ذوالنورين نصرالدين المحامي يكتب ✍️: محادثات جنيف – السقوط الأخير
شظايا متناثره
———————–
⭕️ محادثات جنيف هل تخبئ في أجندة السقوط الأخير ؟؟ فقد تمت دعوة القوات المسلحة لمحادثات في جنيف من قبل الإدارة الأمريكية مع قوات الدعم السريع يو ١٤ أغسطس القادم وهي دعوة ترمز الي المساواة والندية كأطراف صراع بين الجيش والدعم السريع ويعني ضمنا عدم الاعتراف بالسلطة أو الحكومة القائمة فالبيان الصادر حدد الاطراف المشاركة بل أجندة المفاوضات في سابقة غريبة وعن طريق بيان صادر في الإعلام وهي أشبه بدعوة (بلينكن) التي حملت صيغة الأمر للفريق أول البرهان للذهاب الي جدة
ومازال الشعب يفتقر الي المعلومات الرسمية من طرف الحكومة لتوضيح الحقائق بل ظل الشعب يرابط ومن خلال محركات البحث للتحقق من المعلومات الصحيحة فالأمر المدهش لماذا تتعمد السلطة الحالية من تغييب الشعب من تمليكهم المعلومات الصحيحة حتى لايكون الشعب عرضه للشائعات والتحليلات الغير منطقية فالشعب هم أصحاب المصلحة الحقيقية والمعنيين بكافة الحلول النهائية ولهم الكلمة العليا في اي محادثات أو مفاوضات تفضي الي قرارات مصيرية
وجود التمثيل الشعبي يعصم من أي أجندة خفيه أو تمرير أي قرار لايتسق مع المصالح الوطنية أو أي ضغوطات متوقعة بل يجسد حقيقة شعار (شعب واحد جيش واحد) فإذا وافقت القوات المسلحة للذهاب الي جنيف لابد وأن يملك الشعب المعلومات الوافيه وإشراك ممثلي الشعب عبر فتح نوافذ تواصل مجتمعي لتوحيد الرأي في هذه المحادثات المصيرية ليتحملوا مسئوليتهم الوطنية لأن التفاوض معني بكل أفراد الشعب ثم الجيش
إذا كان قرار الجلوس للتفاوض ينعقد إختصاصه للسلطة بعد تقدير المصالح العليا فإن المشاركة الشعبية وجدول الأعمال لايمكن تجاوز النبض الشعبي فيه وستجد المفاوضات بيئة خصبة للتنفيذ والرعاية إذا كان التمثيل الشعبي حاضرا لعدم وجود أجندة خفيه الا المصلحة الشعبية وعدم التمثيل سيفضي الي مخرجات قابلة للاعتراض وعدم التطبيق ولاشك أن مفاوضي (الدعم السريع) سيختارون ممثلي أحزابهم المساندة على قلتهم
فإن تصدى الجيش للمفاوضات وحده سيضعف موقفه فيها
وخطورة المفاوضات تتمثل في أجندة رئيسية كوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية وآلية قوية لضمان تنفيذ الإتفاق وهذا الأخير يحمل كثير من الأجندة الخفية والتي ستعتمد على تقارير جهات غير محايدة يجب الإنتباه اليها
وقد دعت الولايات المتحدة الأمريكية عدد من المراقبين كالاتحاد الإفريقي مصر الإمارات الأمم المتحدة وللسودان مواقف من بعضهم سبق وأن أشار الي ذلك وتكمن الخطورة أيضا في أن مناقشة الأجندة السياسية تتطلب الوجود الشعبي غير النخب السياسية ذات الأجندة الضيقة
وقبل الموافقة النهائية يجب أن تستوضح الحكومة الوساطة في كثير من المسائل الغير واضحة كالاعتراف بشرية الحكومة الحالية والاتفاق على منهجية المحادثات وجدول الأعمال والتحفظات المبدئية في التفاوض وتحديد إطار وحدود للمراقبين وضرورة الإعتراف بحق القوات المسلحة للدفاع عن سيادة البلاد وتوضيح الدول الداعمة للمليشيا بصورة واضحة
فإن لم تظهر الحكومة السودانية قوتها من خلال الوفد المشارك وإدانة سلوك المليشيا والإعتراف بالحكومة الحالية فإن ذلك سيكون السقوط الأخير للوطن.
….
#منصة_اشواق_السودان