د.محمد بشير عبادي الصفاء
د.محمد بشير عبادي
الصفاء
اسم لما هو صافٍ، يشير إلى حالة من النقاء والوضوح في الفكر والعواطف والسلوك.
يمكن أن يشير أيضاََ إلى النقاء المادي مثل المياه الصافية أو الجو النقي.. الصفاء يعني أن يكون الشخص سليم القلب والنية في تعامله مع الآخرين دون غرض أو حاجة في نفسه، مادياََ الصفاء كالمياه النقية التي تكون خالية من الشوائب والأوساخ أو يعبر عن جو نقي خالٍ من التلوث والضباب، مما يجعله مناسباََ للتنفس والاستمتاع بالطبيعة.. الصفاء قيمة تعبر عن النقاء وتعزز الثقة والسلام الداخلي.
الصفاء ذكر في القرآن الكريم في عدة مواضع، ومنها قوله تعالى: “وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ” (النازعات: 40-41)وفي قوله تعالى: “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ” (الضحى: 1-2)،( وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى )، هذا قسم من الله عز وجل ، أقسم بالنهار إذا هو أضاء فأنار، وظهر للأبصار. ما كانت ظلمة الليل قد حالت بينها وبين رؤيته وإتيانه إياها عِيانا، وكان “قتادة” يذهب فيما أقسم الله به من الأشياء أنه إنما أقسم به لعِظَم شأنه عنده.
إن الصفاء النفسي نعمة يمكن للإنسان إكتسابها والمحافظة عليها والتعود عليها من خلال ضبط عواطفه وكظم غيظه عند الغضب وعدم الإستجابة للإنفعالات النفسية المدمرة، والبعد عن روح الإنتقام والتحلي بالصبر والإتزان والتفاؤل وتوقع الخير والنظر إلى الحياة بنظرة تملؤها البهجة والإشراق والتفاؤل والرضا كل الرضا بما قسمه الله تعالى له.
ومما قيل في صفاء الوجه ونقاء البشرة، قول أبو نواس:
نظرت إلى وجهه نظرةً
فأبصرت وجهي في وجهه.
وقال آخر:
أعدْ نظراً ! فما في الخدِّ نبتٌ،
حماهُ الله من ريْب المنونِ !
ولكن رقَّ ماء الوجه حتَّى
أراك مثال أهداب الجفونِ !
ويظل صفاء ونظافة قلبك وسلامة صدرك ونيتك الصافية،هي مفتاح التيسير والمنح والفتوحات في هذه الحياة ولا يغلق باب على العبد، فيصدق في نيته ويحسن الظن بربه إلا ويفتح الله له أبواباََ أوسع وأرحب يقول سبحانه وتعالى: “إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم”، (الأنفال:70).