منتصر محمد احمد يكتب :
سـادسـة الاثـافي
كنت و لا زلت أرى أن كثرة تداول الحديث عن الفساد في وسائل الإعلام هو إجمالاً أشبه بالتحريض على الدولة و المحاكمات الإعلامية التي لا ترجو للعدالة وقاراً و لا للدولة إستقراراً لكن تلك الرؤية و الرأي ليست على الإطلاق فأحياناً يلزم تنبيه السلطة لو غفلت و تخويفها إن كانت جزءاً من حماية مفسد ..
في يوم واحد طالعت خمس مقالات تتعرض لتجاوزات فيها نذر شؤم .. تجاوزات تحير عقل الحليم ليسأل ألسنا نخوض حرباً طاحنة بمعنى الكلمة .. !! ؟ إذن ما بالهم .. !! ؟
مقال للصحفية رشان أوشي يخبرنا عن عربات مدرعة تشادية آلت للدولة حسب القانون ثم بقدرة شخص او جهة قادرة تسربت .. مقال ثان صادر من جهة لا أذكرها يتحدث عن رشاوي بدولارات مليونية في قطاع البترول .. مقال ثالث للكاتبة أم وضاح يتحدث عن وزارة البيئة التي جعلت من جولاتها الخارجية وسيلة لطلب اللجوء السياسي بل و أن سكرتيرة الوزيرة لاجئة في كندا و شر البلية أنها تحتفظ بوظيفتها كسكرتيرة و تزاولها من ملجأها .. ؟ مقال آخر و اظنه لرشان أيضاً يخبرنا عن فساد المنح الدراسية و أن بعضهم يخصص المنح الدراسية لآل بيته و لا يعلنها لأبناء السودام ليتنافسوا عليها بالعدل .. !! مقال خامس تحدث عن تلاعب ملاعين القحط بوزارة الصحة و سيطرتهم على مفاصلها و إدارتها للوزارة بعضهم إسفيرياً من خارج الحدود و بعضهم من الداخل و يخدمون خط العدو المحارب …
ثم أنا أشعر بالتردد أأزيد على ما كتبوا و أضيف حالة من حالات الفساد أم ألتزم الصمت حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .. !! ؟
ترددي لا تردد خائف لكنه تردد مشفق فنحن في حرب بل حرب لم نشهد لها مثيلاً من قبل .. حرب تداعت عليها فيها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها و لا أريد أن نكون غثاءاً كغثاء السيل … هنا هل أستدعي ما بذهني و أطمئن بأنني لست شيطاناً أخرس .. !! ؟
نعم و لا أقول ليكن ما يكون و لكن أقول لينتبه من هم قمة السلطة ..
بين يدي حالة المتهم فيها بريئ مع أن التهمة قاتلة ( قالوا عليه قحاطي ) .. هو ليس قحاطي بل لما سألت عن تصنيفه السياسي قيل لي أنه أقرب إلى جماعة الإخوان المسلمين جناح الشيخ صادق عبد الله .. يعني بلغة أخرى هو أصولي متطرف كما يحلو لبعض كارهي الإسلاميين أن يصفوهم ..
لماذا رموه بتلك التهمة إذن .. ؟
الوظيفة مدرة للمال و هناك من يطمع في ريالاتها الخمسة عشر ألفاً شهرياً و يريد ام يبر بها محسوبه .. إذن دون تردد فمن يشغلها لا بد من إزاحته بالضربة القاضية ( قحاطي ) ..
نعم رموه بالقاضية فقالوا ( قحاطي ) ..
وظيفة مدير الاوقاف السودانيه في المملكة العربيه السعوديه هي الوظيفة التي أزيح عنها كمال محمد على بتهمة القحطنة جوراً و عدواناً و ما بين عصام هذا و بين القحطنة بعد المشرق و المغرب و عصام هذا مقسماً برب العزة لم أر صورته في حياتي ناهيك عن أني أعرفه غير ان القصة إستفزتني فسألت عنه …
.. يا هؤلاء .. يا سادة و يا قادة كم من مناد نادي أن أزيحوا القحاطة عن مفاصل الدولة و ما من مجيب فهل الوظائف الهنية و غنية وحدها التي يبعد عنها القحاطة .. ؟
السيد نائب رئيس مجلس السيادة و السيد رئيس الوزراء المكلف نرجو الإنتباه لألاعيب البعض الذين يلفقون التهم للأبرياء و يجهزون البدائل للوظائف ( الهنية و غنية ) و لا ننسى أن نعيد مناشدتنا أن أزيحوا كل تركة حمدوك من مفاصل الخدمة المدنية …
…
