انشراح اوشي تكتب من أين أتى هؤلاء
انشراح اوشي تكتب
من أين أتى هؤلاء
قرأنا في كتب التاريخ عن حرب التتار وما فعلوه وقتها وكيف انتصر المسلمون بقيادة سيف الدين قطز في معركة عين الجالوت عليهم
وعايشنا منذ نعومة اظافرنا حرب الصهاينة على فلسطين ومذابح إسرائيل في المدن والقرى الفلسطينية
وتابعنا عن قرب حرب البوسنة والهرسك ولم تجف مآقينا ونحن نشاهد ظلمات الظلم والطغيان
ولكن ما يحدث الآن في السودان فاق كل تلك الحروب ظلما وهتكا وإبادة
هذه المليشيا الطاغية المتجبرة تقتل أهل السودان بدم بارد من دون أن يهتز لها جفن .
روى لنا الراوي أن أحد أفرادها تزوج بإحداهن في بيت من بيوت الخرطوم المسلوبة وأثناء قضاء شهره الأول معها اختلفا في أمر تافه فأرداها قتيلة في الحال ودون أن يرمش له جفن .
وآخر يقتل في بيته وهو يدافع عن ماله .
وتلك التي سلبوها عرضها وشرفها ولم يكن لصراخها دور ليوقفهم بل ازدادت وحشيتهم وذهاب آدميتهم
وتلك القرى التي هُجِّر أهلها منها عنوة دون مراعاة لكبيرٍ مسن أو طفلة رضيعة أو عجوز مريض
وهؤلاء الشباب الذين رُكِّعوا طغياناً وظلماً واُجبِروا على ترك الديار أو القتل .
وأطفال يتهمونهم زورا بانهم جواسيس للجيش فيعذبونهم ونشاهد صرخاتهم التي تقطع نياط القلوب وهم يحمون اجسادهم الهزيلة من ويلات العصي والسياط.
والأطباء الذين تم اعتقالهم واُجبِروا على العمل في معالجة قواتهم و يتعرضون للقتل عند فشل عملية جراحية أو حالة تطبيب.
كل هذه الانتهاكات والمرارات والعالم يغض طرفه في نزالة معهودة وصفاقة بغيضة وظلم بيّن .
من أين أتى هؤلاء التتار الجدد… والذين فاقوا التتار المغول وعتاة المجرمين في انتهاكاتهم ؟
ورغما عن ذلك يضرب أهل السودان الأمثال في قوة التحمل والصبر على الأذى وتفويض الأمر لله…. يمضون بين نازح ولاجئ وقابض على الجمر والإيمان بالنصر على هؤلاء المجرمين
يهيمون حبا للسودان… يعشقون ترابه ويلتفون حول الجيش مساندةً ومنعة .
يسطرون أقوى ملاحم الوطنية… يجودون بالأنفس والأموال فداء لوطن أحبوه وترعرعوا في جنباته وحملوا اسمه وعشقوا رسمه .
رسموا لوحة باتعة تفيض يقينا بالله وصبرا وجلدا على تحمل المصاب… تآلفوا وتراصت صفوفهم وقد علموا أن المصائب تجمع المصابينا
تحولت المحنة لمنحة ورغما عن الحرب أدار الكثيرون شؤونهم بقوة ويقين يحسدون عليهما .
رغما عن الجراح والفقد… رغما عن ألآم الوطن واحزانه سيظل أهل السودان أقوياء… ثقتهم في أن نصر الله قريييب زادهم لمواصلة المسير… ومن ثم ثقتهم في جيش السودان لا تحدها حدود .
يقتاتون الصبر لعلمهم أن كل الصابرون قد جُبروا .
السودان وطن أحببناه حتى الثمالة وسنظل