خبر و تحليل عمار العركي
زيارة البرهان إلى أسمرا :
ست ملاحظات في ست ساعات واختلاف في صياغة البيان
1/ زيارة خاطفة ذات دلالات رمزية : رغم أن زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى أسمرا لم تتجاوز الست ساعات، إلا أنها حملت دلالات رمزية مهمة. البيان الرسمي وصف اللقاء مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بأنه “تاريخي وله ما بعده”، مما يعكس أهمية التوقيت القصير في تعزيز الروابط بين السودان وإريتريا.
2/ تصريحات إيجابية ولكن دون تفاصيل ملموسة : المباحثات ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية ودعمها بما يخدم مصالح الشعبين. البرهان ثمّن مواقف إريتريا الداعمة لوحدة السودان، بينما أكد أفورقي موقف بلاده الثابت في دعم السودان. لكن البيان لم يتطرق إلى تفاصيل عملية أو اتفاقيات ملموسة، مما يترك بعض الغموض حول مخرجات الزيارة.
3/ دلالات أمنية في وفد الزيارة : وجود مدير جهاز المخابرات السوداني ضمن الوفد قد يشير إلى أن القضايا الأمنية كانت حاضرة في المباحثات، خصوصاً التهديدات والتحديات على الحدود السودانية الإريترية. ومع غياب التصريحات العلنية حول هذه القضايا، يبقى الطابع الغامض للزيارة قائماً.
4/ الرسائل الشعبية و التفاعل الجماهيري : البيان أشار إلى “التدافع الجماهيري العفوي” في شوارع أسمرا، مما يعكس العلاقات الوثيقة بين الشعبين. إلا أن التركيز على هذا الجانب قد يهدف إلى إضافة طابع عاطفي على الزيارة في غياب الافصاح عن نتائج عملية ملموسة.
5 / التباين بين تصريحات البرهان وأفورقي: البرهان ركز على شكر إريتريا لدورها في دعم السودان في محنته، مما يعكس الامتنان السوداني. في المقابل، كانت تصريحات أفورقي أكثر توازناً وواقعية، مع التأكيد على تعزيز التعاون بما يخدم مصالح البلدين.
6/ الرهانات المستقبلية : رغم نبرة المجاملات التي طغت على البيان، فإن ما سيحدد قيمة الزيارة هو ما “بعد” الزيارة من خطوات ملموسة في التعاون بين البلدين، خصوصاً في مجالات الأمن والاقتصاد.
▪️ ملاحظة مهمة و اختلاف في صياغة البيان:
البيان الذي صدر عن زيارة البرهان يختلف عن بيانات الزيارات الرئاسية السابقة في الصياغة والمضمون. فهو أول بيان رسمي يصيغه وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي الجديد “خالد الأعيسر”؛، الذي رافق البرهان في الزيارة كأول مهمة له بعد توليه المنصب هذه التغييرات قد تعكس محاولة لتقديم نمط جديد في التعامل الإعلامي مع الزيارات الرسمية.
▪️ خلاصة القول ومنتهاه:
▪️زيارة البرهان إلى أسمرا جاءت لتأكيد الروابط التاريخية بين السودان و إريتريا، ولكن عدم الافصاح عن التفاصيل العملية يجعلها في إطار المبادرات الدبلوماسية التقليدية. يبقى اختبار تحويل العلاقات إلى شراكة استراتيجية حقيقية هو ما سيحدد نتائج هذه الزيارة.
