على كل فئات الشعب السوداني خاصة الذين تواجدوا في ولايات الحرب التى اجبرتهم على النزوح والتشرد و اللجوء، وضاعفت معاناتهم بفقد كل ما يملكون وفقدان وظائفهم، و تركتهم يواجهون
واقع مجهول و مصير مظلم.
والصحفيين و الصحفيات جزء من هذا الشعب المكلوم و الباحث عن الأمن و الأمان نزحوا الى الولايات الآمنة التى كشرت عن انيابها في وجههم بالأرقام الفلكية في ايجار منازل تفتقد لأبسط المقومات، ومع ذلك تحملوها بكل جلد وصبر مع ان بعضهم لا يملكون شئ مما اضطرهم للبحث في مراكز الإيواء مع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وغلاء المعيشة، وبعضهم يعاني من أمراض مزمنة لا يجدون حتى حق الدواء .
*ومع كل ذلك لم يتسول أصحاب صاحبة الجلالة ، ولم يطرقوا أبواب الوزارات بل تحملوا وعملوا في كل مهنة ( درداقات، مزارعين، بوتيكات، عمال بناء ، محل فول وطعمية) البحث عن لقمة شريفة يسدون بها رمق أسرهم واطفالهم.
أظهرت هذه الحرب اصالة معدن بعض زملاء مهنة الصحافة الذين تشاركوا (صحن البوش) في شارع الجرائد، تنادى البعض منهم يسأل عن زملائهم المحاصرين في مناطق الحرب ولا يستطيعون الخروج لعدم مقدرتهم المالية ، يعملون على حصرهم حتى يستطيعوا اخارجهم من مناطق الخطر، فبعضهم تعرض للاعتقال والأسر ،، وبعضهم مات وهو لا يجد الدواء ، ومنهم مضى الى ربه شهيداً ، وآخر مصيره مجهول بعد أن فقد أصحابه واهله الإتصال به.
بالرغم من ضيق ذات اليد وقلة الحيلة يحاولون جهدهم لإخراج زملائهم الصحفيين والصحفيات من ولايات الحرب ومناطق النزاع ، يعملون جهدهم، على قدر استطاعتهم، بعد ان ناشدهم الزملاء لاخراجهم حفاظاً على أرواحهم واسرهم من القتل أو الأسر و الاعتقال ، بعدما عرفوا ان لا مسئول أو حتى وزير الإعلام سوف يساعد في إجلاء الصحفيين أو يرسل لهم طائرة للاجلاء اسوة بغيرهم. .
ومن المحزن والمخزي ان هنالك من يقبض حوافز دولارية بعد ان قطع لها مسافات وعبر الطيران ، وآخرين يقبضونها شهرياً ، دون أن يرف لهم جفن ، والبعض منا لا يجد قوت يومه، أو رسوم عملية بالرغم من التبرع السخي لزملاء هم في حوجة ماسة لكل (جنيه) تعاضد و تكاتف ورحمة ، مع انها لم تكفي وذلك لتكلفة رسوم العملية الباهظة .
لكن لا شئ جديد أو مدهش في الأمر فأولئك الذين يقبضون هذه الحوافز نفسهم من كان يقبضها سابقاً ، امتلكوا المنازل والسيارات الفارهة على حساب زملائهم و زميلاتهم، فلم نتوقع منهم غير ذلك.
اقول لكل الزملاء الذين كتبوا لوم وعتاب واستنكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هل كنتم تتوقعون غير ذلك ؟
ستظل المحسوبية والمصالح و الانتماءات الضيقة هي المتحكم في علاقات الصحافة والتي تحتاج لعملية جراحية شاقة نبتر فيها المحسوبية التي خلفتها حكم 30 عام غيرت فيها كتير و أدخلت الكثير في مهنة السلطة الرابعة.
# اللهم ارفع سخطك ومقتك عنا
…..
#منصة_اشواق_السودان