منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

وقل اعملوا د عبد الله جماع يكتب : استوزار المعاشيين وعقدة التكنوقراط !!

0

وقل اعملوا
د عبد الله جماع يكتب :

استوزار المعاشيين وعقدة التكنوقراط !!

هناك فرق شاسع بين الكفاءة والفاعلية . كما يؤكده علماء الادارة. فالكفوء هو مالديه من المؤهلات العلمية والخبرات التراكمية في مجال تخصصه. ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر. اما الفعّال فهو الشخص المبدع والمنتج والذي لديه القدرة علي ان يخلق ( من الحبة قبة)، وباقل جهد وباقل تكلفة.وكما يعرِفه علماء الادارة(عظيم الانتاج وبأقل الموارد).وطبعا بطريقة علمية مدهشة ومنضبطة وناضجة.و هو لايبحث عن الاعذار ولن تثنيه المعوقات والمثبطات التي تعترض طريق عمله، و كله بطريقة علمية ناضجة.فالفعّال منتج ( جنس انتاج) . وهو ما يطلق عليه المدير الفعّال او الملهم او القائد…الخ.هذا لا يعني انه عديم التأهيل والخبرات . ولكنه يمتاز علي غيره من يوصفون بالاكفاء وحملة الخبرات بفاعليته وحيويته المفضية لغزارة انتاجه وحسن ادارته وتميز ادائه..وعليه يمكن القول بانه كل ( *فعال* *مؤهل* *وليس* *كل* *مؤهل* *فعّال* ). اذاً علي كل عامل يكلف بعمل ما ينبغي ان يتوفر فيه عنصر الفاعلية المقترنة بالتأهيل. فالتأهيل والخبرات العالية بلا فاعلية( كالشجرة بلا ثمر).وهذا هو أُس معضلات ومشاكل العالم الثالث عموما. فدائما وابدا يتم التركيز وتكليف ذوي المؤهلات والخبرات العالية دون وضع ادني اعتبار لعنصر الفاعلية . لانها هي سر النجاح واساس التفوق في كافة الاعمال وسائر الانشطة. ولذا تظل من اخفاق وفشل وتردي في الاداء وتقهقر في الانتاج الي اخره. وهناك ما يردده كل الناس خطأ بعبارة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.. مما يصححه اهل الادارة ، بعبارة وضع( الشخص المناسب في مكانه) . لانهم يؤكدون ان كل موقع يشغله انسان للعمل فيه فهو مناسب فالموقع ثابت والانسان متغير..فالمواقع هي المواقع ، اما من يشغلها فهو مربط الفرس..ولذا تعتمد كثيرا من المنشاَت و الجهات في الغرب المستخدِمة للافراد السيرة الذاتية لمن ترغب في توظيفهم للرجوع بهم ابان طفولتهم و منذ ان بلغ احدهم عمره ال 5 اعوام وحتي نهاية مراحله الدراسية . لمعرفه مدي تفاعله مع محيطه في الحي الذي يسكنه ثم كيف تكون مشاركاته مع اقرانه في مراحله الدراسية المختلفة ..للتأكد من فاعليته واختلاطه بالاخرين ومدي تحمله لاداء المسئوليات والاعباء منذ ان كان صغيرا( تنمية القدرات وصغل المواهب وتطويرها)..وهذا عكس ما هو حادث بالعالم الثالث بحيث يلجأوون الي الاعتماد فقط علي المؤهلات والخبرات دون الاكتراث لعامل( *الفاعلية* ) . والنتيجة معلومة لدي الجميع هي الاخفاق والفشل والتردي في كل شئ. وتتجلي تلك الظاهرة بوضوح اكثر في اللجوء الي المعاشيين من القوات النظامية والمدنيين لاستخدامهم في مواقع قيادية عليا باعتبارهم ( تكنوقراط).. وبلا شك ان لدي هؤلاء من المؤهلات والخبرات( ما شاء الله تبارك الله وربنا يحسن ويبارك).. *فكل* *منهم* *في* *تخصصه* *علما* *في* *رأسه* *نار* .. ولكن هل كل ذلك مدعاة لنجاحه وتميزه فيما يكلف به لاحقا بحكم انه (تكنوقراطي).. لا ليس علي كل و بحسب منطق دهانة علماء الادارة..فالامر لديهم ليس خبرة ومؤهل وحسب وانما ( يقرن ذلك جميعه بالفاعلية) والا لكان الفشل مؤكد ومضمون. يقابله ، راي علماء النفس الذي مفاده بانه يولد الطفل و بداخله بالفطرة شيئا من هواياته ومواهبه التي يتطلب منه تنميتها وتطويرها وفيها يكمن سر النجاح( كل انسان مسخر لما خلق له). فلن تستطيع صناعة فنان او معلما او طبيبا او داعية او سياسيا او اي اعمال اخري للذين ليس بهم من الفطرة بدواخلهم للاستعداد للقيام بتلك الادوار .وعليه مفهوم التكنوقراط والجزم بنجاحهم في كل ما يكلفوا به قول ينفيه علم الادارة ولايقره اصلا . ولو ظل البعض متمسكا به كعقيدة راسخة وقولا مقدسا لاياتيه الباطل ابدا . و مع الاستكثار من التلويح به دوما والاستعصام به كملاذ وملجأ عندما يستعصي علي الساسة تسمية من يشغلون المواقع العليا وهروبا احيانا من الاستحقاقات السياسية المطلوبة..وكأنما التكوقراط هم القواصم من العواصم بخلاف نظريات الادارة وتأكيداتها والتي تشير الي عكس ذلك. ولنأخذ مثالا في التكليفات الوزارية الاخيرة في حكومة السودان. لموقعي وزير الثقافة والاعلام ووزير الخارجية.. فالاول شاب في مختبل العمر له من الفاعلية والكفاءة والحيوية والنشاط مايجعله اهلا لهذا الموقع بجدارة(وياريت لو لم يستوزر للدور الكبير والهام الذي كان يقوم به من غير قيود تكبله).. مقارنة مع غيره ممن بلغوا من العمر عتيا، وتم تكليفهم للعمل في نفس هذا الموقع..فبالتأكيد لن يكونوا مثله في العطاء والاداء والانتاج .فهو اختيار موفق بناءً علي نظرية ( الكفاءة والفاعلية) عكس الاختيار الثاني الغير موفق و الذي اعتمد علي نظرية بل عقدة معاشى التكنوقراط(دون القدح او الطعن في قدرات من تم اختياره وزيرا للخارجية فلا اعرفه ولن اسمع به) فقط للاشارة في طريقة اختياره للموقع في مخالفة واضحة لنظريات الادارة لتسمية الافراد لشغل المواقع وفي نفس الوقت اللجوء والانحياز الي (عقدة معاشي التكنوقراط) الفاشلة والمضللة في احايين كثيرة..( فرب شاب فعال واحد متوسط الخبرات اكثر انتاجا واشد وامضي عزيمة وحيوية من معاشى امضي طوال عمره لا يهش ولا ينش وعلينا ( ان نستوصي بالشباب خيرا فقد كانوا هم من صدقوا نبينا الكريم وازروه..دون المعاشيين اقصد الشيوخ).. فأعتماد منهج العلمية الادارية في اختيار توظيف الافراد هي عنوان النجاح والتفوق.وهي خيرا الف مرة من التخبط والمزاجية والركون الي فهم خاطئ لمفهوم وعقد مستعصية اصبحت شبه مسلمات ادارية ما انزل الله بها من سلطان .. وحقا( *الادارة* *هي فعلا العلم* *الوحيد* *الذي* *يذكر* *عند* *الفشل* ).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.