يس علي يس يكتب: عيد الجيش.. عيد العزة..!!
زفة ألوان
• من الظلم بمكان أن يختزل الجندي السوداني الشرس في 70 عاماً هي عمر تكوين قوة دفاع السودان بشكلها الحديث، وكجيش نظامي وفق الأنظمة الحديثة، فقد شهدت فترات ما قبل التاريخ قيام الجيش السوداني بمهامه في الدفاع عن الأرض والعرض، وبحسابات الزمان والمكان والتطور في ذلك الوقت فقد كانت جيوشاً “تهز وترز” دانت لها نواحي الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وخضعت لها رقاب الكثير من الملوك والحكام، ذلك انها كانت تملك من المقاتلين والعدة والعتاد والعزيمة، ما يجعل الجميع صاغرين لها، مؤتمرين بأمرها، لأن الجيش هو قلب البلد في أي زمان ومكان، وهو “عينه الحمراء” التي يرمي بها الأعداء، ويده الباطشة التي تضع حداً للأطماع..!!
• إننا نتحدث في هذا العيد عن تا – سيتي أو تاسيتي “أرض القوس” ورماة الحدق، وهو تاريخ سبق الميلاد بـ4000 عام، والجيش السوداني هو الذي وقف في وجه المد العربي جنوباً حين سيطر سيدنا عمرو بن العاص على مصر وفكر في الامتداد جنوباً فاصطدم بـ”رماة الحدق”، ولم يدخل العرب أرض النوبة إلا عبر الاتفاقية الشهيرة “البقط”، وهو ما يحكي قوة وصلابة الجندي السوداني منذ أقدم العصور..!!
• لم يكن هذا محض صدفة، فقد تواصلت قوة الجيش السوداني عبر العصور الأخرى، ولعل التأريخ يذكر المملكة الكوشية والمرَوية القديمة، التي ظهرت بين القرن الثامن قبل الميلاد ، ثم الممالك المسيحية النوبية في المقرة ودنقلا، ما بين القرنين السادس والرابع عشر الميلادي، ثم الممالك الإسلامية كسلطنة الفونج والعبدلاب والفور والمسبعات وتقلى الإسلامية، ويعرف من درسوا التأريخ أن أول جيش نظامي في السوداني نشأ في عهد السلطان بادي أبو شلوخ في مملكة الفونج الإسلامية، الذي “…أسس أول جيش نظامي ثابت ومحترف، وجند الرقيق جنودا نظاميين وقام بإسكانهم في قرى خاصة بهم حول سنار عاصمة مملكة الفونج، وتمثّل كل قرية وحدة قتالية واحدة، وفي كل وحدة قتالية قائد عسكري يشرف على هذه القوات..”..!!
• ويذكر الناس الثورة المهدية، وجيش المهدي الذي خرج الكثير من القادة، وخلد الكثير من قصص التضحيات والدفاع عن الأرض والعرض، ومواجهة المستعمر بترسانة أسلحته، حتى صار المهدي حديث العالم أجمع، بفضل قوة وثبات وفدائية الجندي السوداني، ولا يمكن لأي دولة أو مملكة أو سلطنة في العالم أن تقوم ما لم يكن خلفها جيش قوي ووطني يحميها ويحمي حدودها وحقوقها، لذلك كان للسودان السبق في التأريخ القديم والحديث لأنه يملك أهم مقومات الجيش، وهو الجندي المقاتل الشجاع الذي لا يخشى الموت في سبيل وطنه..!!
• 1925 لم تكن بداية جيش السودان، ولكن كان بداية تأسيس النواة الحديثة للجيش ليكون بشكله النظامي الحالي، وهو ما يحتفل به الناس الآن، ولكن من حقنا أن نفخر بكل مقاتل سوداني عبر التأريخ، ضمخ دمه هذا التراب حماية له ولأهله، ومن اجل أن يكون السودان معافى من كل دخيل، قاطعاً لدابر كل الأطماع والأنوف التي ظلت تحشر نفسها في هذا التراب، فتمرغها أيدي أجناد الأرض الحرة، السمر الميامين الذين لا يساومون ولا يهادنون من أراد أن يفرض عليهم الوصاية على مر التأريخ..!!
• هو جيش السودان الذي يقاتل الآن في معركة الكرامة، ويرفض أنصاف الحلول، ويأبى إلا أن يقف ذات يوم على أعلى منصة في البلد ليرفرف علم السودان، خالياً من الأوغاد والأوباش واللصوص والخونة، نظيفاً من دنس المتلونون، الحالمون، السائحون في عواصم العالم بحثاً عن طريق يعيدهم إلى سلطة دخلوها حين غفلة، واستغفلوا شبابها وهم يدركون الآن أن عليهم أن “يشموها قدحة”، فهذه البلاد لم تعد ترحب بالخونة..!!
• لكل الشهداء، لكل الجرحى، لكل المقاتلين في الخنادق، لكل القوات النظامية، لكل المستنفرين، ولكل من حمل السلاح في معركة البقاء لأرض وشعب السودان، ها نحن ننحني أمامكم بتأدب، وباحترام، ونرفع القبعات لكم في الخنادق والنقعة، وعلى ظهر المقاتلات، تعفر أقدامكم التراب، وتتلطخ بالطين، لأجل يوم يمشي فيه السوداني عزيزاً من الجنينة إلى بورتسودان لا يخشى شيئاً إلا دواب الأرض..!!
• التحية للقيادة التي وقفت في وجه المؤامرة الدنيئة، واختارت طريق الخلاص، ولم تستخسر فيه الأرواح، ولشعب ضحى بكل شيء، وآمن بواقعه، واختار “بل بس” مقابل ماله وداره ومسقط رأسه ومعيشته..!!
• رجال الجيش يا سعاد نفخر بيهم.. حفظوها حدود البلاد..!!
• كل عام وجيشنا أقوى..!!
• ونحن الجيش البنحمي جيشنا..!!
• بل بس ..!!
…
#منصة_اشواق_السودان