د عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب : “الانسحاب الأمريكي من مفاوضات القاهرة: محاولة لتجنب الفشل وإعادة تقييم الاستراتيجية”
د عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب :
“الانسحاب الأمريكي من مفاوضات القاهرة: محاولة لتجنب الفشل وإعادة تقييم الاستراتيجية”
* الإنسحاب التكنيكي الأمريكي من مفاوضات القاهرة مع وفد حكومة السودان يمكن تفسيره على أنه محاولة لكسب مساحة مناورة وتجنب الفشل. إذا كانت المفاوضات قد شهدت صعوبات في السابق، مثلما حدث في مشاورات جدة ومفاوضات جنيف، فإن الولايات المتحدة قد تكون تسعى لتجنب مزيد من الإحراج أو الفشل في مساعيها الحالية.
* هذا الانسحاب قد يعكس رغبة أمريكية في إعادة تقييم الوضع وتحليل كيفية تحسين استراتيجيتها أو تعديل النهج الذي تتبعه في التفاوض. قد يكون الهدف من ذلك هو ضمان أن يكون هناك فرص أفضل للنجاح في المستقبل، أو تهيئة الظروف بشكل أكثر ملاءمة لإجراء المفاوضات بشكل فعال.
* في سياق الدبلوماسية والمفاوضات، تعتبر هذه الاستراتيجيات شائعة حيث يتم تجنب الظهور بمظهر الفاشل أو غير الفعال.
* من الواضح أن بيريلو، باعتباره وسيطاً أمريكياً، قدم مبررات قد تُعتبر غير مقنعة أو مبررة للتعامل مع الفشل في مشاورات جدة ومفاوضات جنيف. إذا كان هناك إشارة إلى عدم التزام الوسيط الأمريكي بتنفيذ مخرجات اتفاق جدة، فقد يكون هناك محاولة لتغطية الإخفاقات وتوجيه الرأي العام بعيداً عن القضايا الأساسية.
* الانتقادات التي توجه للمبررات التي يقدمها بيريلو تشير إلى أنه قد يكون هناك تلاعب أو محاولة لتبرير الفشل في محادثات سابقة أو للحد من الانعكاسات السلبية على صورة الوسيط الأمريكي. في مثل هذه الحالات، تكون الشفافية والتزام الوسيط بالاتفاقيات السابقة أموراً حاسمة لضمان نجاح المفاوضات وحل النزاعات بشكل فعّال.
* التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة، سواء الداخلية أو الخارجية، تلعب دورًا كبيرًا في تأثير استراتيجياتها الدبلوماسية ومواقفها على الصعيد العالمي.
1. **التحديات الداخلية**:
* الانتخابات الأمريكية تؤثر بشكل كبير على السياسة الخارجية. التغيرات في الإدارة يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في السياسات و الإستراتيجيات، ما قد يفسر بعض التحركات التكتيكية مثل الإنسحاب من مفاوضات معينة لتجنب الفشل الذي قد يؤثر على صورة الإدارة الحالية.
2. **التحديات الخارجية**:
– **الحرب الروسية-الأوكرانية**:
* دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا لم ينجح بشكل كامل في تحقيق الأهداف المرسومة، مثل وقف التمدد الروسي، مما يضيف ضغوطًا على السياسة الخارجية الأمريكية ويعزز الحاجة إلى استراتيجيات بديلة.
**النفوذ الروسي في أفريقيا**:
* تمتين العلاقات بين السودان وروسيا، بما في ذلك الاتفاقيات لإنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر، يزيد من الضغط على النفوذ الأمريكي في المنطقة. هذا النفوذ الروسي قد يعزز من قدرة روسيا على التواجد الاستراتيجي بالقرب من الطرق البحرية المهمة ويشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية في المنطقة.
* إجمالاً، هذه العوامل تساهم في تزايد تعقيد المشهد السياسي الدولي وتؤثر على كيفية تعامل الولايات المتحدة مع المفاوضات والأزمات العالمية.